خلال اجتماعات دول التحالف ضد »داعش« في بروكسل

السعودية: قرارنا بالتدخّل البري في سوريا نهائي

محمد بن سلمان وكارتر خلال لقاء الوفدين السعودي والأميركي | أي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت المملكة العربية السعودية أن قرار الرياض إشراك قوات برية في الحرب على تنظيم داعش المتشدد بسوريا «لا رجعة فيه»، مشيراً إلى أن المملكة جاهزة لإرسال القوات إلى سوريا بمجرد اتخاذ التحالف قراراً بذلك، في وقت بحثت دول التحالف خلال اجتماع ببروكسل سبل دعم التحالف في الحرب على «داعش».

وقال مستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، العميد الركن أحمد عسيري أمس، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل بمقر حلف الناتو عقب الاجتماع، إن التحالف الإسلامي ضد الإرهاب سيدخل حيز التنفيذ خلال شهرين.

وقال: «موقف السعودية واضح، وأعلنا أن هناك توافقاً بين أعضاء التحالف عن إرسال قوات برية، وأن السعودية جاهزة لذلك، والتفاصيل عن كيف ومتى يناقشها العسكريون الآن، وسيتم اجتماع قمة للتحالف لاتخاذ قرار في هذا الأمر».

التحرك الاستراتيجي

وأوضح عسيري أن اجتماع وزراء الدفاع في دول التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية سيناقش التحرّك الاستراتيجي ضد «داعش» في سوريا.

وعن إمكانية تعاون المملكة مع روسيا في الحرب ضد «داعش»، قال عسيري: إن الوقت ما زال مبكراً للحديث عن خيارات وفرضيات التعاون مع روسيا أو أي جهة أخرى، مشيراً إلى أن المملكة ملتزمة بالعمل مع التحالف ضد داعش. وقال: إنه لا أحد يحارب «داعش» حالياً في سوريا. وأشار إلى أن التدخل البري في سوريا تحيطه المخاطر كأي عمل عسكري آخر.

الوفد السعودي

ويزور بروكسل حالياً الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بمقر حلف «الناتو» حيث التقى في العاصمة البلجيكية بروكسل أمس كلاً من وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، ووزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي، ووزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر، ووزيرة الدفاع الألمانية د.اورسولا در لاين، كلا على حدة، وذلك على هامش اجتماع دول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش.

وجرى خلال اللقاءات استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين المملكة وتلك والدول، وخاصة في الجوانب الدفاعية، إلى جانب تبادل الآراء حول عدد من الموضوعات المطروحة على جدول أعمال اجتماع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش.

وأشاد الوزراء بالخطوة الرائدة التي أقدمت عليها المملكة بإنشاء تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب، وأن ذلك سيكون داعماً للجهود الدولية لمحاربة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها «داعش».

توسيع المشاركة

وقال ناطق باسم كارتر عقب المحادثات الثنائية الأميركية والسعودية: إن المملكة قررت زيادة مساهماتها العسكرية في الحملة المناهضة لتنظيم داعش، ويشمل ذلك عرضاً بتوسيع دور المملكة في الحملة الجوية.

وقال بيتر كوك الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان «نشكر الوزير ولي ولي العهد على مشاركته في اجتماع اليوم لوزراء دفاع التحالف.. وعلى قرار السعودية زيادة مساهماتها العسكرية، لا سيما عرض المملكة توسيع دورها في الحملة الجوية».

دعم التحالف

وصرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، بأن الحلف وافق على طلب أميركي بدعم التحالف الذي يحارب «داعش» من خلال تزويده بطائرات مراقبة، ولكن لن يتم نشر هذه الطائرات في حملة جوية.

وقال ستولتنبرغ: إن وزراء دفاع الناتو وافقوا على تقديم نظام الإنذار والسيطرة المحمول جوا (أواكس) للحلفاء المشاركين في التحالف، وذلك لتوفير مواردهم الوطنية للمشاركة في العملية التي تجرى في العراق وسوريا. وأضاف: «هذا القرار سوف يزيد من قدرة التحالف على تقويض وتدمير التنظيم الذي يعد عدونا المشترك».

من جانبه، دعا وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر وزراء الدفاع في دول التحالف ضد «داعش» إلى تقديم مزيد من المساعدة.

واتبع كارتر نهجاً بمسارين للحصول على مزيد من الدعم، يقوم على الدبلوماسية الخاصة من جهة والانتقادات العلنية من جهة أخرى، متهماً بعض أعضاء التحالف بأنهم «لا يفعلون شيئاً إطلاقاً» للمساهمة في مكافحة المتشددين.

وقال كارتر: إن «القدرات التي سنحتاج إليها لتنفيذ خطط الحملة (...) ستعرض بشكل واضح» على وزراء الدفاع. وأضاف: «سوف نتقاسم معهم الخطط الميدانية للعمليات من أجل إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش (...) وهو ما ينبغي تحقيقه بأسرع ما يمكن». وقال مسؤول أميركي كبير في الدفاع إن واشنطن لا تطلب التزامات بتقديم دعم عسكري ومالي فحسب بل تريد أفكاراً أيضاً.

انضمام بولندا

قال وزير الدفاع البولندي أنتوني ماتشيرفيتش: إن بلاده ستشارك في القتال ضد تنظيم داعش، لكنه أشار إلى أن مستوى مشاركتها سيتوقف على رد حلف شمال الأطلسي على تهديدات روسيا المتكررة للحدود الشرقية للحلف.

وأكد الإعلان الذي أصدره ماتشيرفيتش بعد اجتماع مع نظيره الأميركي آشتون كارتر في بروكسل، أن بولندا ستعزز مشاركتها في الشرق الأوسط في محاولة لإقناع حلفائها بتحريك قوات الحلف شرقاً.

 وأضاف: «بالنسبة للتفاصيل.. سنواصل مناقشتها خاصة ونحن ندرسها في سياق دراسة شاملة لوضع حلف الأطلسي.. على أمل أن تدعم الولايات المتحدة والحلف بشكل عام بولندا ودولاً أخرى على الطرف الشرقي.. بوجود دائم». وارسو – رويترز

Email