«عونك يا يمن» يد الإمارات الحانية على الأشقاء

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتاج اليمن الشقيق إلى 1.6 مليار درهم لإعادة إعمار وتأهيل ما دمرته الحرب وفقاً لتقارير المنظمات الإنسانية الدولية في الوقت الذي تصدرت فيه الإمارات قائمة الدول المانحة لليمن خلال العام الجاري 2015 وسط إشادة المنظمات الدولية بدور الإمارات في التخفيف من معاناة المتضررين في اليمن وكان أبرز المبادرات الإنسانية التي أطلقتها الإمارات حملة (عونك يا يمن) التي وجه بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

وحصدت الحملة مبلغاً تجاوز نصف مليار درهم خلال أقل من شهر من إطلاقها في سبتمبر الماضي، حيث وجهت هيئة الهلال الأحمر التي تعتبر من أوائل الهيئات الإنسانية العاملة في اليمن مبالغ الحملة مباشرة لتنفيذ العديد من المشاريع التنموية والإعمارية لإعادة الحياة إلى المناطق المحررة، ومنها عدن وما حولها.

وفقاً لشبكة الإغاثة العالمية التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) فإن حملة (عونك يا يمن) تعتبر أكبر حملة وجهت لصالح اليمن لإغاثة أكثر من 10 ملايين يمني.

تبرع

وتضمنت الحملة العديد من أوجه العمل الإنساني والخيري لأبناء الإمارات ومؤسساته في القطاعين الحكومي والخاص إضافة إلى تبرع الأفراد من المواطنين والمقيمين، حيث تبرع اثنان من فاعلي الخير الإماراتيين بـ150 سيارة لاند كروزر لصالح الحملة بقيمة 15 مليون درهم إضافة إلى تبرع مؤسسة دبي الإسلامي بقيمة 10 ملايين درهم وبنك أبوظبي الوطني بـ 5 ملايين درهم وشركة الدار العقارية بـ 5 ملايين درهم وبنك أبوظبي التجاري بمليوني درهم إضافة إلى مليون درهم من مصرف الهلال و3 ملايين درهم من مؤسسة اتصالات و5 ملايين درهم من مؤسسة إعمار الخيرية ومليوني درهم من مصرف أبوظبي الإسلامي وغيرها العديد من المؤسسات والأفراد.

وسبق حملة (عونك يا يمن) قيام الهلال الأحمر الإماراتي وعدد من الهيئات والمؤسسات الإنسانية والخيرية في الإمارات بتقديم المواد الإغاثية والصحية والتعليمية في المناطق المحررة في اليمن والتي تكللت بإعادة 90% من الكهرباء إلى عدن وعودة آلاف الطلاب إلى مدارسهم بعد تأهيلها وتوفير الحقائب والمستلزمات التعليمية.

اختلط الدم اليمني بالخليجي

ووجه عبد ربه منصور هادي الرئيس اليمني خلال حملة (عونك يا يمن) الشكر إلى القيادة الإماراتية الرشيدة وإلى حكام الإمارات وأولياء العهود وشعبها والمقيمين على أرضها للدعم الكبير الذي وجده الشعب اليمني منذ بداية الأزمة والتي استمرت حتى الآن وتوجت بإطلاق حملة (عونك يا يمن).

وقال الرئيس اليمني إن الدم اليمني اختلط بالدم الخليجي في هذه الحرب، مؤكداً أن شعب اليمن يحمل جميلاً لن ينساه لدولة الإمارات وسيورث هذا الجميل لأبنائه أيضاً، مؤكداً أن «من بذل الدم يسترخص بذل الدعم المادي». موجهاً الشكر لدول الخليج على هذه الوقفة والمساندة للشعب اليمني في أزمته.

وعبر الرئيس اليمني عن شكره لدول الخليج العربية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية للوقوف إلى جانب اليمن في محنته الحالية... وقال «نحن واثقون من أننا سنخرج من هذه الظروف أكثر قوة وصلابة نحو مستقبل أفضل».

