مقتل 22 عنصراً من «داعش» في غارات جوية للتحالف

موسكو مستعدة للتعاون مع واشنطن في تحرير الرقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحاول موسكو وواشنطن إنقاذ الهدنة الهشّة في سورياً، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن موسكو مستعدة للتنسيق مع التحالف الكردي العربي والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لشن هجوم لطرد تنظيم داعش من الرقة معقله في سوريا.

وصرح لافروف خلال قمة في اوزبكستان «أقول بكل ثقة إننا مستعدون لمثل هذا التنسيق»، بحسب ما نقلت عنه وكالة تاس الحكومية للأنباء.

وجاءت تصريحاته قبل أن تعلن قوات التحالف الكردي العربي شن هجومها ضد التنظيم المتطرف، وقال «لا أدري ما إذا كانت التقارير التي تقول إن هذه التحركات بدأت واقعية». وأضاف «بالطبع الرقة هي واحدة من أهداف التحالف ضد الإرهاب، تماما مثل مدينة الموصل العراقية».

وتابع «نحن مقتنعون انه كان من الممكن تحرير هذه المناطق المأهولة بشكل أكثر فاعلية وسرعة لو أن جيشينا (الروسي والأميركي) بدآ في تنسيق تحركاتهما قبل ذلك بكثير».

وأكد لافروف أن موسكو وواشنطن اتفقتا على تنسيق العمليات العسكرية في سوريا وتبادل المعلومات. وقال إن وزارتي الدفاع في البلدين تدرسان كيفية تنسيق التحركات بشكل محدد.

وقف النار

ودعت روسيا إلى وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة اعتباراً من الخميس بين النظام السوري والمعارضة في داريا والغوطة الشرقية حيث تواصلت المعارك رغم إعلان هدنة هشة في 27 فبراير. وأعلن مدير مركز التنسيق الروسي في سوريا سيرغي كورالينكو «من أجل إحلال الاستقرار تدعو روسيا إلى هدنة لمدة 72 ساعة في داريا وفي الغوطة الشرقية»، اعتباراً من الخميس، بحسب بيان صدر عن وزارة الدفاع.

ودعا كورالينكو المعارضة السورية مجدداً إلى الانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرة جهاديي جبهة النصرة. وأشار إلى أن المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية وفي احياء من دمشق رصت صفوفها وأعادت التسلح وتستعد لشن هجوم.

وفي ما يتعلق بحلب (شمال)، أشار كورالينكو إلى أن جبهة النصرة حشدت مجموعة من 6 آلاف مقاتل لشن هجوم على نطاق واسع لتطويق القوات الحكومية المنتشرة في المدينة.

وفي اتصال هاتفي أمس، طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري من نظيره الروسي لافروف «حض النظام على الوقف الفوري لضرباته الجوية ضد قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء في حلب وفي محيط دمشق».

وحذرت الخارجية الأميركية من أنه «في حال استمر هذا (عنف النظام)، سنشهد انهياراً كاملاً» لوقف الأعمال القتالية. ودعت واشنطن كذلك الفصائل المقاتلة في سوريا إلى عدم التخلي عن الهدنة.

تحرير الرقة

وبدأت قوات «سوريا الديمقراطية» عملية عسكرية حشدت لها 12 ألف مقاتل مدعومين من الولايات المتحدة لتحرير مدينة الرقة من قبضة تنظيم داعش، فيما قتل 22 من عناصر التنظيم في قصف جوي على ريف المدينة.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر موثوقة أن قوات «سوريا الديمقراطية» بدأت عملية عسكرية نحو المدينة. وأوضح في بيان، أن مقاتليها بدأوا بالتحرك نحو مدينة الرقة، انطلاقاً من الريف الجنوبي لمدينة تل أبيض الحدودية، وريف بلدة عين عيسى الواقعة بالريف الشمالي الغربي للرقة.

وتدور اشتباكات متفاوتة العنف بين مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية المسندة بطائرات التحالف من جهة، وعناصر «داعش» من جهة أخرى، بالتزامن مع استهداف كل طرف لمواقع الطرف الآخر. وترافقت الاشتباكات مع ضربات جوية مكثفة وعنيفة لطائرات التحالف على مدينة الرقة وأطرافها، بالإضافة لاستهداف تمركزات ومواقع عناصر التنظيم في منطقة الاشتباك.

وعلم المرصد أن العملية في مرحلتها الأولى تهدف إلى السيطرة على مثلث تل أبيض - الفرقة 17 - عين عيسى بشمال وشمال غرب مدينة الرقة، ولا تهدف حتى الآن التوغل داخل مدينة الرقة.

قصف جوي

وقتل أمس، 22 من عناصر تنظيم داعش جراء الضربات الجوية المكثفة لطائرات التحالف الدولي على مواقع وتمركزات التنظيم بريف الرقة الشمالي. وقال المرصد في بيان، إن ذلك يأتي وسط استمرار الاشتباكات متفاوتة العنف، بين قوات سورية الديمقراطية والتنظيم، في ريفي تل أبيض وعين عيسى، بريفي الرقة الشمالي والشمالي الغربي.

ونفذت طائرات حربية منذ صباح أمس ما لا يقل عن 25 غارة استهدفت 20 منها مناطق في طريق الكاستيلو ومخيم حندرات وبلدة كفرحمرة بشمال وشمال غرب مدينة حلب.

وأشار المرصد إلى أن غارتين استهدفتا مناطق في بلدة عندان وقرية كفربيسين بريف حلب الشمالي، واستهدفت ثلاث غارات مناطق في بلدتي خان العسل وكفرناها بريف حلب الغربي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

ضحايا التفجيرات

وتأتي هذه التطورات، غداة مقتل 154 شخصاً وإصابة اكثر من 300 آخرين في التفجيرات غير المسبوقة التي استهدفت الاثنين مدينتي جبلة وطرطوس الساحليتين في سوريا، في حصيلة جديدة للمرصد.

28.000

أكد نائب أمين مجلس الأمن الروسي يفغيني لوكيانوف أمس، أن بلاده تساعد السوريين على حل مشكلات تواجه بلادهم، مشدداً على أن سوريا لن تصبح أبداً «أفغانستان ثانية» بالنسبة لموسكو. وكشف للصحافيين أن الهدف الرئيسي من العملية العسكرية الروسية في سوريا كان «بدء الحوار السياسي للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب».

كما هدفت العملية الروسية إلى مساعدة السوريين في محاربة الإرهاب، بحسب لوكيانوف. وذكر أن القوات السورية تمكنت بمساعدة الطيران الروسي، من القضاء على 28 ألفاً من مقاتلي «النصرة» و«داعش» الذين كان عددهم «في بداية عمليتنا» نحو 80 ألفاً.

Email