أهالي العين يودعون البطل في تشييع مهيب

أشقاء الشهيد علي الكتبي: كلنا فداء الوطن

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أدى أبناء مدينة العين أمس صلاة الجنازة على روح الشهيد علي خميس بن عايد الكتبي أحد أبناء الإمارات البواسل الذين ارتقوا خلال مشاركتهم ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة لإعادة الشرعية في اليمن.

وأدى الجموع الصلاة في مسجد شهداء القوات المسلحة في منطقة الجاهلي في مدينة العين ثم شيعوا الشهيد إلى مثواه في مقبرة المطاوعة داعين الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم آله

وذويه الصبر والسلوان «إنا لله وإنا إليه راجعون».

وعبرت أسرة الشهيد علي الكتبي في لقاء مع

«البيان» عن فخرها باستشهاد ابنها البطل خلال مشاركته في «إعادة الأمل» باليمن الشقيق، مؤكدة أنها فداء الوطن والواجب.

خيمة عزاء

وتفصيلاً، تقدم المشيعون بصادق العزاء والمواساة لأسرة الشهيد علي خميس الكتبي، وذلك في خيمة العزاء أمام منزله، مبتهلين إلى المولى «عز وجل» أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويحتسبه بين الشهداء والصديقين والأبرار، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وقال أشقاء الشهيد «علي الكتبي» ماجد وسالم وسيف أنهم فخورون بنيل شقيقهم الشهادة،حيث شرفه الله «تعالى» بأعظم شهادة في سبيله، وفي سبيل وطنه، والحق والواجب والإنسانية والسلام، وهي أرفع التضحيات التي يمكن أن يقدمها الإنسان تجاه نصرة الحق وحماية الأبرياء في اليمن الشقيق.

وأوضح ماجد الكتبي أنه يقف اليوم في خيمة العزاء لتلقي المواساة في فقد أخيه الشهيد البطل، وما يُصبر قلبه ويخفف حزنه هو حرص الشهيد على السعي بإخلاص في خدمة وطنه، لاسيما وأنه كان محباً لعمله، وكان مثالاً وقدوة في الانضباط، وكان «رحمه الله» على درجة عالية من الأخلاق الجميلة والفاضلة، يحبه جميع أفراد العائلة، صغاراً وكباراً. وأضاف: في الليلة التي وردنا فيها خبر استشهاده لم أستطع النوم، واتجهت لغرفة والدتي مباشرة التي وجدتها تذكر الله، وتحمده، وتشكره.. نعم، رأيتها صابرة، ومحتسبة.. فخورة بابنها الذي وهب روحه في خدمة وطنه الغالي، حيث كان دائماً ما يردد على مسامع أفراد عائلته إنه في مهمة وطنية، ولن يعيقهم هو وزملاؤه في القوات المسلحة أي شيء عن تحقيق النصر، ومن المستحيل أن أنسى والدتي وهي تردد: استشهد علي مقدماً حياته فداء لأشرف المهام على وجه الأرض، وهي نصرة المظلومين.

واجب

وتابع ماجد الكتبي: لن أخفي عليكم موقفاً حدث بين الشهيد علي وسعيد ابن عمه، حيث طلب منه سعيد أن يرجع للدولة شهيداً، بل وأن يشفع له يوم القيامة، وهنا ابتسم الشهيد علي الكتبي، وقال: «سأشفع لك، وسأشفع لتسع وستين شخصاً من أهلي.

ولفت إلى أن الشهيد علي كان الأخ والصديق الحميم، حيث كان ينصح جميع إخوته بفعل الخير، وكثيرة هي الحوادث المرورية التي تعرض لها كل من الشهيد علي وأخوه ماجد وهما في سيارة واحدة، إلا أن القدر كتب لهما السلامة. واختتم ماجد الكتبي قائلاً:« علي هو أصغر إخوتنا، ولكنه كان كبيراً بيننا بشخصيته الراقية، وأخلاقه السامية، واليوم تنتابني مشاعر مختلطة بين الصدمة والفخر، وما قلل من حدة المصاب الجلل، بأننا كذوي الشهيد علي الكتبي سنقدم –بإذن الله- مثالاً رائعاً في الوطنية والوفاء للقيادة الرشيدة، إذ نعتز باستشهاد علي، فالدولة أيضاً تقف اليوم بكل فخر وإجلال أمام تضحيات شهدائها البواسل الذين لبوا نداء الواجب الوطني.

