أكّد لـ «البيان» أنّ العفو عن منشقي «الشباب» آتى أكله وانتقد الإعلام العالمي

شيخ محمود:الصومال نموذج للنهوض رغم شح الموارد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شدّد الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، على أنّ بلاده نموذج للدول التي تقف مجدداً على قدميها رغم شح الموارد، مميطاً اللثام عن أنّ «حركة الشباب لا تسيطر اليوم سوى على أقل من 20 في المئة من أراضي البلاد، بعد أن كانت تضع يدها على نحو 80 في المئة».

وفيما أعلن شيخ محمود في حوار مع «البيان»، عن أنّ الحكومة أخذت منحى سياسياً آخر في التعامل مع حركة الشباب، من خلال العفو عن كل منشق، وأنّ هذه السياسة آتت أكلها، انتقد الصورة القاتمة التي يصورها الإعلام العالمي عن بلاده.

وبشأن مدى أهمية خلق فرص عمل للحد من محاولات حركة الشباب تجنيد شباب عاطلين عن العمل في شبكات الإرهاب، ردّ الرئيس الصومالي: «هناك ثلاث مجموعات في هيكلة حركة الشباب في الصومال، الأولى قيادية، دوافعها أيدولوجية، والثانية أجانب، يشتركون مع المجموعة الأولى في أيدولوجياتها، فيما الثالثة فئة من انضمّ بدوافع اقتصادية».

وأضاف أنّ «الحكومة أخذت منحى سياسياً آخر في التعامل مع حركة الشباب، من خلال إصدارها العفو عن كل من ينشق ويعلن نبذه مبادئ وأيدولوجيات وعنف الحركة»، مشيراً إلى أنّ «تلك السياسة آتت نتائج إيجابية للغاية».

مراكز مناصحة

ولفت إلى أنّ حكومته أنشأت «مراكز المناصحة» لإعادة التأهيل، عبر تقديم النصح وتعليم الشباب شتى المهارات، وإعادة دمجهم في المجتمع، موضحاً أنّ «ذلك يشكّل أحد الخيارات أمام الشباب ممن انضموا للحركة الإرهابية، فيما الخيار الثاني في إصدار عفو عام عن كبار القادة والقادة المتوسطين، والذين يعلنون نبذهم العنف الحركة».

وأبان أنّ «هناك أعداد كبيرة من هؤلاء القادة ممن أعلنوا نبذهم الحركة وعنفها»، قائلاً: «إصدار العفو يعد نهجاً من جهود التصدّي لحركة الشباب، تصدينا للحركة لا يقتصر فقط على العمليات العسكرية».

نموذج دول

وأكّد شيخ محمود، أنّ بلاده تُعتبر نموذجاً للدول التي تقف مجدداً على قدميها، رغم محدودية الموارد والدعم الذي تتلقاه، مقارنة بدول أخرى، مثل أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، مشيراً إلى أنّ «الصومال حققت الكثير من الإنجازات في تصديها للإرهاب».

وقال إنّ الصومال نجحت في إضعاف حركة الشباب، محذّراً من أنّه لم يقضَ عليها بالكامل بعد، معرباً عن اعتقاده بأنّه لن يكون من الممكن القضاء على الحركة الإرهابية بقوة السلاح فقط، مردفاً: «لقد كان إصدارنا للعفو بُعداً من تلك الأبعاد، وأيضاً جهودنا في خلق فرص عمل وتعزيز الاقتصاد، والترويج للصومال كوجهة واعدة للاستثمار».

ترويج استثمار

وأقرّ شيخ محمود بصعوبة الترويج للاستثمار في بلاده، لكنه انتقد ما أسماها الصورة القاتمة التي يصورها الإعلام العالمي عن بلاده، مبيّناً أنّ «ما يقوله الإعلام العالمي مختلف تماماً عن حقيقة الأوضاع في الصومال»، مؤكّداً توقّف الحرب الأهلية وانتهاء الفوضى، قائلاً: «التحدي الوحيد الذي نواجهه اليوم، هو حربنا ضد المتطرفين في حركة الشباب».

وأوضح الرئيس الصومالي أنّ «الكثير من الاستثمارات تتدفّق اليوم على الصومال، لا سيّما من الصوماليين الذين غادروا بأموالهم قبل عشرين وثلاثين عاماً، بسبب تدهور الواضع الأمني».

مراجعة دستور

ولفت الرئيس الصومالي إلى أنّ الدستور يخضع حالياً للمراجعة في رؤية 2016، التي تم وضعها قبل عامين، وتقوم على ثلاثة مسارات، الأول يقضي بالمراجعة، والثاني يتعلّق بتطوير نظام انتخابي إلكتروني، فيما الأخير يركّز على تعزيز الفيدرالية. وأبان شيخ محمود، أنّ «هذه المسارات الثلاث لا تزال تسير معاً بشكل متوازٍ، مشيراً إلى أنّ «ما ستخرج به المشاورات الوطنية بنهاية ديسمبر المقبل، ستشكّل خيارات، وأنّ المناقشات تجري الآن حول أي هذه الخيارات يناسب الصومال»، مضيفاً: «وعندما يُتخذ القرار، سنعمل على كيفية ترجمة هذا الخيار على أرض الواقع». وردّاً على سؤال «البيان»، فيما إذا كان في نيته الترشّح للانتخابات الرئاسية المقبلة، قال: «إذا ما أعيد انتخابي مجدداً بطبيعة الحال سأكون سعيداً، وسيكون لدي فرصة أخرى لخدمة الصومال وشعبه، وإذا لم يتم انتخابي مجدداً، سأكون سعيداً أيضاً».

إضاءة

حسن الشيخ محمود هو الرئيس الثامن للصومال منذ الاستقلال عام 1960. حصل على شهادة الماجستير من جامعة بي هوبل في الهند 1986، وعاد إلى بلاده ليعمل محاضراً بالكلية الفنية لتدريب المعلمين. في العمل السياسي، شارك في تفكيك ما عرف بالخط الأخضر، الذي قسم مقديشو إلى قسمين محرمين بعد عام 1992، فقد أسهم هذا الناشط والأكاديمي في الوصول إلى اتفاق القاهرة عام 1997، فعاد التواصل بين قسمي العاصمة.

وأصبح الشيخ محمود منذ 2007 مستشاراً في الأزمة الصومالية لدى عدد من المنظمات الدولية والمحلية. وفي 2010، أسّس حزب السلام والتنمية، كأول حزب سياسي معارض يعلن عنه في مقديشو، فخاض انتخابات الرئاسة مرشحاً عن الحزب، وانتخبه البرلمان الصومالي رئيساً يوم 10 سبتمبر 2012.

Email