جدل بشأن معركة الموصل

أميركا توافق على مشاركة قوات تركية في القتال

قوات عراقية تحتفل باستعادة منطقة حصيبة قرب الرمادي ــ أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد استعادة القوات العراقية لمدينة الرمادي واستمرار المعارك في محيطها، تشهد الساحة العراقية وامتداداتها الدولية جدلاً ساخناً بشأن المعركة المرتقبة لاستعادة الموصل، وبخاصة فيما يتعلق بمشاركة «الحشد الوطني» والقوات التركية في المعركة، حيث تتحدث تقاريرلا عن اتفاق بين أميركا وتركيا يتيح للأخيرة المشاركة في معركة استعادة الموصل.

الجدل يأخذ مداه واسعاً قبل أن تبدأ المعركة، وفي حين أعلنت قوات البيشمركة أنها ستشارك على نطاق واسع بالمعارك،يطرح موضوع العمل على حسم معركة الموصل قضايا عدة، متشابكة، من ضمنها المطالبة بمشاركة «الحشد الشعبي»، إلى جانب توقع مشاركة «قوات تركية» مع الحشد الوطني الذي يقوده أثيل النجيفي.

تركيا وأميركا

ونقلت صحيفة «المدى» المستقلة في عددها الصادر الأربعاء، عن مسؤول مطلع في نينوى قوله إن «اتفاقاً أميركيا – تركيا سيفضي إلى مشاركة الأخيرة في عمليات تحرير الموصل ضمن تسويات الوضع في سوريا». وأكد المسؤول أن «الجانب التركي سيستخدم قواته والمدرعات الموجودة في معسكر بشمال الموصل في المعارك المقبلة، كما يشارك حشد النجيفي إلى جانب القوات التركية».

ونشر النجيفي - محافظ نينوى السابق - على صفحته في فيسبوك، أخيراً، صوراً تظهر قيامه بزيارات متعددة إلى عشائر غرب الموصل، وزيارات أخرى مع «البيشمركة» في أطراف الموصل، وقال إن الزيارات تمهد لمشاركة القوات، التي يشرف عليها، في معركة الموصل.

قرار المشاركة

من جهته يقول الناطق باسم الحشد الوطني محمود السورجي، إن «الحشد سوف يشارك في تحرير الموصل»، رغم تأكيده أن الأخير لم يتسلم أي دعم من بغداد باستثناء رواتب صرفت العام الماضي لأكثر من 1000 عنصر ولأربعة أشهر فقط.

ويكشف السورجي عن تلقيهم طلبات تصل لنحو 20 ألف راغب بالانضمام إلى المعسكر مع تزايد وتيرة الحديث عن تحرير الموصل.

ويشير السورجي إلى أن عدد القوات المتواجدة حالياً في معسكر زليكان بلغ 8 آلاف مقاتل نصفهم أكمل دوراته التدريبة، لكن النائب عن الموصل عبد الرحمن اللويزي، يقول إن «اثيل النجيفي يتعمد عدم الإفصاح عن العدد الحقيقي لقواته، ويحاول تصوير قوامها بالآلاف رغم أنها ليست بهذا المستوى».

وكان 1034 متطوعاً من مجموع المتدربين في معسكر زليكان، تقاضوا رواتب من هيئة الحشد الشعبي وتم قطعها إثر رفضهم الانتقال إلى بغداد.

حشد النجيفي

من جهته نفى عضو مجلس محافظة نينوى عبدالرحمن الوكاع إمكانية مشاركة حشد النجيفي في معركة تحرير نينوى.

وكان مجلس محافظة نينوى كشف أخيراً عن إنفاق النجيفي 4 مليارات دينار على المعسكر، إلا أن الوكاع اعتبر المبلغ متواضعاً أمام ما هو موجود من كرفانات ومعدات، متوقعاً أن يكون النجيفي قد تلقى أموالاً تركية.

مقابل ذلك توجد ثلاثة تشكيلات عشائرية سنية مسجلة في «هيئة الحشد الشعبي» في الموصل وهي حشد قبيلة الجبور بقيادة محمد الجبوري، المتمركز في قاطع القراج شرق القيارة، وحشد اللهيب بقيادة نزهان اللهيبي، الذي يتمركز في غرب مخمور، بالإضافة إلى حشد السبعاويين، بقيادة فارس السبعاوي، الموجود في شمال القيارة.

وشاركت الحشود العشائرية، الأسبوع الماضي، بتحرير ثلاث قرى جنوب الموصل، وستكون هذه القوات العشائرية، بحسب الوكاع، ضمن القوات المحلية التي ستخوض معركة «تحرير الموصل».

معسكر نينوى

في غضون ذلك كشف المسؤول المحلي عن وصول «طلائع الفرقة 15» إلى معسكر تحرير نينوى الجديد، والفرقة 15، هو الاسم الجديد للفرقة الثانية التي انهارت عقب سقوط الموصل الصيف الماضي.ويقع المعسكر الجديد جنوب مخمور في منطقة لا تبعد سوى 10 كم عن مناطق «داعش» في الموصل، وقد أقيم على مساحة تبلغ 100 دونم تم استئجارها من أحد المزارعين.

ويقول الوكاع «لا توجد معلومات عن الفرقة 16 التي كانت مدربة لخوض معركة تحرير نينوى لكنها سحبت إلى الرمادي». ومن ضمن القوات التي تستعد للمشاركة في معركة الموصل، هناك 11 فوجاً من الشرطة المحلية يتلقون تدريباتهم في معسكر سبايكر، إلا أن عضو مجلس محافظة نينوى يقول إن «مشاركة هذه الأفواج في المعركة لم تحسم بعد، لكنهم سيسهمون حتماً في مسك الأرض».

الموقف الكردي

وفي سياق ذي صلة يؤكد اللويزي، النائب عن الموصل، أن التغيرات التي حدثت بالموقف الكردي من دخول القوات الاتحادية جاءت بسبب «الضغط الأميركي». ويقول «حصر إقليم كردستان كل التفاهمات حول القوات القبلية التي ستشارك في معركة الموصل مع اثيل النجيفي قبل إقالته»، عازياً ذلك إلى «رغبة الإقليم بالتعامل مع جهة واحدة تعرفها بشكل جيد». لكنّ رشاد كلالي، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، يؤكد أن «إقليم كردستان وافق بلا شروط على دخول القوات الاتحادية»، وعزا ذلك إلى «عدم رغبة الإقليم بأن يكون داعش جاراً له».

Email