مدير إدارة مكافحة المخدرات البحريني مبارك المري لـ « البيان »:

دور رئيسي لإيران في ترويج المخدرات خليجياً

■ مبارك المري

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا مدير إدارة مكافحة المخدرات البحريني العقيد مبارك بن حويل المري إلى ضرورة الإسراع بإيجاد استراتيجية تكاملية بين دول مجلس التعاون لمكافحة آفة المخدرات، موضحاً أن تجارة السموم البيضاء والتي يديرها أباطرة لا تحكمهم الأخلاق أو الحدود أو القيم، في تزايد مستمر وتمثل تهديداً للدول وللمجتمعات كافة.

وأوضح بن حويل في حوار مع «البيان» أن الاضطرابات والحروب والتقلبات الأمنية، وما يجري من حروب في اليمن وسوريا والعراق والظروف وما طرأت عليها من ظروف، كلها ملابسات ألقت بظلالها السلبية على تسارع وتيرة تهريب المخدرات بفعل تراخي القبضة الأمنية، وانشغال الأجهزة الأمنية بأمور أخرى.. وقال إنّ «لإيران دورا رئيسيا في ترويج المخدرات خليجياً».

وفي ما يلي تفاصيل اللقاء بين المسؤول البحريني و«البيان» حيال مكافحة هذه الآفة:

هل هنالك استراتيجية خليجية لمكافحة المخدرات؟

محلياً، دشنت وزارة الداخلية استراتيجية أمنية خاصة بإشراف من معالي وزير الداخلية أما خليجياً، فهناك مهام واضحة يديرها مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات وهي تابعة للأمانة العامة لمجلس التعاون.

ومهام المركز الأولى مكافحة المخدرات عبر تمرير المعلومات والتنسيق ووضع الخطط وإدارة العمليات، ولكن كاستراتيجية خليجية متكاملة وواضحة المعالم فهي بواقع الأمر غير موجودة.

وأتمنى أن توجد استراتيجية تكاملية بين دول مجلس التعاون لمكافحة المخدرات، الهدف منها مكافحة تجارة السموم البيضاء والتي يديرها أباطرة لا تحكمهم الأخلاق أو الحدود أو القيم، فتنتج بدولة، وتخزن بأخرى، وتصدر لأخرى.

ماذا عن أوجه التعاون مع الإمارات وباقي دول مجلس التعاون؟

مستوى التعامل مع أجهزة مكافحة المخدرات أعلى من مستوى التطلعات، واليوم لدي ثلاث قضايا كبيرة مشتركة. وبإشراف من وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وسمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان اللذين يفتحان الأبواب لرجالاتهم على مصاريعها لمعرفتهم الوثيقة بالأخطار الجسيمة للمخدرات والتي تتعدى بكثير الجرائم التقليدية.

ولي أن أشيد بتعاون سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان معنا وعلى حسن الحفاوة والاستقبال الدائمين من معاليه وعلى توجيهه المستمر بتسهيل إجراءات عملنا لتحقيق الإنجاز.

لماذا تتزايد عمليات تهريب المخدرات بهذا الشكل إلى دول المجلس رغم عمليات الضبط المستمرة والقوانين الرادعة؟

نحن جزء من إقليم تشوبه الاضطرابات والحروب والتقلبات الأمنية، وما يجري من حروب في اليمن وسوريا والعراق والظروف وما طرأت عليها من ظروف، كلها ملابسات ألقت بظلالها السلبية على تسارع وتيرة تهريب المخدرات بفعل تراخي القبضة الأمنية، وانشغال الأجهزة الأمنية بأمور أخرى.. وعليه، فتجار المخدرات يستثمرون الفرص لتحقيق أعلى ربحية ممكنة، ولا تهمهم أي قيم إنسانية.

ولي أن أشيد هنا بجهود مدير عام الإدارة العامة الاتحادية لمكافحة المخدرات في الإمارات العقيد سعيد بن توير السويدي والذي يمثل لنا جميعاً مدرسة في الحكمة والذكاء والدراية الأمنية الرحبة في تقويض عمليات التهريب والقضاء عليها.

لماذا يلجأ تجار المخدرات إلى دول الخليج كـترانزيت لنقل المخدرات لمناطق أخرى؟

لأنها دول مستقرة وآمنة، وذات سمعة. فعلى سبيل المثال، نقل المخدرات من أفغانستان إلى أيٍ من الدول الأوروبية سيكون أمراً صعباً للغاية، باعتبار أنها دولة إنتاج معروفة، فيلجأ التجار هناك إلى المحطات غير المباشرة، فالتدقيق على البضائع والحقائب حينها سيكون أقل وأهدأ.

ما الدول التي تستهدف الإضرار بالأمن العام في الخليج العربي عبر ترويج آفة المخدرات فيها؟ لماذا؟

بالنسبة لتجار المخدرات فهم لا يمثلون دولاً أو أنظمة بعينها، بل العكس، مضارهم لبلدانهم قبل غيرها، ولكن لو رجعنا للأساس فإيران تستهدف دول الخليج على كافة المستويات وتصدر لها الأزمات والمشاكل باستمرار، وتهريب المخدرات تمثل إحدى وسائل الضغط والأرق التي تتبعها.

