جيشها مستمر بالحرب على الإرهاب في سيناء

مصر تحتفل بانتصارات 6 أكتوبر

■ السيسي وكبار رجال الدولة في الاحتفالية الفنية بمناسبة نصر أكتوبر | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

هنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المصريين بمناسبة ذكرى انتصارات 6 أكتوبر، ونشرت الصفحة الرسمية للرئيس عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» التهنئة، أمس، وجاء فيها «الرئيس عبد الفتاح السيسي يهنئ الشعب المصري بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر المجيد»، في وقت واصل الجيش المصري حربه على الإرهاب في سيناء.

واحتفلت مصر بالذكرى الـ42 لحرب أكتوبر المجيدة في حالة من الهدوء الأمني، برغم تخوّفات أطلقها البعض قبيل الذكرى من قيام الجماعات الإرهابية بمحاولات استغلال المناسبة لتنفيذ عمليات أو تنظيم فعاليات وتظاهرات لتعكير فرحة الشارع المصري.

كانت حالة من الهدوء والسيولة المرورية في جميع الطرق والميادين صاحبت توافد عدد من المواطنين على ضريح الرئيس الراحل محمد أنور السادات صاحب قرار حرب 6 أكتوبر 1973، بالمنصة في منطقة مدينة نصر بالقاهرة، تخليداً لذكراه وإحياءً لذكرى نصر أكتوبر، وذلك في حضور جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل التي وضعت الزهور على قبره وقرأت الفاتحة على روحه.

مقر مبارك

وتوجه عدد من مؤيدي الرئيس الأسبق حسني مبارك، قائد القوات الجوية خلال حرب أكتوبر، أمام مقر إقامته بمستشفى المعادي العسكري للاحتفال معه بالذكرى، تقديراً منهم للدور الذي قام به خلال الحرب، لا سيما أنهم يعتبرونه «صاحب الطلعة الجوية الأولى».

وكانت مصر احتفلت على مدى اليومين السابقين بالمناسبة، حيث بدأت مراسم الاحتفال الرسمي منذ الأحد، وزار الرئيس المصري قبر الجندي المجهول وقبري كل من الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، وشهد السيسي الاثنين احتفالات الكلية الحربية بالذكرى، وشارك مساء اليوم ذاته في الاحتفالية الفنية باستاد الدفاع الجوي بحضور عدد من رجال الدولة. وفي إطار احتفالات الدولة المصرية، أفرجت مصلحة السجون أمس عن 331 سجيناً، من بينهم 76 غارماً.

حرب سيناء

وبالتزامن مع ذكرى نصر أكتوبر، يواصل الجيش المصري حربه للعام الثاني على التوالي ضد التنظيمات المتطرفة التي تسعى لفرض سيطرتها على سيناء لإقامة ولاية «داعشية» على أراضيها. وبرغم أن موازين القوى تختلف بشكل كامل ما بين تلك الحربين، فإن صعوبة الحرب ضد الجماعات الإرهابية مقارنة بـ«الحرب النظامية» التي يكون أطرافها دولاً، قد أطالت من أمد معركة القوات المسلحة المصرية في سيناء ضد تلك الجماعات، لا سيما أن عناصر الجماعات يختبئون وسط الأهالي.

وعلى رأس الجماعة التي يواجهها الجيش في سيناء تنظيم أنصار بيت المقدس الذي أعلن منذ ما يقرب من عام بيعته للتنظيم الإرهابي الأخطر والأشهر خلال الفترة الأخيرة وهو «داعش»، وهي تلك البيعة التي حاولوا من خلالها الإيهام بأن قطاع سيناء أصبح تحت سيطرتهم من خلال إعلان تأسيس ولايتهم الوهمية «ولاية سيناء».

حرب واضحة

ووفقاً لما أوضحه الخبير الاستراتيجي المصري اللواء فريد حجاج، فإن الحرب مع إسرائيل كانت واضحة من حيث الأهداف والخطة المتبعة من قبل العدو، بينما تبقى التنظيمات الإرهابية هي أسوأ الظواهر السياسية والعسكرية، فالحرب التي تُخاض ضدها هي حرب عصابات، وهو من أصعب الأمور التي قد يواجهها جيش نظامي، مشيراً إلى أن الاحتلال سيئ بكل ظروفه وأشكاله مهما اختلفت المسميات، إلا أنها لا تقارن بسوء الجماعات التكفيرية.

وأوضح حجاج في حديث لـ«البيان» أن الدول عندما تغزو أراضي جيرانها تظل تحت رقابة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الكبرى، أما التنظيمات الإرهابية فليس هناك أي رقيب عليها، ولا تخضع لأي قوانين دولية، موضحاً أن هذه الجماعات في الأغلب تكون مدعومة سراً من أجهزة مخابرات دولية، لذلك فإن حرب الجيش المصري على جماعات التطرف الديني المسلّح تظل توازي حرب 6 أكتوبر من حيث الأهمية السياسية والعسكرية.

وبحسب ما أشار إليه مساعد وزير الدفاع الأسبق اللواء نبيل فؤاد لـ«البيان»، فإن العامل المشترك الوحيد بين حرب 6 أكتوبر 1973 والحرب الدائرة الآن في سيناء هو حفاظ القوات المسلحة على عهدها الذي قطعته على مدى التاريخ، بالحفاظ على سلامة الأراضي المصرية واستقلاليتها، وتحقيق سيادة الدولة على كامل أراضيها.

Email