تجدد الغارات على المدينة وموجة نزوح من أحيائها الشرقية

الإمارات تدين القصف اللاأخلاقي في حلب

■ متطوعون من الدفاع المدني يجلون جريحاً وطفلين إثر غارات على باب النيرب بحلب | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت دولة الإمارات المجتمع الدولي إلى تحمُّل مسؤولياته فيما يخص سوريا، إذ ما زالت غارات النظام السوري تدك حلب حاصدة المزيد من الضحايا، تزامناً مع موجة نزوح جماعي من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، بينما أعلنت روسيا أنها لن تمارس ضغوطاً على دمشق لكي توقف غاراتها على المدينة، في حين أعلنت واشنطن أن وزير الخارجية جون كيري سيتوجه إلى جنيف اليوم (الأحد) في مسعى لتثبيت وقف الأعمال القتالية.

وأعربت دولة الإمارات عن بالغ قلقها من تصاعد وتيرة استهداف المدنيين في سوريا، وبالأخص في مدينة حلب، بما في ذلك استهداف القوات الحكومية اللاأخلاقي للمستشفيات والخدمات الطبية الضرورية لسكان يرزحون تحت حصار وظروف غير إنسانية بالغة الصعوبة.

تخوّف

وعبّرت وزارة الخارجية، في بيان لها، عن تخوفها من تقويض المسار السياسي من جراء هذا التصعيد غير المبرر ضد السكان المدنيين، ومن ضمن ذلك الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي أسهم إيجابياً في تخفيض وتيرة العنف التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق. وطالبت دولة الإمارات الأطراف المتحاربة في سوريا كافة، وعلى رأسها الحكومة السورية، بالسعي المخلص والصادق لإنجاح العملية السياسية، ووقف العنف الموجه ضد المدنيين، وتسهيل إيصال المساعدات الإغاثية العاجلة إلى المناطق المحاصرة.

تحمل مسؤولية

وأكدت دولة الإمارات ضرورة تحمل مجلس الأمن الدولي لمسؤولياته، خاصة في تنفيذ القرار 2254، وضرورة حقن دماء المدنيين السوريين الذين يتعرضون لهجمات شرسة ولاإنسانية، نتيجة استمرار القتال والإصرار على حسم الأمور عسكرياً، ومطالبة الحكومة السورية بالالتزام بتطبيق وقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.

وشددت دولة الإمارات مجدداً على إيمانها التام بالحل السياسي للأزمة في سوريا، من خلال المرجعيات الدولية، وضرورة الالتزام بهذا الإطار بعيداً عن التصعيد والعنف.

ميدانياً، أوقع التصعيد العسكري على حلب منذ أبريل 246 قتيلاً من المدنيين، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الأحياء الشرقية، فترد الأخيرة بقصف الأحياء الغربية بالقذائف وقوارير الغاز. وقُتل أمس من جراء الغارات الجوية «ثمانية مدنيين على الأقل في أحياء باب النيرب وبستان القصر والهلك»، وفق الدفاع المدني. وبحسب المرصد السوري، فقد استهدفت 28 غارة على الأقل الأحياء الشرقية.

نزوح

وفر عشرات السكان من الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب نحو مناطق أكثر أماناً، خشية الغارات الجوية المتواصلة على المدينة لليوم التاسع على التوالي.

وفي الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، غادرت عشرات العائلات منازلها في حي بستان القصر الذي تعرض لقصف جوي عنيف خلال الأيام الماضية. وأكد بعض السكان أنهم ينزحون إلى أماكن أخرى أكثر أماناً في المدينة، فيما فضّل آخرون مغادرتها بالكامل عبر طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد لسكان الأحياء الشرقية المؤدي إلى غربي البلاد.

هدوءوتشهد الأحياء الغربية بدورها، بحسب المرصد، «هدوءاً منذ فجر السبت تخلله سقوط قذائف أطلقتها فصائل إسلامية ومقاتلة». من جهتها، أعلنت روسيا أنها لن تطلب من دمشق وقف الغارات على حلب. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف: «لن نمارس ضغوطاً (على النظام السوري ليوقف ضرباته)، لأنه ينبغي الفهم أن ما يحصل هنا هو مكافحة للتهديد الإرهابي». ولفت إلى أن «الوضع في حلب يندرج في إطار هذه المكافحة للتهديد الإرهابي».

ويتوجه كيري اليوم إلى جنيف سعيا إلى تثبيت الهدنة، حيث سيجري مشاورات على مدى يومين مع الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، ونظيريه السعودي عادل الجبير، والأردني ناصر جودة. وبعيداً عن حلب، توقف القتال على جبهتي الغوطة الشرقية لدمشق وريف اللاذقية الشمالي بعد دخول اتفاق أميركي روسي حيز التنفيذ، وذلك في إطار تهدئة لا تشمل حلب.

وتسود حالة من الهدوء، وفق المرصد السوري، في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي بعد أيام من المعارك العنيفة، كما في الغوطة الشرقية لدمشق.

وأعلن الجيش السوري أن «نظام وقف العمليات» يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة، ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة.

مساعدات

دخلت قافلتا مساعدات إنسانية تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة إلى أربع بلدات سورية محاصرة. وقال الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك: «بالرغم من الوضع السيئ في حلب الذي يؤثر في العمليات الإنسانية في المدينة، يتواصل العمل في أماكن أخرى».

ودخلت القافلتان بالتزامن إلى مضايا والزبداني المحاصرتين من قبل قوات النظام في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب. وأوضح كشيشيك أن 48 شاحنة دخلت مضايا واثنتين إلى الزبداني مقابل 20 شاحنة إلى الفوعة وكفريا، وتحمل تلك الشاحنات حصصاً غذائية وطحين وأدوية وأدوات أخرى.

Email