وماذا عن أساليب التهريب الأكثر شيوعاً التي يلجأ لها تجار المخدرات؟

تختلف من مادة لأخرى، فالمواد الخفيفة التي من السهل إخفاؤها كالهيروين، تكون عن طريق البلع أو الإيلاج. أما الحشيش، ولأن كمياتها كبيرة، فتكون عن طريق البحر أو الشحن. والشبو ولأنه بالأصل مادة كريستالية تستخدم له وسائل حديثة كأن يصنع منه طفايات للسجائر أو تماثيل.. الخلاصة أن تجار المخدرات «شغالين» بكل ما أوتوا من قوة.

ما أكثر المخدرات رواجاً في الخليج؟

نحن إقليم واحد، وما يتداول في دول الخليج عادة من المخدرات عادة هو الحشيش والهيروين والشبو، والأعلى انتشاراً منهم خليجياً الحشيش نظراً لقرب دول الإنتاج منا، فهو ينتج بأفغانستان، ويمرر عبر باكستان فإيران ومنها عبر البحر إلى دول الخليج.

والهيروين ينتج بأفغانستان ويصدر عبر الجو، لأنه أسهل تهريباً. فلو هرّب كيلو واحد من الهيروين فقط سيكون مدخوله فوق الـ 100 ألف دينار (نحو مليون درهم).. أما النوع الثالث وهو الشبو فدول إنتاجه شرق آسيا كتايلاند، الفلبين.

ما الأسعار السوقية للمخدرات بدول الخليج؟

الأسعار تتفاوت ما بين دولة وأخرى ولكنها الأغلى في البحرين.

ما أهم الإجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات الأمنية في مملكة البحرين بهذا السياق؟

وضعنا أجهزة للكشف عن المخدرات التي تهرب عبر الأمعاء، وهي موجودة بالمنافذ البحرية والبرية.

وعادة ما تكون ملامح المهرب محددة ومعروفة كشحوب الوجه والجفاف في الشفايف، وغيرها، وعليه يتم تمريره على الجهاز ولا يأخذ الفحص إلا ثواني.

برأيك، ما أكبر التحديات التي تواجه عمل ضباط إدارات مكافحة المخدرات؟

أمور كثيرة، بمقدمتها تطور أساليب التهريب، وتغيير خطوط التهريب، وعدم الاستقرار ببعض الدول المجاورة، ناهيك عن أن النظام العام بالعمل كالتحقيق والنيابة العامة يمثل -أحياناً- تحدياً لرجال مكافحة المخدرات قبالة تجار خالين من الضمير والإنسانية، ولدرجة أنهم يخفون المخدرات في القرآن وبأحشاء الأطفال.

وماذا عن أسباب الغرق في مستنقع الإدمان؟

بالمجمل أهمها ضعف الوازع الديني، فكلما زاد الإيمان بالإنسان قل الانحراف والعكس صحيح، ومن الأسباب أيضاً التفكك الأسري، والانفتاح الأعمى، وكذلك انخفاض المستوى التعليمي، وهناك أيضاً أصدقاء السوء.

ما أكثر جنسيات المهربين المقبوض عليها غالباً؟ وما هي فئاتهم العمرية؟

الأغلبية من الآسيويين، ليسوا بحرينيين، وأعمارهم تتفاوت ما بين 23 و40 سنة.

كم عدد ضبطياتكم للعام 2015؟

23 كيلوغراماً، وهي نسبة مرتفعة بالنسبة للبحرين، وهي تعتبر أول ضبطية بهذه الكمية، أما الحشيش فبلغت 38 كيلوغراماً.

كم عدد المهربين المقبوض عليهم خلال العام 2015؟

1060 تقريباً.

كم عدد المتوفين (محلياً) خلال العام 2015 بسبب المخدرات؟

23 شخصاً كلهم من الذكور.

الإعلام

سألت «البيان» العقيد مبارك بن حويل المري عن دور الإعلام؟ فأبان أنّ «رجال مكافحة المخدرات يمثلون الصف الثالث لمحاربة آفة المخدرات، في حين أن الصف الأول هم رجال الجمارك، والثاني سلاح الحدود، لكن هنالك خطوط أهم منا، وأكثر تأثيراً وقرباً، وهم الأسرة والأصدقاء والإعلام».

وتابع العقيد المري أنّ «الإعلام يلعب دوراً سلبياً في الترويج للمخدرات بشكل غير مباشر أو مقصود، وهناك إظهار غير مفهوم بأن أجواء المحششين منعشة وإيجابية وفكاهية، لاحظ النكت الكثيرة عنهم لكنها لا تسيء لهم، وفيبعض الأفلام تظهر أجواء التحشيش مبهجة جداً، وكأنهم يشجعون الناس عليها».

Email