أما الدكتور حمدان المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر فقد أكد في تصريحات له خلال الحملة أنه بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر نجحت الهيئة في جميع الحملات الإغاثية التي نفذتها خلال السنوات الماضية وأسهمت في إنقاذ العديد من المحتاجين، وأضاف لا تنقصنا الخبرة والروح الإنسانية لكننا بحاجة لدعم جميع إفراد المجتمع، داعياً كل الأفراد والتجار إلى المشاركة في الحملة وتقديم أفضل ما لديهم احتساباً للأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى، واختتم المزروعي حديثه بالقول إن الأزمة اليمنية مسؤولية الجميع.

إعادة إعمار

وذكر تقرير لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي أنه تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر تم تنفيذ مشاريع لإعادة إعمار وصيانة عدد من المشاريع التنموية والتعليمية والصحية التي تكفل الهلال الأحمر الإماراتي بتنفيذها في محافظة عدن ومديرياتها الثماني، ليستفيد منها أبناء الشعب اليمني الذين تضرروا من جراء الأحداث التي يشهدها اليمن.

ويواصل الهلال الأحمر تنفيذ عدد من المشاريع التنموية والإغاثية في محافظة عدن بمبلغ إجمالي 462.279.586 درهماً وبلغت قيمة المشاريع المنفذة منها 304.944.116 درهماً.

وتتمثل مشاريع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي سيتم تنفيذها في محافظة عدن ومديرياتها الثماني في المشاريع التنموية الخاصة بقطاعات التعليم والبنية التحتية والصحة بالإضافة للمشاريع الاجتماعية والاقتصادية والتجارية التي تعود بالنفع المادي لأسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة.

التعليم

ففي قطاع تنمية المشاريع التعليمية يعمل الهلال الأحمر الإماراتي على إعادة تأهيل 153 مدرسة بعدن بقيمة إجمالية تبلغ 80 مليون درهم، حيث يتم تنفيذ المشروع على مرحلتين: الأولى صيانة 54 مدرسة وتجهيزها بالأثاث والمعدات التعليمية، أما المرحلة الثانية العمل على صيانة 99 مدرسة وتجهيزها بكل المعدات التعليمية والأثاث، كما ستعمل الهيئة على إعادة تأهيل جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة، وتبلغ تكلفة المشروع 700 ألف درهم وسيتم من خلال المشروع صيانة الجمعية وتجهيزها بالأثاث والمعدات التعليمية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.

ويجري إعادة تأهيل معهد النور للمكفوفين بتكلفة تصل إلى 600 ألف درهم وسيتم صيانة المعهد وتجهيزه بالمعدات التعليمية اللازمة، وتبلغ القيمة الإجمالية لصيانة المشاريع التعليمية وإعادة أعمارها 81 مليوناً و300 ألف درهم.

البنية التحتية

وعلى صعيد مشاريع البنية التحتية تعمل الهيئة على إعادة تأهيل كورنيش كود النمر بعدن بتكلفة تصل إلى 4 ملايين درهم وذلك بإعادة صيانة الرصيف وتشجير الكورنيش وتجهيزه بالمظلات، كما سيعمل الهلال الأحمر على إعادة تأهيل عدد 8 حدائق بواقع حديقة في كل مديرية من مديريات محافظة عدن الثمانية وتبلغ تكلفة المشروع 16 مليون درهم، وسيتم من خلال إعادة تأهيل المشروع صيانة الممرات بالحدائق وتشجير هذا بالإضافة لتركيب ألعاب الأطفال بالحدائق التي تم صيانتها، وبخصوص مشروعات الصرف الصحي فسيعمل الهلال الأحمر على إعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي بعدن بتكلفة تصل إلى 5 ملايين و703 آلاف و770 درهماً وسيتم تنفيذ المشروع على مرحلتين الأولى توريد مضخات الصرف الصحي، واللوحات الكهربائية للمضخات والمرحلة الثانية تركيب المضخات.

مياه وكهرباء

أما بخصوص مشاريع المياه والكهرباء في عدن فقد تم التعرف على احتياجات آبار المياه من المضخات وتم شراء المعدات اللازمة لتشغيلها بقيمة 5 ملايين و24 ألف درهم، وتبلغ التكلفة الإجمالية لمشاريع المياه وتوابعها بمدينة عدن 22 مليوناً و674 ألف درهم، كما ستعمل الهيئة على صيانة وإعادة تأهيل عدد من محطات شبكة الكهرباء في عدن وشراء مولدات كهربائية لها، وتبلغ التكلفة الإجمالية لمشاريع الكهرباء في عدن 217 مليوناً و317 ألف درهم.

