اختفاء قسري لأطفال سوريا في القارة العجوز

ت + ت - الحجم الطبيعي

10 آلاف طفل سوري اختفوا في القارة العجوز، هذا ما كشفته الشرطة الأوروبية «يوروبول» أخيراً، مبينة أن هؤلاء الأطفال هاجروا من دون رفقة أهلهم وفقدوا خلال العامين الماضيين، معربة عن خشيتها من استغلال عصابات تتاجر بالأطفال لعدد منهم.

تأكيد مكتب الشرطة الأوروبية على لسان مدير موظفي وكالة يوروبول بريان دونالد، أن «عدد هؤلاء الأطفال يزيد على عشرة آلاف بالكثير وهو عدد الذين اختفوا من السجلات بعد تسجيلهم لدى سلطات الدول الأوروبية التي وصلوا إليها» وهذا يكشف عن مشكلة أعقد.

وعن صحة استغلال الأطفال لأغراض إجرامية قال دونالد إن «الإعلام تناول هذا الأمر بشكل غير مهني وصحيح، حيث نقل أن كل الأطفال الـ10 آلاف تعرضوا للاستغلال بينما أستطيع أن أكد لكم أنه لم يتم استغلال جميع الأطفال لأغراض إجرامية، وبعضهم اختفى لأنهم عند دخولهم لدول أوروبية أخرى قدموا باسم وهوية مختلفين وانضموا إلى أقارب لهم، وسيبقى سجل عدد كبير منهم مختفياً، حيث بعض الدول الأوروبية لم تبصم الأطفال».

وأشار دونالد إلى أننا ومنذ الشهور 18 الأخيرة نتابع مع دول مثل ألمانيا والمجر ملف مجموعات وبنية تحتية إجرامية لاستغلال تدفق الأطفال المهاجرين، وعثرنا على أدلة تشير إلى تعرض بعض الأطفال اللاجئين الذين لا ترافقهم عائلاتهم للاستغلال الجنسي وقامت السلطات في ألمانيا والمجر وفرنسا باعتقال المتهمين.

وتقول «رانيا» إحدى ضحايا الاستغلال الإجرامي التي وصلت إلى المملكة المتحدة: «هربت أنا وعائلتي، وغرق أهلي في البحر على الحدود البحرية التركية اليونانية، وعند وصولي للجزيرة اليونانية لم أجد مكاناً أنام فيه، فنمت تحت الأشجار. كنت أحتاج المال للعبور فاضطررت للبحث عن عمل، ولم أجد إلا عمل في التنظيفات. ولكن لم أسلم من الموظفين الذين أرادوا أن ألبي رغباتهم الجنسية، فرفضت وهربت».

وتضيف رانيا المقيمة في لندن: في إيطاليا واجهت الكثير من العصابات الذين طلبوا مني العمل وخطفوا صديقتي وسام التي أجهل مصيرها إلى اليوم.

واسترسلت رانيا قائلة: «ظروف الابتزاز لنا كأطفال حاضرة، ونفوذ هؤلاء المجرمين مادياً يجعل الكثير ضحية لهم، ففي طريقي إلى بريطانيا رأيت استغلال نساء قصمت الحرب ظهورهن، وأضعفهن اللجوء».

وتقول وزيرة التنمية الدولية جستين غريننغ: إن بريطانيا مهتمة بهذا الأمر وسيكون مؤتمر سوريا فرصة تاريخية لقادة العالم لإحداث تغيير حقيقي ودائم في حياة ملايين الأطفال المتضررين من الأزمة السورية.

وتضيف: يعاني الكثير من الأطفال من آثار سلبية جسدية ونفسية طويلة الأمد نتيجة الأزمة. ولن يكون لسوريا مستقبل إن أهمل المجتمع الدولي الأطفال السوريين ولم يوقف هذه الآثار المدمرة.

وتشير إلى أن هناك نحو 1.4 مليون من الأطفال السوريين اللاجئين لا تتوفر لهم فرصة التعليم. وفي داخل سوريا التحدي أكبر من ذلك بكثير، حيث هناك 2.1 مليون طفل لا تتوفر لهم فرصة التعليم.

ووصل أكثر من مليون مهاجر ولاجئ إلى أوروبا العام الماضي معظمهم من سوريا. وتقدر اليوروبول أن 27 في المئة من هؤلاء هم من الأطفال.

 

Email