جدل بسبب استغلال الأطفال والنساء في انتخابات المغرب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مر أسبوع على انطلاق حملة الانتخابات الجهوية والمحلية في المغرب، وتزامن معها بروز بعض الظواهر القديمة والجديدة، أهمها التوظيف الكبير للنساء في حملة الانتخابات وتسهيل تقديم الرشى، وأيضاً استغلال الأطفال والقاصرين من قبل الأحزاب وتوظيفهم لأجل توزيع المنشورات.

وتشهد الانتخابات المغربية كل مرة ظاهرة مثيرة، وهي تجنيد النساء لقيادة الحملة الانتخابية بهدف التأثير وحشد الجماهير لكسب الأصوات، وخاصة في الأحياء الشعبية، حيث تجد نساء مؤثرات يتوفرن على شعبية كبيرة، يتهافت عليهن المنتخبون طلباً لخدمتهن.

شابة حسناء

وخلق حزب الاستقلال الحدث هذه المرة، حين ظهر أمينه العام حميد شباط رفقة شابة حسناء ترتدي فستاناً أحمر في إحدى ندوات الحزب، شغلت مواقع التواصل الاجتماعي وأغلب الصحف المغربية، حيث ظهرت في بعض الصور تارة تحمل رمز حزب الاستقلال «الميزان»، وتارة تشير بيدها إلى شعار الحزب، والصورة الأكثر شيوعاً والتي علق عليها الآلاف في مواقع التواصل الاجتماعي هي التي ظهر فيها شباط برفقة تلك الشابة الشقراء.

وذهب بعض النشطاء إلى حد وصف هذا الاستراتيجية التي نهجها بالتسويق السياسي، غير أن الفتاة صرحت لإحدى الصحف المحلية المغربية، بأنها ابنة الحزب وتحبه حتى النخاع. وأضاف قيادي في الحزب إنها ابنة عضو بارز ولم يوظف الحزب صورتها، واتضح بعد ذلك أنها مغنية.

توظيف الأطفال

نشطاء موقع التواصل الاجتماعي نشروا على نطاق واسع صوراً لأطفال يشاركون في الحملات الانتخابية، ويقومون بتوزيع منشورات بعض المرشحين، وهناك بعض المرشحين أيضاً ينشرون صور أطفالهم يحملون شعارات أحزابهم أو يلبسون قمصانها.

والمثير للاهتمام أن القانون المنظم للانتخابات تجاهل مطالب الجمعيات الحقوقية منذ سنوات بحماية الأطفال من الاستغلال في الانتخابات، حيث لا تتضمن مواد القانون الحالي ما يمنع الأطفال والقاصرين من المشاركة في الحملات الانتخابية، متجاهلاً الخطورة التي قد يواجهها هذا الطفل حين تقع بعض المناوشات كما العادة بين مناصري حزب ما ومنافسيهم من حزب آخر.

خديجة الرياضي الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، دعت إلى حماية الأطفال من الاستغلال السياسي، مشيرة إلى أن لجوء الأحزاب لتوظيف الأطفال في حملاتهم يدل على المستوى الرديء الذي وصل إليه المشهد السياسي في المغرب.

مواقع التواصل

يقول متابعون، إذا أردت أن تجد مكان الشباب المقاطع للانتخابات عليك البحث عنهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ولذلك فقد تميزت الحملة الانتخابية الحالية بتوجه كل الأحزاب إلى موقعي «فيسبوك» و«تويتر»، بهدف إنشاء صفحات لمرشحيهم ووكلاء اللوائح، لأجل إيصال برنامجهم الانتخابي إلى أكبر حزب في المغرب كما يصفونه «حزب الفيسبوك».

ولجأت الأحزاب إلى هذه الوسيلة لأجل التواصل مع فئة الشباب العريضة، خصوصاً هؤلاء المستائين من المشهد السياسي المغربي والذين فقدوا الثقة في الأحزاب، ونشر بعض المرشحين فيديوهات تعريفية ببرنامج أحزابهم، ورسائل دعائية وترويجية وبعض الشعارات الحماسية لاستمالة الشباب لأجل التصويت عليهم.

وهناك من بين الأحزاب، من اشترى حيزاً لإشهار شعار حزبه في أشهر المواقع الإلكترونية الإخبارية في المغرب، نظراً لآلاف الزوار الذي يتصفحون أقسام تلك المواقع يومياً، ومنهم من استعمل خدمة إشهار الصفحات المدفوع التي تقدمها إدارة فيسبوك لأجل ظهور المنشور أو الصفحة عند أكبر عدد من رواد الموقع.

Email