 والدة البطل لـ«البيان»: نال الشهادة في أشرف الميادين

في مجلس العزاء الكائن في منزل الشهيد في منطقة الظاهر كان الفخر مرتسماً على وجوه أخرى، خاصة نساء عائلة «الكتبي» فهن على يقين تام وإيمان كبير بأن «علي» قدم روحه فداء لوطنه، وفي وسط المجلس قالت إحداهن باعتزاز إن الله تعالى أكرم علي بمنزلة عالية عنده، فروحه الطاهرة صعدت إلى بارئها في مهمة سامية ومقدسة، لا ندري أنقبل العزاء، أم نهنئ أنفسنا بشخص اصطفاه الله ليشفع لأهله. وتوافدت الكثير من النسوة لتقديم المواساة إلى يمنه محمد بن عايد الكتبي، والدة الشهيد، التي قالت لـ«البيان»: أنا فرحانة لأنني اليوم أُم شهيد، وهب حياته في سبيل حماية الأوطان، وهذا في حد ذاته شرف عظيم لكل إماراتي تربى على هذه الأرض «ورفعت كفيها بالدعاء لجميع الشهداء الذين لقوا ربهم في أشرف الميادين وأعظمها مكانة عند الله سبحانه وتعالى.

 وأضافت:« ابني علي كان محافظاً على صلاته، والتقرب إلى الله تعالى بأداء الأعمال الطيبة، وبعد أن توفى الله تعالى والده، شعر بالمسؤولية الكبيرة تجاه جميع أفراد عائلته، وفي فترة تواجده في اليمن كان يتصل بي وبزوجته يومياً، ويسألنا عن أحوالنا، ويطمئننا في الوقت ذاته عن حاله، وأنه بخير، وسعيد بتنفيذ أوامر القيادة الرشيدة في الذود عن الحق». وتابعت:«كان باراً بي، ويرعاني، ويحرص على توفير كل ما أحتاجه بدون تذمر، وكثيراً ما كان يدخل غرفتي فقط ليسألني عن حالي، ويُسليني بشتى الأخبار الطريفة، لم يكن يعجبه أن ألتزم الوحدة في غرفتي ».

 زوجة الشهيد

 وقالت عزة عبدالله الكتبي إن زوجها الشهيد البطل«علي الكتبي» كان لديه العزم والعزيمة على فداء الوطن بالدم والروح، مشيرة إلى أنه في آخر مكالمة كانت بينه وبينها قبل استشهاده بيوم أوصاها كثيراً بقراءة القرآن، وأن تعزم النية على حفظه.

وأضافت: في مدة زواجنا التي تُقدر بسبعة أعوام تمنيت وزوجي الشهيد أن يكرمنا الله تعالى بطفل، لذا كان قريباً جداً من أطفال العائلة، يعشقهم، ويحب شقاوتهم واللهو معهم، وفي آخر مرة تواجد فيها في الدولة اقترح فكرة اصطحابي ووالدته في رحلة جميلة في أرجاء مدينة العين، حيث مناطق الوديان، وكان حينها بشوشاً كما عهدناه، وأحاديثه العذبة التي لا نشعر بالملل مطلقاً من سماعها. وأوضحت خزينة سرور الكتبي، إحدى قريبات الشهيد، أن جموع المعزين حضروا اليوم لتقديم المواساة، إلا أننا والحمد لله راضون بإرادة الله، وفخورون بأن بيننا شهيداً عند ربه.

وكثيراً ما كانت عوشة سعيد محمد الكتبي، إحدى قريبات الشهيد، معجبة بشخصية الشهيد علي الكتبي، لاسيما بره الكبير بوالدته، وحرصه الكبير على نيل رضاها وتحقيق سعادتها، وترى أن البار بوالدته ينال الرضا الأكبر من رب العالمين، واليوم أكرمه المولى –عز وجل- بالشهادة التي لا ينالها إلا من يختاره الله تعالى.

الصغيرة نورة سالم الكتبي، طالبة في الحرم المدرسي، أبدت حزنها لفقد عمها«علي الكتبي»، وقالت:« نعم، أفتقد عمي كثيراً، أحبه، فقد كان قريباً من الجميع، ورغم صغر سني إلا أني أتمنى الانضمام للقوات المسلحة لأدافع عن المظلومين، وأصحاب الحق، ولأسحق الظلم وأهله».

Email