الديمقراطية المغربية تعلي من الثقافة التعددية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر المغرب من أبرز دول المنطقة التي عرفت كيف تدير الاختلاف، انسجاما مع ميزة التنوع والتعدد داخل الجسد المجتمعي، ويرى عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أحمد بوكوس، أن «المغرب تبنّى خياراً لا رجوع عنه لبناء الديمقراطية على أساس الاعتراف بالتعددية».

وأضاف «أن الدستور المغربي لعام 2011 فتح أبواباً غير مسبوقة للنهوض باللغتين العربية والأمازيغية وإرساء آليات التكامل بينهما، في إطار سياسة ثقافية ولغوية متوازنة ومنصفة».

في الأثناء، أعلن وزير الثقافة المغربي، محمد الأمين الصبيحي أن إطلاق ورش إعداد مشروع القانون التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية سيتم قبل نهاية العام الجاري، وذلك تطبيقا للمخطط التشريعي للحكومة.

وقال الصبيحي إن وزارة الثقافة، التي أسند لها المخطط التشريعي مهمة الإشراف على إعداد مشروع القانون التنظيمي المتعلق بهذا المجلس، أعدت خلال سنة 2013 ملفا بهذا الخصوص يتضمن عددا من الوثائق بمثابة أرضية لنقاش واسع مع الفعاليات الفنية والثقافية، من شأنه المساعدة على وضع مشروع القانون التنظيمي المذكور.

مضيفا أن الأمر يتعلق بوثيقة «التقارير القطاعية حول الحقل اللغوي والثقافي الوطني»، والتي تعد حصيلة عمل أنجزه فريق من الخبراء، وتتضمن مجموعة من التقارير القطاعية حول اللغات والثقافة بالمغرب، و«ورقة تقديمية» بشأن إحداث المجلس المذكور، تتضمن رؤية الوزارة وتصورها لأهدافه والمهام الموكولة له وكيفية سيره، وكذا مشروع ميثاق وطني للثقافة يدقق المبادئ والمرجعيات التي تؤطر الحقل الثقافي واللغوي.

محطة حاسمة

وكان رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران تعهد بإقرار قانون تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وقانون المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، في غضون الولاية التشريعية الحالية التي تنتهي في العام 2016، وفقا لما ينص عليه الدستور.

كما أعلن أن الحكومة تعمل في إطار لجنة علمية موسعة، على إعداد أرضية عمل لمشروع القانون التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، حيث تعمل القطاعات المعنية، وخاصة التربية الوطنية والاتصال والثقافة والعدل على اتخاذ مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى تكريس مكانة اللغة والثقافة الأمازيغية والنهوض بها.

وأكد أنه تم تعديل المرسوم المتعلق بإحداث «الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة» بهدف إدراج اللغة الأمازيغية ضمن اللغات المعتمدة للتباري للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، بعدما أضيفت جائزة الإنتاج الصحافي الأمازيغي وجائزة الإنتاج الصحافي الحساني.

 كما تم تعزيز حضور اللغة والثقافة الأمازيغية في وسائل الإعلام العمومية بمناسبة مراجعة دفاتر التحملات لقنوات القطب العمومي، وتم إحداث خدمة باللغة الأمازيغية بوكالة المغرب العربي للأنباء.

وأشار إلى أن الاعتراف باللغة الأمازيغية لغة رسمية بقدر ما يعتبر إنجازا مهما لجميع المغاربة بعدما ارتقى به الدستور إلى لغة وطنية، فهو يطرح تحديا قائما لنا جميعا على مستوى التنزيل.

Email