أمن وحياة عادية بأول يوم طوارئ في تونس

■ وصول جثمان أحد ضحايا هجوم سوسة أمس إلى بريطانيا | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدت شوارع العاصمة التونسية قليلة الحركة أمس الأحد إثر إعلان حالة الطوارئ في البلاد السبت في خطوة تهدف إلى تعزيز جهود الأمن والجيش في مكافحة الإرهاب المتصاعد. وأعلن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي حالة الطوارئ في البلاد على امتداد شهر بعد أيام من الهجوم على نزل «ريو إمبريال مرحبا» والذي أوقع 38 قتيلاً من السياح في حصيلة غير مسبوقة في تاريخ العمليات الإرهابية التي شهدتها تونس.

وفور الإعلان عن القرار كثفت دوريات أمنية حضورها وسط الشوارع وقرب التجمعات إذ أقبل الناس كعادتهم على المساحات العامة الخضراء ليلا هربا من الحر. وفي وسط العاصمة كانت الشوارع شبه خالية نهارا اليوم بينما تواجدت الشرطة في أغلب مفترقات الطرق.

وفي شارع الحبيب بورقيبة أحاط الأمن مقر وزارة الداخلية بسياج شائك وحواجز حديدية في حين تمركزت سيارات أمنية على طول الجادة الوسطى للشارع. وعلى بعد 200 متر تقريبا من مقر وزارة الداخلية وقف جنود يحرسون مقر السفارة الفرنسية المحاطة بسياج شائك وسواتر رملية وإلى جانبها تمركزت شاحنة عسكرية.

حياة عادية

ومع أن اليوم الأول الموالي لإعلان الطوارئ يوافق يوم راحة بتونس فإن الحياة اليومية تسير بشكل عادي. وفي أحواز العاصمة وكما في سائر أيام شهر رمضان اكتظت الأسواق والمساحات الكبرى بالناس. وعمليا يهدف الإعلان عن الطوارئ إلى عدم تشتيت جهود الأمن والجيش في التصدي إلى القلاقل الاجتماعية والاحتجاجات العمالية المتواترة والتفرغ كليا إلى مكافحة الإرهاب.

وبموجب القانون يمكن للسلطة في حالة الطوارئ تقييد حركة الأشخاص وحظر التجمعات والاحتجاجات والإضرابات.

كما يسمح القانون الصادر عام 1978 بضمان مراقبة الصحافة وكل أنواع المنشورات وكذلك البث الإذاعي والعروض السينمائية والمسرحية.

قلق وتحفّظات

ويثير الإجراء قلقاً وتحفظاً لدى عدد من الأحزاب والمنظمات مع أنها ليست المرة الأولى التي تعلن فيها تونس حالة الطوارئ إذ كانت آخرها عام 2011 خلال أحداث الثورة واستمر حتى آذار/مارس عام 2014.

وقال المحلل السياسي نور الدين المباركي «قبل 2014 كانت الأوضاع تسير بشكل عادي في ظل حالة الطوارئ المعلنة، حتى الحركات الاحتجاجية وتعاطي المجتمع المدني والأحزاب كان يسير بشكل عادي». وأضاف المباركي: «حالة الطوارئ كانت معلنة نظريا لكن على الأرض لم يكن هناك طوارئ». وفي دلالة على دقة الوضع في هذه المرحلة، حذر السبسي من انهيار الدولة في حال تكرر هجوم سوسة.

يذكر أن هجوم سوسة هو الثاني من نوعه خلال أشهر قليلة بعد العملية الإرهابية بمتحف باردو بالعاصمة في مارس الماضي والذي أودى بحياة 21 زائرا من السياح وعنصر أمني. وقال السبسي: «تونس تواجه خطرا داهما وقواتنا في حالة استنفار في كامل البلاد"، داعيا إلى تعبئة شعبية لمواجهة مخاطر الإرهاب.

فض اعتصام

وفي أول اختبار لإنفاذ القانون، فضت قوات الأمن أمس في مدينة قابس في الجنوب بالقوة اعتصاماً لعدد من المعطلين عن العمل قرب المنطقة الصناعية منذ أكثر من شهر وكانوا تسببوا في تعطيل وصول شحنات الفوسفات من الحوض المنجمي إلى المجمع الكيميائي بالجهة وقطعوا السكك الحديدية. وقال المباركي: «اليوم الوضع مختلف لحالة الطوارئ بسبب ملف الإرهاب وبسبب الوضع الاقتصادي الدقيق».

وأصاب هجوم سوسة القطاع السياحي الذي يعمل به 400 ألف شخص ويسهم بـ7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، في مقتل حيث عاد الآلاف من السياح إلى بلدانهم بينما سجلت الحجوزات في الفنادق هبوطا حاداً.

وعطلت الهجمات الإرهابية والتوتر الاجتماعي الانطلاق في الإصلاحات الاقتصادية التي تعهدت بها الحكومة لدى صندوق النقد الدولي، فيما لا تبدو أيضا التوقعات جيدة للنمو هذا العام إذ لن تتعدى نسبته ما بين 2 إلى 3 بالمئة.

إرهابي سوسة

أعلن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد في مقابلة مع صحيفة لا بريس، ان منفذ الهجوم الدامي ضد سياح على شاطئ احد فنادق سوسة في 26 يونيو، سيف الدين الرزقي عمل في قطاع السياحة.

وأكدت والدة الرزقي راضية المناعي ان ابنها كان «ضحية» الاشخاص الذين «خدروه» وأخضعوه لعملية «غسيل دماغ».

واضافت «ابني كان يحب الموسيقى.. لقد خدروه وغسلوا دماغه ليفعل هذا الشر». تونس - أ.ف.ب

Email