كتل البرلمان التونسي تتفق على إطاحة حكومة الصيد اليوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

قررت الأحزاب التونسية ذات الأغلبية البرلمانية عدم تجديد ثقتها في حكومة الحبيب الصيد التي ستقف أمام مجلس نواب الشعب في جلسة عامة اليوم، وينتظر أن تكون ساخنة وأن تشهد جدلاً كبيراً، قبل أن تنتهي بإسقاط الحكومة التي ستتحول إلى حكومة تصريف أعمال في انتظار تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

ويرى مراقبون أن خطوة الصيد التي أقدم عليها بالتوجه إلى البرلمان لا تتجاوز البعد الرمزي من باب احترام الدستور، بينما تبدو النتائج واضحة بعد أن حصل توافق بين الأغلبية البرلمانية على الإطاحة بالحكومة الحالية الناتجة عن ائتلاف حزبي يتكون من حركة نداء تونس وحركة النهضة وحزب الاتحاد الوطني الحر وحزب آفاق تونس، وأعلنت حركة نداء تونس دعمها لمبادرة الرئيس الباجي قائد السبسي بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال النائب عن كتلة النداء حاتم الفرجاني إن كتلته لن تجدد ثقتها في حكومة الحبيب الصيد رغم ترجيحه إمكانية احتفاظ أحد الأحزاب بموقفه في هذا الشأن خلال جلسة التصويت على منح الثقة، مبرزاً أن هذا الموقف لا يختلف عن موقف الأحزاب الموقعة على وثيقة قرطاج والتي تمثل 85 بالمئة من جملة المقاعد داخل البرلمان.

النهضة تتخلى

إلى ذلك، قرر مجلس شورى الحركة عدم منح حكومة الصيد الثقة، وبرر القيادي فتحي العيادي موقف حركته بأن الحكومة المكلفة ليست حكومة وحدة وطنية، ولا يتوفر فيها الحد الأدنى من هذه القيم، حسب قوله، مردفاً أن تونس في حاجة إلى إصلاحات ضرورية لتحقيق أهداف الثورة في التنمية الاجتماعية، وتجاوز بعض الإشكالات المتصلة بالإرهاب والاقتصاد وبعض الملفات الأخرى باعتبارها قضايا أساسية للبلاد في المرحلة المقبلة.

لا تجديد

وفي ذات الاتجاه أكدت كتلة الحرّة، الذراع البرلمانية لحركة مشروع نداء تونس، أنها لن تصوت لصالح تجديد الثقة، بل إنها ستكتفي بالاحتفاظ بأصواتها باعتبار أنها لم يسبق وأن منحتها الثقة عند تنصيبها ولن تجدد بالتالي الثقة فيها، وقال الأمين العام للحركة محسن مرزوق أن حزبه غير معني بسحب الثقة من حكومة الحبيب الصيد لأنه لم يمنحها لها سابقاً، مبيناً أن حزبه يفضل تعيين رئيس حكومة من خارج الأحزاب السياسية.

وأكد رئيس الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي عدم تجديد حزبه الثقة في حكومة الصيد، وقال في تصريح عقب لقائه بكتلة الحزب بمجلس نواب الشعب، إن حكومة الصيد باتت جزءاً من الماضي بعد توافق القوى البرلمانية الفاعلة على الإطاحة بها، مشيراً إلى أن موقف حزبه ثابت من موضوع تجديد الثقة في الحكومة الحالية التي وصفها بالفاشلة في أغلب المجالات باستثناء نجاحها النسبي في المجال الأمني.

بدوره، قرر المكتب السياسي لحزب آفاق تونس عدم تجديد الثقة، وأبان الناطق الرسمي باسم الحزب وليد صفر أن الحزب يطالب في التسريع بالمشاورات حول مبادرة حكومة الوحدة الوطنية والحفاظ على أوسع أرضية للتوافق بين جميع الأطراف المساندة لها لضمان نجاح المرحلة المقبلة.

Email