المستوطنون يقتحمون الأقصى ونواب الـ 48 يزورونه اليوم

شهيدان وجرح 6 إسرائيليين في «هبة الطعن»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

توسعت دائرة الهبة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة، مع تواصل الاعتداءات الإسرائيلية واقتحامات المستوطنين المسجد الأقصى، عشية حلول اليوم الجمعة، الذي أعلنه الفلسطينيون يوم غضب، حيث شهد أمس امتداداً لعمليات الطعن بإصابة 6 إسرائيليين واستشهاد فلسطينيين، بينما أكد نواب الـ 48 عزمهم زيارة الأقصى اليوم.

وجدّدت الجماعات اليهودية المتطرفة، أمس، اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحراسات معززة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال، وسط إجراءات أمنية مشددة على بواباته بحق مرتادي المسجد من فئتي الشبان والنساء.

ونفذ المستوطنون جولات استفزازية في أرجائه، بالتزامن مع إغلاق قوات الاحتلال لشارع الواد، الذي شهد عملية الطعن قبل عدة أيام، المفضي إلى بوابات القدس القديمة. وزار زعيم المعارضة الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، برفقة عضو الكنيست تسيفي ليفني المنطقة، وسط حراسات عسكرية كبيرة.

تحدي

 وفي رد مباشر على قرار المنع، أعلن النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي عزمهم تحدي قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منع أعضاء الكنيست من زيارة المسجد الأقصى.

 وبحسب الطيبي فإن قرار نتنياهو «غير منطقي وغير قانوني»، مؤكداً «الجمعة، سنكون كلنا في المسجد الأقصى».

 عمليات طعن

 وإلى ذلك، امتدت موجة التوتر لتصل العمق الإسرائيلي، حيث طعن إسرائيلي قرب مستوطنة كريات أربع جنوب الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، بينما فر الفلسطيني الذي هاجمه. وقال الجيش إن قواته تمشط المنطقة بحثاً عن المهاجم الفلسطيني. وهذه ثامن حادثة من نوعها تعلن عنها الشرطة والجيش الإسرائيليان خلال ستة أيام.

وكانت الشرطة والجيش الإسرائيليان أعلنا في وقت سابق، عن إصابة جندية إسرائيلية في تل أبيب، بعد طعنها بالسكين في هجوم استهدفها وثلاثة آخرين، بينما تم إطلاق النار على مهاجمها، ما أدى إلى استشهاده. كما أعلنت الشرطة إصابة إسرائيلي بجروح خطيرة في عملية طعن جديدة في القدس، بينما اعتقل الشاب الفلسطيني الذي أقدم على طعنه.

وفي حادثة منفصلة، استشهد شاب خلال اشتباك مسلح ومواجهات في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة بين فلسطينيين وقوات الاحتلال، التي حاولت اقتحام منزل الشاب صبحي أبو خليفة المتهم بتنفيذ عملية طعن في القدس.حملة اعتقال ومن جهة أخرى، نفذ الاحتلال عمليات اعتقال واسعة شملت أطفالاً وفتيات، بينما طالت الحملة بعض مدن في مناطق 1948.

وأفادت تقارير إخبارية بأن قوات إسرائيلية اعتقلت الليلة قبل الماضية، 15 فلسطينياً في أنحاء الضفة الغربية. فيما أكدت مصادر فلسطينية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي شنّت حملة اعتقالات طالت أكثر من 31 مواطناً آخر، بينهم فتية في محافظة الخليل.

في «الداخل»

 وفي تطور نوعي لمسار حملة الاعتقالات، اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ثلاث فتيات من مدينة الناصرة بالداخل المحتل، وذلك قبيل انطلاق مسيرات الغضب التي تجمعت في المدينة، مساء أمس.

وحسب لجنة المحامين في التجمع الوطني الديمقراطي، فإن الفتيات الثلاث هنّ: عدن طاطور، وراية شمالي، ولبنى توما. كما اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، أكثر من 13 آخرين في مدن الداخل، على خلفية المواجهات الأخيرة.

تطورات خطيرة تدفع باتجاه التصعيد

 شكل دخول المستعربين الإسرائيليين ساحة المواجهة، فضلاً عن إعدام الفلسطينيين بيد المستوطنين وجيش الاحتلال، بدعوى محاولتهم القيام بعمليات طعن، تطوران خطيران، يدفعان نحو مربع اللا عودة، وسط توقعات بتصاعد حدة المواجهات بنحو متسارع، ابتداء من هذه الجمعة.

وبغضب تابع الشارع الفلسطيني، جرائم المستعربين واختراقهم للمظاهرات الجارية في الضفة، وكانت أقساها، استهداف سبعة من المستعربين لمظاهرة خرجت من جامعة بير زيت إلى مستوطنة بيت إيل، والتخطيط المنظم للجريمة التي وقعت، حيث تناقل الفلسطينيون صور وفيديوهات الجريمة على نطاق واسع.

 عملية مبرمجة

 وبموازاة ذلك، حدثت الجريمة التي نفذها مستوطن في القدس، بالاعتداء على فتاة مقدسية، محاولاً نزع حجابها، ومن ثم إطلاق أربع رصاصات عليها بحجة محاولتها طعنه، وهو ما نفاه شهود العيان.

غير أن هذه الحادثة تحمل خطورة، أبعد من مما كشفه شهود العيان، وفقاً لرواية كشف عنها الصحافي رجائي خطيب، الذي شهد الحادثة واسترق السمع لحوار جرى بين جنديين إسرائيليين يؤكدان أن الحادثة مبرمجة في سياق مخطط للقضاء على المرابطين والمرابطات في الأقصى.

 توسيع رقعة المظاهرات

 هذه القرارات الإسرائيلية، توضح، بما لا يدع مجالاً للشك، الحد الذي يمكن أن تصل إليه الجريمة التي يستعد الاحتلال الإسرائيلي وجنوده ومستوطنوه القيام بها.

 توقعات

يتوقع المراقبون، أن تنفجر الأوضاع اليوم، وتواصل انفجارها على نحو متسارع خلال الأسبوع القادم، الذي تنظر إليه القيادة الفلسطينية والجمهور الفلسطيني، باعتباره حاسماً ومصيرياً، حيث تنجلي الصورة فيه، ويتضح الأفق الذي يتزاحم فيه مستقبل الهبة الجارية بين العودة للهدوء أو الانفتاح على انتفاضة جديدة.

Email