الأحزاب المغربية تسخّن المنافسة الانتخابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام قليلة على انطلاق حملة الانتخابات الجماعية والجهوية بالمغرب قبل اقتراع يوم الجمعة المقبل، حيث احتدم الصراع الانتخابي في بعض المدن والجهات الكبرى، ووقعت بعض المناوشات بين مرشحين متنافسين، ويتربص كل مرشح بمنافسه بحثاً عن خرق أو سقطة يستغلها ليطعن بها أمام القضاء، فيما بدا المشهد خالياً من أي خطاب واضح غير النعوت والاتهامات المتبادلة.

بدأت الحملة الانتخابية، وانطلقت معها سهام الاتهام تضرب في كل الاتجاهات، وكل حزب يتهم الحزب المنافس بالتشويش عليه وإفساد نشاطاته. البداية كانت مع حزب العدالة والتنمية في مواجهة حليفه السابق في الحكومة ومعارضه الحالي حزب الاستقلال.

 فقد رفعت فئة عريضة في مدينة تازة - شرق المغرب تحت شعار «ارحل» في وجه رئيس الحكومة وزعيم حزب العدالة والتنمية الإسلامي عبد الإله بنكيران، مطالبة حزبه بالخروج من المدينة.

واتهم العدالة والتنمية من خلال موقعه الرسمي، حزب الاستقلال بتوظيف هؤلاء المحتجين لأجل مهاجمة عناصره، واصفاً من طالب برحيل بنكيران بـ«البلطجية»،

ورد بنكيران على من طالبوه بالرحيل قائلاً: «هذه هي الديمقراطية التي تريدها وتجسدها أخلاق بعض الأحزاب الفاسدة».

شباط يرد

وواصل حميد شباط زعيم حزب الاستقلال حملته ضد خصمه الأول حزب العدالة والتنمية، خلال تجمع خطابي نظم بمدينة فاس معقل أبرز قيادات الحزب، وطلب من بنكيران أن يحارب رموز الفساد في البلاد عوض تلك السياسة التي يحارب بها أبناء الشعب، وأضاف قائلاً: «رئيس الحكومة مجرد موظف بسيط، يخدم أجندة خصوم الشعب»، واتهم بنكيران باستغلال الأصوات والانقلاب على مطالب الشباب -يقصد حركة عشرين فبراير- لأجل الوصول إلى السلطة.

اعتداء جسدي

أما في شمال المغرب، فتبدو أن الحملة هناك باتت فيها المنافسة على صفيح ساخن، جعلت البعض يصل إلى حد الاعتداء الجسدي على المنافسين، فقد تعرض مدير الحملة لحزب العدالة والتنمية بتطوان -شمال- لجروح بالغة بالرأس إثر تعرضه للضرب والرشق بالحجارة من بعض مناصري حزب التجمع الوطني للأحرار.

بينما تغرق الأحزاب الكبيرة في بحر السب وتوجيه أصابع الاتهام بالبلطجة والفساد، تظهر أحزاب أخرى لتدعي أنها تعتمد على واقعية خطابها واعتدال أسلوبها مثل حزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري.

وأكد صلاح الدين مزوار زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار ووزير الخارجية الحالي، أن المغاربة يثقون في حزبه ويريدون الجدية لا التهريج، ولذلك فإن حزبه لا يدخل في المزايدات الفارغة، حسب تعبيره.

تلميحات مشفرة

كما ظهر الأمين العام الجديد لحزب الاتحاد الدستوري وعمدة مدينة الدار البيضاء الحالي محمد ساجد، ليصرّح أن حزبه يعتمد في حملته على التواصل المباشر مع المواطنين للإجابة عن سؤال «ماذا أنجزنا؟» ولن يلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي، في تلميح لحزب العدالة والتنمية، مضيفاً أن حزبه اختار لحملته شعار «ماذا أنجزتم؟».

Email