للحزم عاصفة.. هزت أركان الحوثي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الحمدلله الذي جعل الكتابة نبراساً للعقول، الحمدلله الذي جعل اللسان لتتخاطب الشعوب، الحمدلله الذي جعل الحروف لتكوين الكلِم، الحمدلله الذي جعل الوحدة رفعة للإسلام والأوطان، الحمدلله الذي جعل وطننا آمناً بشبابه الوسطي المعتدل بفكره ومنهجه، الحمدلله الذي جعل رجالنا مدافعين عن وطنهم وولاة أمورهم، والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم لا تظلم فيه نفس ولا تجزى إلا ما كانت تعمل من عمل وتقول من قول.

عاصفة الحزم، بدأت بصمت، وعصفَت بحزمها وهم في الميادين يعمَلون، وانتَهَت مُحقِّقةً أهدافَها وأهل الخليج في ديارِهم يعيشون بأمن، وفي أي بلد آخر يخوضُ حربًا، في هذه الدنيا، أو يعيشُ حالةَ حربٍ تسُودَ أهلَه حالاتٌ من التأهُّب والقلق والاستِنفار، يظهرُ ذلك ويتجلَّى في خوف الناس، واضطِراب الأسعار، واختِفاء الأقوات، واحتِكار التموين إلا في بلادنا الطيبة، ننعم بالراحة والسكينة بفضل الله تعالى ثم بفضل قيادتنا الرشيدة.

أيامٌ العاصفةٌ مرَّت، والقراراتٌ الحازِمةٌ سرَّت، أعقَبَتها - بحمد الله - عيونٌ بالنصر قرَّت، قادَت المملكةُ العربية السعودية وتشاركها في مسيرتها الإمارات. هذا التحالف العربي لإحقاق الحقِّ ودحر الباطِل؛ حراسةً لبلاد الحرمين وبلاد المسلمين، وحمايةً للعروبة وقهراً للمد الإيراني، وانتِصارًا لأهل اليمَن المظلومين.

ومن نفحات هذه العاصِفة، أن سقَى نبع الأمل قلوبًا طالَ عطشها، وأوشكَ ظلامُ اليأس أن يطوِيَها. فقد رأوا ليلةً بدَت كواحدةٍ من ليالي القهر واليأس، لكنها لم تنتصِف حتى دخلَت تلك الليلةُ التاريخ، بما حمَلَت من بُشرى، وأزالَت من ذُلٍّ، وما قلبَتْه من موازين، وغيَّرَت من سياسات دولة حاقدة، تدعي الإسلام والإسلام منها براء.

خليجنا يخوض معركةٍ متواصلة مع الباطل، يدافِعُ فيها عن دين الله الحق، ويدافعُ عن أراضِيه، ويحمِي حمى العروبة والعرب. ومع ما أنعمَ الله به علينا من القوة في العُدَّة والعَتَاد، والكفاءَة في الرأي وعزم الرجال، إلا أننا لا ننسَى أننا لله وبالله أمةٌ تسيرُ على نهج نبيِّها الخاتِم، تتمسَّكُ بكتابِ الله وسُنَّة رسولِه صلى الله عليه وسلم، وحري بها أن تقترِبَ من ربِّها أكثرَ من ذي قَبل، وأن تُحقِّق أسبابَ النصر.

لا ننسى وصف الأعداء الحوثيين، هم لُصوصٌ يسرِقون الأمن والوحدة والانتِصار، ولا يرجُون للخليج خيرًا، يتصدَّرُ فيهم المُرجِفُ والجبان ؛ فإن ثمَّة من لا يُريدُ لعاصفة الحزم أن تُؤتِيَ ثِمارَها، وأن تضعَ أوزارَها، إما حسَدًا بما حبَاهُ الله اصحابها من توفيقٍ وانتِصارٍ، أو أحقادًا دفينةً تتسلَّلُ من صُدور ذوي النفاق في الداخِلِ والخارِج ؛ ذلكم، بأن خليجنا وعروبتنا مستهدفان من أطماع الحاقدين.

دمَّروا المساكن والبيوت، والمساجِد والمدارِس والجامعات، وقتلوا المسلمين المُسالِمين وشرَّدوهم في داخل بلادهم، يُريدون إذلالَ اليمن وقهرَ أهله، واستِعباده للأعداء الغُرباء، يعبَثُون بأمن الشعب اليمنيِّ، ويُروِّجون للطائفيَّة ويزرَعون الإرهاب.

مرابطون مع قيادتنا في هذه البلاد الكريمة وبالتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة بمقصِدهم الشريف في تحقيق الأمن لبلاد اليمَن السعيد، ودَحر عُدوان الحوثيين المُعتَدين، وإزالة الخطَر المُحدِق بالخليج العربي، وحيثُ تحقَّق المُراد فلا طمعَ إلى مزيدِ حربٍ أو قِتالٍ، وقد بدأَت إعادةُ الأمل للشعب اليمَنيِّ الكريم.

لجنودَنا البواسِل، من المُقاتلين والمُرابِطين في الثُّغور: فلقد كفَفتُم الشرَّ عن الخليج، ورفعتُم رايةَ الحق والعدل، وبلغتُم ذروَة المجد والشرَف، وإنا لنرجُو أن يكون عملُكم جِهادًا، ونصرُكم فتحًا، وموتُ من ماتَ منكم شهادة وعزا وفخرا.

في هذا يظهرُ شرفُ مبادِئ دولتنا الإمارات، ولقد كشفَت الأحداثُ زيفَ المُبطِلين، وأظهرَت عوارَ المُفسِدين وأعوانهم الذين أرادوا ببلاد الخليج المضرة والخراب، وسنبقى مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في مسيرتها لرد الحق إلى أصحابه.

نسأل الله سبحانه أن يزيدنا أمنًا واستقرارًا ونعمةً وفضلاً وصلاحًا وفلاحًا، وأن يردَّ كيدَ الحاقدين ومكر الماكرين على وطننا وأئمتنا وولاة أمورنا وأهلينا وجميع أوطان المسلمين، كما نسأله سبحانه أن يمُدّ الساهرين على أمتنا وراحتنا بعونه وتوفيقه، وأن يسدِّد آراءهم وخُططهم ويبارك في أعمالهم وجهودهم ويثبت قلوبهم ويكشف لهم كلَّ غامض وأن ينصرهم على كلّ مفسد ومخرِّب ومحارب، إنه القادر على ذلك سبحانه.

Email