القاهرة تنفي عزمها ترفيع التمثيل الدبلوماسي مع طهران

عُمان ومصر تتبنيان نبذ الانقسامات المذهبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت سلطنة عمان ومصر، في فاتحة مباحثات بدأت في القاهرة أمس، إلى الحفاظ على الهوية العربية والابتعاد عن الانقسامات المذهبية والدينية والعرقية، وشددتا على ضرورة الإسراع في تشكيل القوة العربية المشتركة، وتغليب المصالح بين الدول العربية، واعتماد الحل السياسي للمشكلات في ما بينها، في وقت نفت فيه القاهرة بشدة أن تكون تسعى لترفيع تمثيلها الديبلوماسي لدى طهران، مشددة على أن كل ما يمس أمن منطقة الخليج يمس أمنها القومي بشكل مباشر، وأكدت القاهرة مقدرتها التامة على حماية قناة السويس من أي مخاطر.

وعقدت ظهر أمس جلسة مباحثات رسمية مصرية عمانية، مثّل فيها الجانب المصري وزير الخارجية سامح شكري، فيما مثل الجانب العماني الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بالسلطنة يوسف بن علوي بن عبد الله الذي وصل إلى القاهرة في زيارة تستغرق يومين على رأس وفد عال.

وأكد يوسف بن علوي بن عبد الله أن السلطنة تعوّل كثيراً على أن تتمكن الدول العربية من إنشاء القوة العربية المشتركة للضرورات القائمة في الوقت الحالي. وأضاف أنه من واجب الدول أن تكون العلاقات في ما بينها طيبة وإيجابية، وتتسم بالمصالح المشتركة، ولا تكون على حساب طرف دون الآخر.

وقال في مؤتمر صحفي مشترك عقده بالقاهرة مع سامح شكري وزير الخارجية المصري إن السلطنة لديها علاقات طيبة وعلاقات حسن جوار مع جميع الدول، مؤكداً أن هذه هي سمة العلاقات العمانية مع جميع الدول.

وشدد على أهمية الحل السياسي للمشكلات في العالم العربي، مؤكداً أن العنف والقوة لا ينفعان في شيء، ومشيراً إلى التنسيق مع مصر في شأن التحديات في المنطقة، ومؤكداً أهمية التعاون العربي في ما يخص القضايا العربية المعقدة.

من جانبه، نفى وزير الخارجية المصري عزم بلاده رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى سفارة، وقال: «العلاقات بيننا كما هي عليه، وليس هناك تطور يؤدي إلى تغيير الموقف الحالي».

وأكد أن مصر دولة تلتزم بالقواعد الحاكمة للعلاقات الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وضرورة الاحترام المتبادل، والعمل على تحقيق السلم والاستقرار لجميع دول المنطقة، مشيراً إلى أن مصر تعمل على تحقيق استقرار المنطقة، والحفاظ على الأمن القومي العربي.

أمن الخليج من أمن مصر

وشدد في هذا الصدد على أن كل ما يمس أمن منطقة الخليج يمس الأمن القومى المباشر لمصر، مؤكداً وحدة المصير المشترك الذي يربط مصر بأشقائها في الخليج، وقال: «نتشاور دائماً وننسق مع الأشقاء العرب لمنع أي نوع من التدخل في شؤونهم الداخلية، والحفاظ على مصالحنا المشتركة وعدم المساس بمصالحنا، والعمل بكل الأساليب لمنع ذلك». وأوضح شكري أن القوة العربية المشتركة يمكن لكل دولة أن تسهم فيها، وهو عمل طوعي، وليس موجهاً إلى أي طرف، وإنما للدفاع عن المصلحة العربية المشتركة.

وقال إن مباحثاته مع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان تناولت الأوضاع في سوريا وليبيا وتبادل وجهات النظر حول أهمية استمرار التشاور الوثيق بين البلدين، لإيجاد حلول مناسبة لهذه القضايا، بما يحفظ الأمن القومي العربي.

من جانبه، قال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الخارجية المصرية، في بيان له، إن الوزيرين ابن علوي وشكري تناولا خلال جلسة المباحثات تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تفعيلها وتعميقها في مختلف المجالات، بما يتناسب مع مكانة البلدين ووشائج العلاقات بينهما، ويحقق مصالح الشعبين.

مقدرة وتعويل

وكان سامح شكري عقد لقاءً مع مراسلي الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية في القاهرة، مستعرضاً عملية التحديث الشاملة التي تشهدها مصر في الفترة الأخيرة، وفي رده على سؤال عن تأمين قناة السويس الجديدة من الهجمات الإرهابية، أكد قدرة مصر على حماية القناة وتأمين الملاحة فيها، مشيراً إلى ثقة المجتمع الدولي بهذه القدرة، كما أشار إلى أنه من المتوقع مشاركة دولية في احتفالية افتتاح القناة.

اتفاق ليبيا

بحث وزير الخارجية المصري مع نظيره الليبي محمد الدايري تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، في أعقاب التوقيع علي اتفاق الصخيرات. وأكد شكري، بحسب بيان صحفي للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، أهمية توقيع باقي الأطراف الليبية المعنية علي الاتفاق، بما يؤسس نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مكافحة الإرهاب، وبناء مؤسسات الدولة الليبية، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي إلى بناء دولة ديمقراطية حديثة.

Email