3 سيناريوهات محتملة في جنوب السودان بعد عودة نائب سلفاكير السابق

رياك مشار.. سياسي ماكر ورجل الانشقاقات

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد نائب الرئيس السابق وزعيم حركة التمرد في جنوب السودان رياك مشار إلى العاصمة جوبا، بعد أكثر من عامين من تركه لها واندلاع حركة التمرد والحرب الأهلية في البلاد. وتعتقد قبيلة النوير، ثاني أكبر القبائل في دولة جنوب السودان بعد الدينكا، أنه «رجل الوقت» على اعتباره سياسياً ماكراً يتمتع بصبر هائل، ومهارات دبلوماسية فائقة، على الرغم من أنه رجل الانشقاقات والاضطرابات.

يعد من الشخصيات المؤثرة في جنوب السودان، وظل محورا أساسيا بين المجموعات السياسية الجنوبية منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ويحمل مشار الدكتوراه في الهندسة من إحدى الجامعات البريطانية، وقد تخرج في جامعة الخرطوم..

ويعد من أبرز خريجيها، إذ حقق واحدا من أعلى معدلات التخرج في تاريخ الجامعة، وكان من أميز وأبرز الطلاب الجنوبيين آنذاك، ينحدر من قبيلة (النوير) ثانية كبرى قبائل جنوب السودان، بعد قبيلة (الدينكا).

كل من رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار تاريخهما متقارب في دخول العمل العسكري ضد الحكومات السودانية، مع اختلاف المساهمات من حيث الكم والكيف، سلفاكير كان قائدا ميدانيا يقود العمليات العسكرية..

بينما د. رياك مشار تنقل من القيادة الميدانية للقتال إلى القيادة العليا مع زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل جون قرنق وأغلب سنين عمره قضاها في الغابة من خلال قيادته حركات التمرد.

هاجس

وكان الرجل يمثل هاجساً للزعيم جون قرنق فإذا وضع مع الجنود في ميادين القتال تعلقوا به تعلقا شديدا، حيث كان يمثل الرقم الصعب في كل الأحوال لحنكته وخبرته في الإقناع والتفاوض والبرود الشديد في الحالات التي تحكم الخلافات بين الكبار.

حيث وصف بالسياسي الماكر بعدما اشتهر مشار بقدرته على المناورة السياسية والتنقل بين أطراف الصراع في لحظات مختلفة خلال الحرب بين الجنوب والشمال في السودان التي تواصلت لأكثر من عقدين قبل انفصال الجنوب، وكان يسعى في ذلك إلى تعزيز موقفه السياسي وموقف قبيلته النوير، في المشهد السياسي والصراع على السلطة في جنوب السودان.

وبعد توقيع اتفاق السلام في عام 2005 وبعد أن قتل قرنق، عين مشار في منصب نائب رئيس حكومة جنوب السودان، واحتفظ مشار بمنصبه حتى بعد الانفصال في عام 2011، مما يشير إلى أنه يتمتع بنفوذ كبير حتى أقاله سلفاكير، في عام 2013..

ودخل مشار في خلاف مع سلفاكير الذي اتهمه بقيادة محاولة انقلابية مع عدد من الوزراء، الأمر الذي تحول إلى نزاع مسلح بين الجانبين واتخذ سمة عرقية بين قبائل الدينكا والنوير اللتين ينتميان إليهما. وعاد مشار الثلاثاء الماضي إلى العاصمة جوبا حيث من المقرر أن يشكل حكومة وحدة مع منافسه رئيس البلاد سلفاكير بموجب اتفاق السلام المبرم في أغسطس 2015.

سيناريوهات

ويؤكد محللون أن هناك سيناريوهات محتملة قد تحدث في ظل الوضع الحالي، أولها تعاون مشار مع سلفاكير لحل أزمة المجاعة التي تهدد البلاد ومواجهة التدخلات الأجنبية، والسيناريو الثاني تعاون مشار مع الرئيس السوداني عمر البشير للإطاحة بسلفاكير وحكومته.

وبذلك يكون مشار قد حقق ما حارب لأجله، والسيناريو الثالث هو استمرار رفض مشار العودة لمنصبه إلا بشروطه واختلاق شروط أكثر صعوبة لإضعاف الجبهة الأخرى بشكل أكبر واستنزاف قوى سلفاكير للحصول على كرسي الرئاسة التي يحلم بها.

 

Email