أهالي الشامخة يشيعون البطل إلى مثواه الأخير

أسرة الشهيد محمد السيابي: وسام فخر على صدورنا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شيع أهالي مدينة الشامخة ظهر أمس شهيد الوطن محمد خلفان السيابي الذي فاز بالشهادة خلال أداء واجبه الوطني ضمن صفوف قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن الثلاثاء الماضي إلى مثواه الأخير ليوارى الثرى بمقابر بني ياس في أبوظبي.

وعبرت أسرة الشهيد عن فخرها باستشهاد ابنها الذي قدم روحه فداء الحق والواجب والعدل والسلام، ولنصرة أشقائنا في اليمن، مشيرة إلى أنه وسام فخر على صدورهم.

 وتفصيلاً، بدأت مراسم الدفن عقب صلاتي الظهر والجنازة في مسجد مقبرة بني ياس عند الساعة الثانية عشرة والربع بمشاركة جموع المعزين من أهالي الشامخة وبني ياس وأبوظبي حيث علت الأصوات بالتكبير والرضا بقضاء الله مرددين قوله تعالى«ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون».

 مصلون

 واكتظ مسجد مقبرة بني ياس بالمصلين والمشيعين الذين توافدوا من أبوظبي وكل مدن الدولة لأداء صلاة الجنازة وتقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد محمد السيابي، وقدمت «البيان» مواساتها في شهيد الوطن لذويه وأسرته عبر مشاركتها في مراسيم التشيع والصلاة والدفن وفي مجلس العزاء إذ بدا على الجميع الاحتساب لله والتماسك والصبر الممزوج بالفخر والاعتزاز.

 وقبيل صلاة الجنازة ألقى خطيب المسجد كلمة موجزة حول فضل الشهادة ومنزلة الشهداء عند الله وقال «إن شهداء الوطن بدمائهم الذكية وتضحياتهم العظيمة رفعوا الهامات والرؤوس عالياً، وسطروا أعظم ملحمة بطولية سيرويها التاريخ للأجيال المقبلة، وأن الله تعالى وعدهم بأحسن الجزاء قال تعالى (والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم، سيهديهم ويصلح بالهم، ويدخلهم الجنة عرفها لهم، يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة مئة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض» داعياً للشهيد أن يتقبله الله عز وجل شهيداً مخلصاً لقي ربه دفاعاً عن الوطن وأن يسكنه في جنة الخلد في أعلى عليين، وأن يمن على أهله وذويه بالصبر والسلوان.

 تضحية

 وقال مسلم سالم السيابي ملازم أول متقاعد «خال الشهيد» إن الشهيد محمد اليوم هو عريس الوطن، قدم روحه فداء لوطنه ودينه ونحن إنا كنا نحزن وعيوننا تدمع، فإننا سعداء بشهادته لأننا مسلمون نعلم مكانة ومنزلة الشهيد عند ربه، إننا على يقين بأنه حي يرزق في جنات النعيم.

 وأضاف: يكفي الشهيد فخراً أنه وضع فوق رؤوسنا جميعاً تاج الفخر والعزة لأنه قدم أعز ما يملك الإنسان وهي الروح فداء للوطن وكلنا فداء للوطن كل شيء يهون ويرخص في سبيل عزة الوطن، مشيراً إلى أنه خدم في القوات المسلحة لمدة 32 سنة ورغم كبر سنه فإنه على استعداد أن يلتحق بالقوات الإماراتية في اليمن وأن يقاتل وينال شرف الشهادة.

وعبر سعيد سالم السيابي «خال الشهيد» عن فخره واعتزازه بابن أخته الشهيد الذي استشهد دفاعاً عن الحق والعدل فأصبح حياً في قلب كل الإمارات.

وأشار إلى أن عائلة الشهيد محمد السيابي معظمها عائلة عسكرية قدمت الكثير للوطن وعلى استعداد لتقديم المزيد والمزيد، معبراً عن تقديره وشكره لقيادة الدولة الرشيدة وللقوات المسلحة التي بذلك جهود كبيرة في الوقوف بجانب أسرة الشهيد ومواساتها في كل المراحل.

 حق

 وعبر أحمد الشقيق الأكبر للشهيد عن فخره واعتزازه بأخيه الشهيد محمد الذي فاضت روحه دفاعاً عن الوطن وقال: إن الشهيد متزوج ولديه ستة أبناء بالترتيب أحمد 16 سنة ريم 15 سنة خليفة 12 سنة وشمسه 8 سنوات وسلمى 8 سنوات وعفراء شهرين لافتاً إلى أن الشهيد رأى ابنته الأخيرة مرة واحدة فقط.

