باريس " تؤنّب" واشنطن حول سوريا.. ولندن غاضبة من سياسة الأرض المحروقة

أوروبا تضغط لكبح »اللعبة الروسية« والتراخي الأميركي

ت + ت - الحجم الطبيعي

برزت نبرة خطاب حادة بين ممثلي الأطراف الرئيسية المشاركة في مؤتمر ميونيخ، الذي ينعقد اليوم ويضم مسؤولين من 17 دولة من بينها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا..

 حيث من المتوقع أن تحدد نتيجة المؤتمر مصير محادثات جنيف التي يفترض أن تستأنف في الـ25 من الشهر الجاري في حال تحقيق مطلب المعارضة الرئيسي المتمثل في وقف القصف الروسي إضافة إلى رفع الحصار عن مناطق محاصرة، في وقت وجه وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس انتقاداً حاداً لـ«السياسة الأميركية الغامضة»، التي تساهم المشكلة..

 فيما وصفت برلين ما تقوم بها موسكو في سوريا بأنه لعبة مزدوجة بالدعوة إلى حل سياسي مع مواصلة الغارات الجوية، أما بريطانيا فإنها ذهبت إلى حد اتهام الروسي باتباع سياسة الأرض المحروقة، الأمر الذي يعكس ضغوطاً أوروبية مكثفة على روسيا في ظل التراخي الأميركي تجاه روسيا.
وينطلق اليوم في ميونيخ اجتماع لمجموعة الدعم الدولية لسوريا بمشاركة دول من خارج المجموعة، مثل روسيا وإيران.

وأعربت الحكومة الألمانية عن أملها في أن يتيح الاجتماع إيصال المساعدة الإنسانية إلى حلب ومدن أخرى يستهدفها هجوم النظام المدعوم من موسكو. وأوضحت أن الاجتماع يهدف أيضاً إلى البحث في كيفية إعادة إطلاق مفاوضات جنيف بين نظام الأسد والمعارضة السورية.

ويرى مراقبون أن مصير محادثات جنيف المقرر استئنافها في الـ25 من الشهر الجاري يتوقف على التفاهمات التي سيخرج بها المشاركون في ميونيخ.
انتقاد فرنسي

وشكك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مدى التزام الولايات المتحدة بحل الأزمة السورية، وقال إن سياستها الغامضة تساهم في المشكلة. وقال فابيوس للصحافيين: «هناك غموض يكتنف المشاركين في التحالف.. لن أكرر ما قلته من قبل بشأن الخطة الرئيسية للتحالف... لكننا لا نشعر أن هناك التزاماً قوياً بتحقيق ذلك».

 وقال فابيوس إنه لا ينتظر أن يغير الرئيس الأميركي باراك أوباما موقفه في الشهور المقبلة. كما اتهم وزير الخارجية الفرنسي روسيا وإيران بأنهما متواطئتان في «الوحشية المخيفة» للنظام السوري.
الأرض المحروقة

في السياق قال مبعوث بريطانيا إلى سوريا غاريث بايلي إن الضربات التي يشنها كل من النظام وروسيا على حلب تنصب في خانة سياسة الأرض المحروقة وتفاقم الكارثة الإنسانية في سوريا والمنطقة.

وقال غاريث بايلي في تقرير وزعه مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية، إن روسيا شنت ما يزيد على 300 ضربة جوية في حلب قتلت أفراداً من قوات المعارضة المسلحة التي كانت ممثلة في محادثات جنيف، وهي بذلك تتبع سياسة الأرض المحروقة من أجل القضاء على المعارضة المعتدلة وتعزيز موقف الأسد في المفاوضات.
لعبة مزدوجة

كذلك، وجهت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين انتقادات حادة لروسيا، وقالت في لقاء مع صحيفة «دي
تسايت» الأسبوعية الألمانية إن روسيا تقوم بلعبة مزدوجة، فهي من جهة تغطي سكان حلب بسجادة من القنابل وتدعو في الوقت ذاته خلال مفاوضات فيينا للسلام لعدم إضاعة أي نظام للدولة وإلى خلق الثقة بين أطراف النزاع.

كما قال ناطق باسم الخارجية الألمانية إنه ما من سبب يدعو للشك في أن وزيري خارجية السعودية وإيران سيشاركان في ميونيخ.
استعداد سعودي

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن المملكة ستكون مستعدة لإرسال قوات خاصة إلى سوريا إذا قرر التحالف الدولي نشر قوات برية لمحاربة تنظيم داعش.
وأضاف الجبير للصحافيين خلال زيارة للمغرب أن المملكة ستبحث التفاصيل مع خبراء من الدول المعنية لتحديد طبيعة المشاركة.
رسائل المعارضة

وتزامناً مع الضغوط الأوروبية على كل من واشنطن وموسكو، بعثت المعارضة السورية برسائل إيجابية تؤكد استعدادها المشاركة في محادثات جنيف إذا ما توقف القصف الروسي.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت المعارضة ستشارك في محادثات السلام هذا الشهر، قال سالم المسلط، الناطق باسم المعارضة السورية: «نعم سنذهب. وقد كنا هناك كي تكلل بالنجاح لكن ليس لدينا شريك جاد». وأضاف: «إذا توقفوا عن قتل المدنيين أعتقد أنه سيتم التوصل لحل هناك». وعندما سئل مجدداً عما إذا كان سيشارك في محادثات السلام قال: «سنذهب إلى محادثات السلام. ليس لدينا شروط مسبقة.

نطالب فقط بتنفيذ قرار مجلس الأمن». وعندما سئل عما يريد من الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يفعله قال المسلط: «أعتقد أن يمكنه بالفعل وقف الهجمات الروسية على السوريين. إذا كان يرغب في إنقاذ أطفالنا فهذا هو وقت قول «لا» لتلك الغارات على سوريا».

بدوره، قال القيادي المعارض رياض حجاب إن المحادثات لن تبدأ قبل رفع الحصار المفروض على مناطق ووصول مساعدات إنسانية ووقف روسيا ضرباتها الجوية.

وقال حجاب إنه يتحدث عن رفع الحصار حول المدن والبلدات وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بوصول المساعدات للمحتاجين والتوقف عن ضرب المناطق المدنية.

وتابع أنه قبل ذهاب المعارضة للمحادثات في 25 من فبراير، ينبغي اتخاذ إجراءات على الأرض، مؤكداً أن حلب التي تسعى قوات موالية للنظام لتطويقها لن تسقط أبداً في أيدي الحكومة.
أسلحة

حثت المعارضة السورية حلفاءها على تزويدها بصواريخ مضادة للطائرات قائلة، إن هذا قد يمكن المعارضة من الدفاع عن المدنيين في مواجهة الضربات الجوية الروسية، وإن المعارضة لن تسمح بوقوع تلك الأسلحة في أيدي المتشددين. وقال الناطق باسم المعارضة سالم المسلط إنه إذا حصلت المعارضة على تلك الأسلحة فسيحل هذا مشكلة سوريا. وأضاف أن الصواريخ أرض - جو ستساهم في مواجهة الطائرات التي تهاجم المدنيين بما فيها الروسية. لندن - رويترز
       


 

Email