وتبلغ التكلفة الإجمالية لصيانة مشاريع البنية التحية في عدن (إعادة تأهيل كورنيش كود النمر وتأهيل عدد 8 حدائق وصيانة وتأهيل شبكة الصرف الصحي وتوفير المضخات اللازمة لآبار المياه وإعادة تأهيل شبكة الكهرباء (399 مليوناً و376 ألفاً و598 درهماً).

الصحة

وفي مجال إعمار المشاريع الصحية تعيد هيئة الهلال الأحمر تأهيل وإعمار مستشفيات الجمهورية والشيخ خليفة ومستشفى باصهيب بتكلفة تصل 35 مليون درهم وسيتم صيانة المستشفيات وتجهيزها بالأثاث والمعدات الطبية، كما سيتم تأهيل 3 مراكز للصحة الإنجابية بتكلفة 4 ملايين درهم وسيتم تجهيزها بالأثاث والمعدات الطبية اللازمة، وإعادة تأهيل 9 مراكز للرعاية الصحية وصيانتها بتكلفة 7 ملايين درهم وتجهيزها بالأثاث والمعدات الصحية بالإضافة إلى إعادة تأهيل المستودعات والمراكز الطبية في خور مكسر بتكلفة تصل إلى مليونين و500 ألف درهم، وتصل التكلفة الإجمالية لمشاريع الصحة في عدن إلى 48 مليوناً و500 ألف درهم.

المشاريع الاجتماعية

وبخصوص المشاريع الاجتماعية تعمل فرق الهلال الأحمر الميدانية على توزيع الأضاحي على أسر الشهداء في عدن، وبلغت قيمة الأضاحي التي تم توزيعها 150 ألف درهم، كما تم توزيع كسوة العيد على المكفوفين بقيمة 40 ألف درهم، وكسوة ذوي الاحتياجات الخاصة بتكلفة قيمتها 40 ألف درهم.

إغاثة

وعبر خط ملاحي بحري متواصل نفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جملة من المساعدات الإنسانية والإغاثية، وذلك من خلال تسيير عدد 9 من البواخر قبل وبعد تحرير محافظة عدن، تحمل المواد الغذائية والصحية والأدوية ومياه الشرب ووقود السيارات والمعدات الطبية والملبوسات بالإضافة إلى 14 سيارة، وبلغت الحمولة الكلية للمواد التي تم شحنها بالبواخر18322 طناً، كما بلغت القيمة الإجمالية للمواد المرسلة مبلغ 62,902,988 درهماً.

الإمارات تتصدر لائحة المانحين

تصدرت الإمارات لائحة المانحين للمساعدات الخارجية في بداية العام الحالي، بحسب تقرير للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وأفاد التقرير أن الإمارات احتلت أيضاً المرتبة الأولى كأكبر مانح للمساعدات الخارجية عالمياً عن سنة 2013، حيث بلغت قيمة دعمها لمختلف بلدان العالم 5.89 مليارات دولار خصصتها 38 جهة مانحة حكومية وغير حكومية لمساندة الشّعوب الأكثر فقراً أو تأثراً بالأزمات، وللمساهمة في مشاريع تنموية في أكثر من 140 دولة حول العالم.

وعلى الصعيد ذاته أكد تقرير أصدرته وكالة الأنباء الإسلامية الدولية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي (OIC)، أن الإمارات العربية المتحدة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات لمعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن خلال 2015، وهو ما يمثل 31% من إجمالي المساعدات المقدمة من البلدان في جميع أنحاء العالم، ولفت التقرير إلى أن إعلان الإمارات المانح الأكبر للمساعدات الخارجية يأتي ليؤكد دور الدولة البارز في الحقل الإنساني على الصعيد العالمي.

