مبادرتان تعززان دور الدولة في التصدي

الإمارات تتصدر مواجهة تداعيات تغيّر المناخ

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

باشرت وفود البلدان الـ195 المشاركة في مؤتمر المناخ في باريس أمس مفاوضات ماراثونية، سعيا للتوصل إلى اتفاق يحد من الاحتباس الحراري، فيما أبدت دولة الإمارات التزامها بتطوير تقنيات الحد من تداعيات تغيّر المناخ عبر المشاركة في مبادرتين جديدتين بهدف تطوير ورفع كفاءات تقنيات الطاقة الشمسية.

وتشارك دولة الإمارات إلى جانب دول عدة في مبادرتين جديدتين الأولى هي «مهمة الابتكار» التي تركز على التكنولوجيا النظيفة وتقدر قيمتها بمليارات الدولارات، والثانية هي «التحالف الدولي للطاقة الشمسية»، الذي يهدف إلى تطوير ورفع كفاءة تقنيات الطاقة الشمسية، وذلك في مسعى إلى تسريع وتيرة الابتكار في مجال الطاقة النظيفة على مستوى العالم.

وتعكس المبادرتان اللتان أعلن عنهما في مؤتمر باريس للمناخ التزام دولة الإمارات بدعم المساعي الدولية لتطوير التقنيات للحد من تداعيات تغير المناخ.

وجاء الإعلان عن المبادرتين خلال فعاليات اليوم الأول من المؤتمر الحادي والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المنعقد حاليا في العاصمة الفرنسية باريس. ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق عالمي جديد وملزم بشأن تغير المناخ حيث سيتم الإعلان عن نتائج المباحثات بين الدول المشاركة في 11 ديسمبر الجاري.

التزام دولة

وقال معالي د. سلطان أحمد الجابر وزير دولة والمبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغيّر المناخ، إنّ «التزام دولة الإمارات بالعمل للحد من تداعيات تغير المناخ يستند أساساً إلى قناعتها الراسخة بضرورة تطوير ونشر حلول الطاقة النظيفة من خلال الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة»، مضيفاً: «كلنا ثقة بأنّ الشراكات التي تم الإعلان عنها ستعزّز من فرص التعاون، وتسهم في تنويع الاقتصاد لتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة».

وتهدف مبادرة «مهمة الابتكار» العالمية التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ومؤسّس مايكروسوفت بيل غيتس، إلى مضاعفة حجم الميزانية المخصصة للبحث والتطوير بهدف زيادة انتشار الطاقة النظيفة بحلول 2020.

وفي سياق متصل، تعهّدت مجموعة تضم أكثر من 20 مستثمراً من القطاع الخاص أيضا بتقديم التمويل اللازم للمشاريع المشتركة.

ريادة منطقة

وشهد إطلاق مبادرة «مهمة الابتكار» عدد من القادة وكبار المسؤولين الحكوميين من الدول المشاركة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والإمارات والهند وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية وإندونيسيا واليابان والنرويج والمملكة المتحدة والبرازيل وتشيلي.

ومن أبرز المشاريع المبتكرة التي يجري العمل عليها حالياً في دولة الإمارات والتي تعتبر الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، تطوير محطة تجارية لالتقاط الكربون وتخزينه وإنتاج الوقود الحيوي المستدام من النباتات الصحراوية المروية بمياه البحر، فضلاً عن محطة تحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية.

وفي إعلان منفصل، كشف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند النقاب عن تشكيل التحالف الدولي للطاقة الشمسية الذي يضم مجموعة من الدول الغنية بأشعة الشمس منها الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وكينيا وتشيلي وسيريلانكا، ويهدف التحالف إلى تشجيع تلك الدول على زيادة إنتاج الطاقة الشمسية ونشر استخداماتها.

قدرات تنافسية

وأوضح معالي د. الجابر أنّ «إنتاج الطاقة الشمسية يعتبر جزءا من مزيج الطاقة في دولة الإمارات الذي يدعم جهودنا الرامية إلى بناء قطاعات قائمة على المعرفة والابتكار، ما من شأنه تعزيز القدرات التنافسية لدولة الإمارات في اقتصاد يخلق المزيد من الفرص ويحد من المخاطر البيئية».

وقامت دولة الإمارات باستثمارات مهمة في مجال الطاقة الشمسية بما في ذلك مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية كما قامت شركة «مصدر» بإنشاء محطة «شمس1» للطاقة الشمسية المركزة والتي تمّ تدشينها في العام 2013.

أما على الصعيد العالمي فتعد الإمارات من أهم المستثمرين في قطاع الطاقة الشمسية، من خلال استثماراتها في مشاريع مثل محطات «خيماسولار» و«فالي1» و«فالي2» في إسبانيا والتي أنشأتهم شركة «مصدر».

وتحرص الإمارات على تطوير الكفاءات ومراكز الابتكار التي تدعم نمو قطاع الطاقة الشمسية محلياً ودولياً، حيث قام معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا مؤخّراً بإطلاق محطة معهد مصدر للطاقة الشمسية في مدينة مصدر، لتكون بمثابة منصة أبحاث واختبارات لتقنيات حلول الطاقة الشمسية المركزة، وذلك بهدف إحراز خطوات متقدّمة على صعيد التوصّل إلى ابتكارات تقنية مهمة في هذا المجال، فضلاً عن لعب دور محوري ضمن «مركز مصدر للطاقة الشمسية» والتي تعد جزءاً منه.

وتستند مشاركة الإمارات في مبادرتي «مهمة الابتكار» و«التحالف الدولي للطاقة الشمسية» إلى جهودها الحالية والمستمرة لتطوير حلول مبتكرة لإنتاج الطاقة النظيفة بهدف التصدي لتداعيات تغير المناخ، وتعزيز مبادرات التنوع الاقتصادي تماشياً مع الدور المتنامي الذي تحظى به كدولة رائدة في مجال التنمية المستدامة. وأضاف معالي د. الجابر أنّ الطاقة النظيفة تشكّل ركيزة أساسية في خطة الإمارات من أجل التنوّع الاقتصادي والحفاظ على البيئة والتصدّي لتداعيات تغير المناخ، حيث حددت دولة الإمارات هدفاً طموحاً يتمثّل في زيادة حصة الطاقة النظيفة إلى 24 في المئة من إجمالي مزيج الطاقة في البلاد بحلول 2021.

وعد فرنسي

إلى ذلك، وعلى هامش المؤتمر وعدت فرنسا افريقيا التي تواجه تبعات الاحتباس الحراري مع زحف التصحر وجفاف مجاري المياه، بمنحها ملياري يورو بحلول 2020 لتطوير طاقاتها المتجددة.

وأعلن ذلك الرئيس فرنسوا هولاند اثناء قمة مصغرة في لوبورجيه قرب باريس جمعت حوله 12 رئيس دولة افريقية حول موضوع التحدي المناخي والحلول الافريقية.

Email