قتلى في الجيش والحشد الشعبي باليوم الثاني من الهجوم

شبح الحرب الطائفية يخيم على معارك الفلوجة.. و برلمانيون يحذرون

■ قوة تابعة للشرطة العراقية في لحظة اشتباك مع عناصر «داعش» | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

قتل نحو عشرين من الجيش العراقي وخمسة عشر من الحشد الشعبي، وجرح العشرات، في سلسلة تفجيرات انتحارية نفذها تنظيم داعش في محيط مدينة الفلوجة، بينما شهد اليوم الثاني للعمليات معارك طاحنة في مناطق الكرمة والصقلاوية التي سبق لقوات الحشد الشعبي التي تواجه انتقادات زائدة أن أعلنت سيطرتها عليهما بالكامل.

وفيما أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أن طائراتها تساند القوات المهاجمة للفلوجة، ارتفع عدد الضحايا المدنيين إلى 55، بينهم 7 أطفال، في وقت اتسعت رقعة المخاوف وحذر برلمانيون من أن تتحول العملية إلى حرب انتقامية طائفية، وتشهد انتهاكات واسعة من المليشيات المتصدرة حتى الآن مشهد العمليات.

وفي الأثناء، أبدت الأمم المتحدة قلقها إزاء الأوضاع في مدينة الفلوجة، وقالت إن نحو عشرة آلاف عائلة لايزالون محاصرين ويعيشون تحت القصف، بينما تمكنت 80 عائلة من الفرار من المدينة وبالتزامن ارتفعت الأصوات المنتقدة لتصرفات الحشد الشعبي، وطالبت عشائر الفلوجة بسحب تلك القوات التي وصفتها بغير المنضبطة من العمليات..

وقالت إن ما بدر حتى الآن لا يدعو للاطمئنان بأن القتال سيقتصر على التنظيم الإرهابي، مشيرة إلى أن ما يجري الآن هو تصفية كاملة، ودك للمدينة على رؤس ساكنيها، وقال قيادي من الفلوجة، فضل عدم ذكر اسمه، إن الجيش يكتفي بإسقاط المنشورات التحذيرية من الاقتراب من تجمعات داعش..

في حين أن التنظيم لا يمتلك تجمعات وأن عدد مقاتليه قليل جداً ولا يتعدى 600 مقاتل، لافتاً إلى أن القصف الذي تتعرض له المدينة سواء بالطائرات والمدفعية هو قصف عشوائي ويطال كل المناطق والأحياء، مشيراً إلى أن الكثير من العائلات الآن محاصرة تماماً، مطالباً بهدنة سريعة تمكن العوائل من الخروج.

مخاوف

وقال وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي لوكالة الأنباء الألمانية، إن الشروع بخطة تحرير الفلوجة سيكون بداية جديدة للتعامل مع الإرهاب الذي لم يعد قادراً على الصمود مثلما كان بالسابق عدواً إرهابياً شرساً، ولكن هذه الخطة تحتاج أن تتصرف الحكومة العراقية بحذر، وأن تكون المعركة نظيفة للحفاظ على سلامة المدنيين العزل فيها.

وأضاف الجميلي الذي ينتمي لمدينة الفلوجة، أن قرار البدء بمعركة تحرير الفلوجة جاء بأمر من رئيس الحكومة حيدر العبادي، مشيراً إلى أن عناصر التنظيم الإرهابي أصبحوا بعدد محدود جداً.

وبحسب التقارير قتل أكثر من 30 مدنياً من جراء تفجير عبوات ناسفة زرعها التنظيم الذي نشر فرقاً للموت لاصطياد الذين يحاولون الفرار من أهالي المدينة.

وقال الرائد بشرطة الأنبار زيد محمد، إن التنظيم أعدم عائلة مكونة من 12 شخصاً، بسبب محاولتهم الهروب لخارج المدينة، مشيراً إلى أن قصفاً عشوائياً تعرضت له المدينة مع بدء العملية العسكرية، ما أسفر عن قتل عائلة مكونة من 13 شخصاً بينهم 7 أطفال وتدمير منزلهم بالكامل.

ويتخوف السكان بالفلوجة من تصريحات لقادة في مليشيات شيعية اعتبروا المعركة فرصة للانتقام، وجاءت هذه المخاوف متسقة مع مخاوف لشخصيات برلمانية وسياسية من أبناء الأنبار التي تنتمي لها الفلوجة، من أن يكون ثمن المعركة هو تدمير المدينة وقتل سكانها الذين يقدر عددهم بنحو 50 ألف نسمة.

وقال النائب في البرلمان العراقي حامد المطلك، ممثل عن محافظة الأنبار، إن معركة تحرير الفلوجة ستكون إما نقطة التقاء بين العراقيين، وإحياء فعلياً لمشروع المصالحة الوطنية في حال كانت المعركة نظيفة وتحررت على طريقة الرطبة..

وإما تشترك جهات مسلحة في المعركة بدواعي طائفية وأحقاد دفينة وتدمر وتقتل الناس الأبرياء، وبالتالي يصبح الأمر نقطة خلاف عراقي على أسس طائفية وهذا الذي نقف بوجهه لكي لا يحصل.

قتلى عسكريون

وأضاف المطلك، وهو عضو في لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي: «يجب ألا تتهدد حياة عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء بالموت، بجريرة وجود أقل من ألف عنصر داعشي يتحصنون في بيوت المواطنين، في إشارة إلى تهديد بعض زعماء ميليشيات شيعية بالانتقام من سكان الفلوجة».

وأكد قائد عسكري سابق أن الفلوجة تحظى بسمعة معروفة لدى العالمين العربي والإسلامي، ويجب أن تكون معركة تحريرها من الإرهاب نظيفة للحفاظ عليها وعلى سكانها. وفيما أعلنت واشنطن أن طيرانها يساند القوات العراقية قالت مصادر في الجيش، إن نحو عشرين جندياً قتلوا وأصيب نحو 15 آخرين في تفجيرين انتحاريين بعربتين ملغمتين يقودهما انتحاريان من تنظيم داعش استهدفا موقعاً عسكرياً ورتلاً لعربات تحمل تعزيزات عسكرية ومؤناً في محيط الصقلاوية بينما قتل 15 من الحشد الشعبي في تفجير آخر.

Email