وأشار التقرير إلى أن قيمة المساعدات الإنمائية الرسمية التي خصصتها الإمارات عام 2013 بلغت حوالي 93% من إجمالي مساعداتها للخارج، أي ما يوازي 1.33 بالمئة من قيمة الدّخل القومي الإجمالي. وبحسب التقرير فإن دولة الإمارات تحتضن المدينة العالمية للخدمات الإنسانية الّتي تضمّ أكثر من 50 منظّمة غير حكومية ومؤسسة تجارية متخصصة في توزيع المساعدات الإنسانية، من بينها مركز الخدمات اللوجستية التابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

تأهيل وصيانة المدارس

قال علي الكعبي رئيس فريق الإغاثة الإماراتي باليمن إن دولة الإمارات ارتأت المبادرة لتأهيل وصيانة المدارس لدورها المستقبلي المهم عبر الدعم بالكوادر والمستلزمات مثل الحقائب وأجهزة الحاسوب وغيرها. وبالنسبة لجهود الإغاثة في المجال الصحي قال الكعبي: نظراً لنقص المواد الصحية انتشرت الأمراض والأوبئة في اليمن فبادرت دولة الإمارات بتشغيل المراكز الصحية وتزويدها بالأدوية والمستلزمات الطبية.

وتطرق الكعبي إلى دور المتطوعين في الهلال الأحمر مؤكداً أن دورهم كبير خلال الأزمة الحالية، حيث يقدمون العديد من التضحيات ويخاطرون بسلامتهم وأرواحهم لإغاثة إخوانهم في اليمن. مضيفاً إن التطوع من صفات الإنسان الإماراتي.

أكبر مركز لوجستي إنساني

كشفت شيماء الزرعوني مديرة مدينة دبي الإنسانية العالمية أن احتياجات اليمن وفقاً لتقارير المنظمات الدولية تبلغ حالياً 1.6 مليار درهم ولم يتم تغطية حتى الآن سوى ما نسبته 20% من هذه الاحتياجات، مؤكدة أن حملة (عونك يا يمن) تسهم بشكل كبير في دعم هذه الاحتياجات. وأشارت إلى أن المدينة تستضيف أكثر من 60 منظمة إنسانية منها 9 منظمات دولية فيها مخازن ومستودعات تقدم الدعم اللوجستي.

«الهلال الأحمر» في اليمن منذ 20 عاماً

أشار الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام في هيئة الهلال الأحمر إلى أن الهلال موجود على الأراضي اليمنية منذ 20 عاماً لمد يد العون والمساعدة للشعب اليمني الشقيق منتشرين في جميع المحافظات وذلك بفضل توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر، مفيداً أن المسح الميداني الذي نفذه الهلال الأحمر أوضح أن 154 مدرسة تحتاج إلى صيانة وإعادة تأهيل و5 مستشفيات و9 عيادات، وتم الاتفاق مع عدد من شركات المقاولات للمباشرة في أعمال الصيانة وإعادة الإعمار وكذلك محطة المياه فهناك 40 بئراً تغذي 400 ألف نسمة في عدن.

أدوية

 رصدت هيئة الهلال الأحمر في مجال المساعدات الصحية 3 ملايين و356 ألفاً و828 درهماً كدفعة أولى لشراء الأدوية العلاجية لمرضى السرطان وغسيل الكلى بالإضافة لمستلزمات طبية أخرى، ومبلغ 5 ملايين و200 ألف درهم لشراء سيارات إسعاف وسيارات نقل الأدوية وسيارات نقل، وتصل التكلفة الإجمالية لمشاريع المساعدات الصحية في عدن إلى 8 ملايين و556 ألفاً و828 درهماً.

600.000.000

بلغ حجم المساعدات التي قدمتها الإمارات لليمن في العام الحالي 2015 نحو 600 مليون درهم تمثل 31% من المساعدات العالمية لليمن.

واستفاد 1.1 مليون شخص من المساعدات الغذائية التي بلغ حجمها 29 ألف طن فيما بلغت قيمة الإغاثات الغذائية العاجلة 188 مليون درهم. وتضمنت المساعدات الغذائية 29 ألف طن تضمنت مليوناً و450 ألف سلة غذائية إضافة إلى تقديم مساعدات طبية وتوفير المياه وإعادة إعمار البنية التحتية.

Email