«ألغاز» قانون الانتخابات الأردني تربك المرشحين والناخبين

قانون الانتخاب ونظام القوائم يخلقان تشويشاً على الراغبين في الترشح

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحاول الراغبون في الترشح للانتخابات النيابية الاردنية، التي ستجري في السادس عشر من أغسطس المقبل، فك ألغاز بنود قانون الانتخاب الذي سيجري على أساسه الاقتراع. وتنشغل الأوساط الاجتماعية والسياسية الأردنية بالنقاشات الساخنة سواء عشائرياً بالاتفاق على مرشح جامع، أو الحزبية حول تشكيل القوائم الانتخابية، في سياق ترد فيه معادلات كـ«الألغاز»، التي لا تبدو مفهومة لعامة الناخبين.

ومن هذه «الألغاز»، العصية على فهم المواطنين الاردنيين العاديين، ما صرح به رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب خالد الكلالدة مؤخرا عندما قال: «يمكن للمرشّح للانتخابات النيابية أن يفوز دون حصوله على أي صوت، نظرا لفوز قائمته، كون المقعد النيابي في قانون الانتخاب الحالي مخصصا للقائمة، وليس للمرشّح». وأضاف، «يمكن فوز القوائم دون التصويت لأي مرشّحيها على نحو خاص. وفي حال حصلت القائمة على عدد الأصوات الكافي للحصول على مقعد نيابي، في ظل تساوى أعضاؤها بعدم حصولهم على أصوات تفاضل بينهم، يتم بموجب القانون الحالي إجراء قرعة بين أعضاء الكتلة، لتحديد الفائز بالمقعد».

الدولة تشرح

وتجهد الدولة، ممثلة بالهيئة المستقلة للانتخاب، في محاولة شرح قانون الانتخابات للمواطنين الاردنيين عبر اعلانات نشرتها في الأماكن العامة، كما أنها تحاول مساعدتهم على فهم كيف سيقترعون مع المتغيرات التي حصلت على قانون الانتخاب.

ويأتي هذا مع اقتراب موعد السماح بالدعاية الانتخابية. وما يزيد من حراجة الموقف أن «ألغاز» قانون الانتخابات الجديد ليست متعذرة على عامة المقترعين، ولكن كذلك على المرشحين ومحترفي الحياة السياسية، الذين يواجهون اشكاليات جمة في تشكيل قوائمهم الانتخابية.

وهذا ما عبر عنه أمين عام حزب الوحدة الشعبية د.سعيد ذياب عندما قال لـ«البيان» إن معضلة تشكيل القوائم الانتخابية تعود في جذورها إلى قانون «الصوت الواحد»، الذي خلق بيئة تعزز فيها الذاتية والفردية، مشيرا إلى أن قانون الانتخاب الحالي ونظام القوائم المفتوحة يخلقان تشويشاً وارتباكاً بين الراغبين بالترشح والناخبين على حد سواء.

ويرى حزبيون ونواب سابقون نظام احتساب الفائزين في القانون الجديد يمثل اشكالية جدية، وهو إلى جانب ما تبقى من قانون الصوت الواحد يخلق بيئة تعزز الروح الفردانية، وتضعها في تناقض مع أساليب العمل الجماعي.

صعوبات

ومنذ بداية الحراك الانتخابي يواجه مرشحون مفترضون لخوض الانتخابات النيابية المقبلة صعوبات جمة في تشكيل قوائم انتخابية خاصة بهم، وهو الأمر الذي اضطرهم للتأخر في إعلان قوائمهم الانتخابية.

ويبدو ذلك جليا من قلق تشكيل الكتل الانتخابية وإعلان الانسحابات منها، ورغم حسم الأمر بالنسبة لبعض الأحزاب وخاصة اليسارية والقومية لملف قوائمها في بعض المناطق إلا أنها ما زالت حائرة في مناطق ودوائر أخرى.

Email