التعايش ترياق التقسيم فن التعايش

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيناريوهات قاتمة واجهت وتواجه بعض البلدان في الوقت الحالي، من بينها سيناريوهات «التقسيم»، التي تخيم على الوضع في «سوريا» على سبيل المثال، وهو تقسيم طائفي، نتج في الأساس عن غياب ثقافة الاختلاف والتعايش السلمي، وهي ذلك الغياب الذي تسبب ويتسبب أيضا في صراعات داخلية في عديد من البلدان والمجتمعات، تصل إلى حد المواجهات المسلحة.

ويعتبر فن التعايش السلمي وتقبل الآخر ممرا للهروب من كل تلك السيناريوهات القاتمة التي تمزق شمل الأمم، ومن ثم اهتمت الأديان السماوية بذلك الفن، الذي ينشر روح السماحة والتسامح، بما يقي الأمة من أخطار التمزق والتشتت على أسس طائفية.

ورأت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس الدكتورة حنان سالم أن المجتمعات العربية بشكل عام لم تستطع فهم أو تبني ثقافة الاختلاف، فالكثير من البلدان العربية مزقته الصراعات الأهلية بسبب عدم تقبل اختلاف الآخر سواء كان عرقياً أو دينياً أو سياسياً، وكذلك فإن المجتمع المصري لا زالت قطاعات كبيرة منه لا تقبل الآخر وخاصة القطاعات محدودة التعليم والثقافة، موضحة أن تقبل الآخر هو السبيل الوحيد لإنقاذ المجتمعات العربية وفي القلب منها المجتمع المصري من كل التوقعات المظلمة أو السيناريوهات المؤسفة المتوقعة.

ظاهرة صحية

وأكد أستاذ الاجتماع بجامعة الإسكندرية الدكتور علي الجلبي أن الاختلافات الفكرية ظاهرة صحية تثري العقل البشري وتوسع آفاقه ومداركه، فالتعرف على وجهات نظر مختلفة حول الموضوع الواحد يحفز العقل البشري للتفكير والإبداع بشكل أكبر، بل إنها تؤثر على تكوين شخصيته.

بحيث لا يميل للتطرف وعنده قدرة كبيرة في استيعاب الآخر وتفهم مواقفه وآرائه متابعاً أنه على النقيض فإن سيادة وجهة النظر الواحدة والرأي الواحد والصوت الواحد يعمل على ما يشبه التصفية العقلية للمجتمع، حيث يتحول المجتمع إلى حاضنة للسلوكيات العنيفة تجاه كل من يحاول الخروج عن المألوف، مما يدفع المجتمع إلى الانهيار وهو ما حدث بالفعل مع المجتمعات التي انتهجت منهج «الصوت الواحد».

Email