تصويت في البرلمان البريطاني اليوم

بغداد ترحب بقرار ألمانيا توسيع المشاركة ضد «داعش»

■ مقاتلة تورنيدو تحلق فوق قاعدة جاغال الألمانية بعد قرار برلين توسيع المشاركة في محاربة «داعش» | إي بي إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

رحبت بغداد بقرار الحكومة الألمانية توسيع عملياتها العسكرية في العراق وسوريا بأنها «خطوة متقدمة في إطار الصراع ضد تنظيم داعش»، فيما يصوت البرلمان البريطاني اليوم على المشاركة في الضربات الجوية ضد التنظيم المتشدد.

وقال وصف الناطق باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي أمس، إن «العراق اليوم يشكل خط المواجهة الأول في القتال ضد تنظيم داعش، وعلى دول العالم الوقوف إلى جانبه ودعمه عسكرياً ولوجستياً وفي جميع المجالات الأخرى». وأضاف، «إن الحكومة الألمانية تشكل طرفا مهما في علاقاتها مع دول المنطقة ودول التحالف الدولي، وهي شريك أساسي في الدعم اللوجستي، وتدريب القوات العراقية للوقوف بوجه الإرهاب، كما أن ألمانيا كان لها دور مهم في موضوع مساعدة النازحين العراقيين من جراء العمليات الإرهابية في العراق، ونحن نقدر ذلك».

وذكر أن «دور دول العالم لمساعدة العراق، في إطار الصراع ضد داعش سيسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة، وأن إعلان الحكومة الألمانية توسيع عملياتها العسكرية في المنطقة سيكون مهماً لمواجهة هذا التنظيم، لأنه لم يعد أمام دول العالم أي نوع من التردد في مواجهة داعش، وخاصة بعد أحداث باريس».

الخطر الأكبر

وقال الحديثي: إن تنظيم داعش هو أكبر خطر الآن يهدد دول العالم وإن العراق الآن هو خط الدفاع الأول ولابد من استنفار كل الطاقات وتحشيد كل الإمكانات الدولية لمواجهة هذا التنظيم، وقطع طرق إمداداته المالية والتسليحية والبشرية.

وأضاف أن «القوات العراقية تحقق اليوم انتصارات كبيرة ضد تنظيم داعش في مختلف القطاعات العسكرية، وأن زمام المبادرة بيد القوات العراقية، وأن هناك تصاعداً في وتيرة العمليات وانتصارات على أرض المعركة، والحكومة العراقية عازمة على إنهاء تواجد داعش في العراق وخاصة بعد الانتصارات في مناطق صلاح الدين وكركوك والآن في الأنبار».

مصادقة ألمانيا

وصادقت الحكومة الألمانية أمس، على تفويض يتيح مشاركة جيشها في الحملة ضد «داعش» وخصوصاً في سوريا في مهمة يمكن أن تحشد فيها 1200 عسكري. وجاء في بيان للحكومة أن «ما يصل إلى 1200 جندي المأني سيساعدون الائتلاف الدولي ضد التنظيم الإرهابي».

وجاء في التفويض الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه أن «المساعدة الألمانية تسهم في المعركة ضد الإرهاب تحت رعاية الائتلاف ضد تنظيم داعش، وتهدف بشكل خاص إلى دعم فرنسا والعراق والائتلاف الدولي في معركته ضد تنظيم داعش». وعبر نشر نحو 1200 جندي في مهمات استطلاع جوي ودعم، تكون هذه المهمة الأكبر للجيش الألماني بعد مهمته في أفغانستان.

ليست حربية

وتجنبت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وصف المهمة المزمعة لجيش بلادها في الحملة الدولية على «داعش» بالحرب. وفي أعقاب لقائها رئيس الوزراء النيوزيلاندي جون كي، قالت ميركل في ردها على سؤال حول ما إذا كان الأمر هنا يتعلق بمهمة حربية للجيش: «الأمر يتعلق بمهمة عسكرية». وأضافت: «منذ سبتمبر 2014 ونحن بالفعل جزء من التحالف الدولي لمحاربة داعش»، مشيرة إلى أن الدور الألماني اقتصر حتى الآن على مهمة تدريبية في العراق وتوريد أسلحة إلى قوات البيشمركة الكردية بناء على طلب الحكومة العراقية. ولم تتطرق ميركل إلى الرد على سؤال حول الدروس التي تعلمتها الحكومة من تجربة مهمة الجيش الألماني في أفغانستان.

واستبعدت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين أي تعاون بين القوات الألمانية -التي من المقرر أن تشارك في الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا والرئيس السوري بشار الأسد أو قواته. ودافعت فون دير ليين عن خطط بلادها قبل اجتماع الحكومة الألمانية.

وقالت لتلفزيون (ايه.آر.دي) الألماني «الخط الفاصل: هو لا تعاون مع الأسد ولا تعاون مع قوات تحت قيادته»، لكنها أضافت، إن ذلك لا يستبعد احتمال ضم بعض من هم إلى جانب الأسد الآن إلى تسوية طويلة الأجل في البلاد. وقالت «يجب ان نتفادى انهيار الدولة السورية».

تصويت بريطانيا

من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه سيدعو ليوم واحد من النقاش في مجلس العموم البريطاني والتصويت اليوم الأربعاء على شن المملكة المتحدة ضربات جوية ضد «داعش» في سوريا. ويأتي هذا القرار بعد أن قال زعيم حزب العمال جيرمي كوربين إنه قد يمنح نوابه الإذن في التصويت بشكل حر في هذا الشأن. وأضاف كاميرون إن هناك دعماً برلمانياً متزايداً لتوجيه ضربات جوية، قائلاً: إن هذا هو «الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله» ويخدم المصلحة الوطنية.

وانتقد كوربين قرار عدم إجراء مناقشة حول هذه المسألة. وقال زعيم حزب العمال، إن هذا يظهر أن قضية السيد كاميرون في ما يتعلق بشن ضربات جوية في سوريا «تتهاوى»، مضيفاً، إنه ينبغي على رئيس الوزراء «وقف الاندفاع نحو الحرب».

استطلاع

أظهر استطلاع ألماني حديث أن أغلب الألمان يتخوفون من زيادة خطر الإرهاب والتعرض لهجمات في ألمانيا، بسبب مشاركة الجيش الألماني في مكافحة تنظيم داعش. وأوضح الاستطلاع الذي أجراه معهد «يوغوف» لقياس مؤشرات الرأي أن 71 في المئة من المواطنين الألمان يتوقعون زيادة خطر التهديد في بلادهم، بسبب هذه المشاركة، فيما لا يتوقع 18 في المئة منهم فقط ذلك. برلين – د.ب.أ

Email