عودة الحوار الاستراتيجي أذاب جليداً عمره سنوات

مصر وأميركا ودٌ وتقارب بعد طول جفاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقب انقطاع دام سنوات، شهدت القاهرة جلسات الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة الأميركية، في خطوة عدها مراقبون خير شاهد وبشكل لا لبس فيه أن هناك تطورات طرأت على علاقات البلدين بعد فتور وتوتر بلغ ذروته عقب سقوط حكم جماعة الإخوان، ما يثير التساؤلات حول مستقبل العلاقات في ضوء هذه الخطوة.

تدشين صفحة

وشدّد خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام الاستراتيجي د. سعيد اللاوندي، على أن «اجتماعات سامح شكري مع نظيره الاميركي تشير إلى أن الحوار الاستراتيجي بين واشنطن والقاهرة يكاد يكون تدشينًا لصفحة جديدة من العلاقات المتوازنة عقب فترة من التوتر»، مشيرًا إلى أن «العلاقات ستكون أفضل عما كانت عليه، وإن كانت لن ترقى إلى الصورة التي كانت عليها قبيل خمس سنوات، لاسيما في ظل سياسة التناقض التي تنتهجها إدارة أوباما».

وأضاف اللاوندي في تصريحات لـ«البيان»، أن «أسباب ودوافع واشنطن لإعادة الحوار الاستراتيجي مع مصر متعددة، حيث شعرت بأنها في عزلة عن المجتمع الدولي، لاسيما عقب ذلك الاختراق الذي قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي لدول أوروبا وآسيا دون إبداء أي عداء للولايات المتحدة، على العكس كان الرئيس المصري دومًا ما يصف العلاقات بالاستراتيجية، فضلًا عن إدراك واشنطن لذلك الدور المصري الحيوي في كافة ملفات المنطقة».

ورقة بلا قيمة

بدوره، أكد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية د.يسري العزباوي، أن «العلاقات المصرية الأميركية استراتيجية طالما مرت بمراحل شد وجذب، لكنها كانت تتميز بكثير من الإيجابية، لاسيما وأن مصر تعد أحد الحلفاء المهمين للولايات المتحدة»، مشيرًا إلى وجود جدية من جانب واشنطن في تحسين علاقاتها مع النظام السياسي الجديد في مصر عقب إدراكهم أن جماعة الإخوان أصبحت ورقة بلا قيمة، ما ينبئ بأن تشهد العلاقات بين الدولتين طفرة نوعية في المستقبل القريب عقب فترة من التوتر».

وأضاف العزباوي في تصريحات لـ«البيان»، أن «الحوار الاستراتيجي يعود لبحث عدد من القضايا الملحة والمتعلقة بالإرهاب والأزمات التي تمر بها دول المنطقة، فضلًا عن مناقشة الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمته دول الغرب مؤخرًا مع إيران»، مضيفًا أن «الأجندة الأميركية ستناقش ملف حقوق الإنسان في مصر ضمن مطالب التحول الديمقراطي، وهي الأجندة التي تعتبر جزءًا من الاستراتيجية السياسية الأميركية».

نجاح

رأى مراقبون، أن «الخطوات التي تتم على صعيد العلاقات المصرية الأميركية من عودة الحوار الاستراتيجي، وتسليم واشنطن مصر طائرات «F16»، إنما هو نجاح يحسب للإدارة المصرية والتحركات الخارجية للدبلوماسية من تصحيح لصورة الأوضاع في مصر، وفتح آفاق جديدة لبناء علاقات دولية متوازنة مع الجميع لإنهاء فكرة التبعية السياسية لأية دولة». وأضاف المراقبون أن «وجود مصر الفعال في المنطقة وضع واشنطن أمام خيار وحيد لا بديل عنه ودفعها للاستغناء عن موقفها العدائي وخطب ود مصر من جديد».

Email