 وقال خالد شقيق الشهيد إنه تلقى مكالمة من الشهيد بالانتظار في المطار يوم الأحد الماضي لاستقباله لقضاء إجازته مع أبنائه ولكنه لم يحضر في الموعد وبالاتصال به هاتفياً لمعرفة سبب تأخره لم يجب وتلقى شقيقه الآخر ضاحي السيابي والذي يصغر الشهيد بأربع سنوات مكالمة حزينة من أحد زملاء شقيقه صباح الثلاثاء الماضي يبلغه باستشهاد البطل دفاعاً عن الواجب والحق ونصرة الشرعية في اليمن.

 وقال أشقاء الشهيد وابن عمهم فهد السيابي إن الشهيد البالغ من العمر 35 عاماً برتبة رقيب أول بالقوات المسلحة التحق منذ صغره في مدرسة أبو عبيدة العسكرية بأبوظبي وعمره خمس سنوات لينضم بعد إنهائه المرحلة الثانوية بالقوات المسلحة ويتدرج في الرتب المختلفة وصولاً إلى الرتبة الحالية.

 وأشاروا إلى أن الشهيد كان يتسم بحسن الأخلاق والخصال الطيبة ويحظى باحترام كبير بين جميع أفراد العائلة والأصدقاء والأقارب وحتى الغرباء الذين يتعرفون عليه لأول مرة فالجميع كانوا يبالونه الحب والألفة.

 اعتزاز

 أعرب أشقاء الشهيد عن فخرهم واعتزازهم بشقيقهم لاستشهاده في معركة الشرف والنبل من أجل نصرة أشقائنا في اليمن وإعادة الشرعية في بلادهم وهذا شرف لا يضاهيــه شرف وهو سبقهم إلى الجنــة فــي أعــلى المراتــب.

 وأكدوا أنه إذا كان شقيقهم قد سبقهم في نيل الشهادة فإنهم على استعداد لإكمال مشواره في الدفاع والذود عن الوطن الغالي بأرواحهم التي تهون أمام ما يقدمه الوطن والقيادة الرشيدة لأبنائه المواطنين وإنهم يعاهدون الله على أن يظلوا أوفياء والدرع الواقي للوطن وتلبية نداء وأوامر القيادة من اجل استكمال ما قدمه شهــداء الواجــب الحــق.

 أبناء البطل لـ«البيان»: فخورون بتضحيات والدنا في سبيل الوطن

 عبر أحمد أكبر أبناء الشهيد محمد السيابي عن اعتزازه وفخره بوالده وقال منذ أن سمعت نبأ استشهاده وأنا أفخر بما قدم لوطنه، بينما قال خليفة الابن الوسط للشهيد إنه عندما سمع بوفاة والده توضأ وذهب إلى المسجد في مدينة الفلاح بالقرب من مسكنه ودعا لوالده بالرحمة والمغفرة وأن يجعل الجنة مثواه.

 وقال سعيد ناصر صديق وجار الشهيد محمد السيابي إن محمد كان مثالاً للخلق الرفيع والقدوة الحسنة لأخوته الستة وكان رحمه الله ملتزماً في عمله إلى أبعد الحدود وكان دائماً مستعداً لتلبية الواجب في أي وقت، لافتاً إلى أنه رافق الشهيد منذ المراهقة ولعبا معاً كرة القدم في نادي الوحدة ثم تقدم هو للقوات المسلحة.

 إخلاص

 من جانبه أكد رافد الحارثي صديق وجار الشهيد محمد السيابي أن الشهيد محمد رحمه الله كان قدوة حسنة للأسرة بسمو أخلاقه وأدبه وتدينه وإخلاصه في العمل، وجميع زملائه شهدوا بذلك كما شهدوا بأنه كان مثالاً في العمل بجد وإخلاص وأنه كان يحرص على أداء واجبه الوطني بتفانٍ وإخلاص وعلى استعداد دائم لتنفيذ ما يطلب منه من مهام، مشيراً إلى أن شهداء الوطن جميعاً كانوا أبطالًا وفخراً وعزاً لشعب الإمارات رفعوا رؤوسنا عالياً حين لبوا نداء الوطن وحين هانت عليهم الأنفس دفاعاً عن الحق والعدل، وأنهم تركوا صفحة ناصعة من التضحية والفداء والبطولة في تاريخ هذا الوطن العزيز، وإنا لنحتسبهم شهداء أبراراً عند ربهم يرزقون.

Email