تعزيزات للسيطرة على معسكر العند لقطع إمدادت الانقلابيين عن عدن ولحج

مقتل عشرات الحوثيين بضربات المقاومة والتحالف

طفلة تنتظر تعبئة مياه شرب وسط أزمة خلفها قطع الانقلابيين المياه عن صنعاء | اي.بي.ايه

ت + ت - الحجم الطبيعي

قتل عشرات الحوثيين وعناصر القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أمس خلال معارك مع المقاومة الشعبية في مناطق متفرقة من أنحاء اليمن، فضلاً عن غارات لطيران التحالف العربي الحربي، في وقتٍ تستعد المقاومة لمعركة حاسمة للسيطرة على معسكر العند بهدف قطع إمدادات المتمردين عن محافظتي عدن ولحج.

وأفادت مصادر يمنية في تعز أمس بمقتل مدنيين وإصابة العشرات بقصف للحوثيين وقوات صالح على الأحياء السكنية. وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين قصفوا منطقة البساتين وجبل جرة وحي الروضة بصواريخ الكاتيوشا. وقال مصدر طبي إن كل القتلى والجرحى من النساء والأطفال وكبار السن، مؤكدا وجود إصابات في حالة خطيرة، نتيجة الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون في قصف المدنيين.

وفي عدن، اندلعت اشتباكات بين مقاتلي المقاومة الشعبية من جهة، والحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى. وقال شهود عيان إن تعزيزات للمقاومة الشعبية وصلت إلى جبهة بئر احمد تصدت للحوثيين في الجهة الغربية من المنطقة. وأكد مسؤول حكومي أن الانقلابيين قصفوا بصواريخ الكاتيوشا مناطق سكنية في المنصورة وبئر فضل وحي الإنشاءات، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين. وأضاف إن قذائف استهدفت روضة أطفال في حي الإنشاءات، حيث يتخذ النازحون ملاذا لهم، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص من بينهم طفل.

وفي لحج، قتل 19 من المتمردين وقوات صالح باشتباكات مسلحة مع المقاومة الشعبية في مناطق متفرقة بالمحافظة. وللمرة الأولى، قصفت ميليشيات الحوثي مدينة الحبيلين في محافظة لحج وهي كبرى مدن ردفان وتخضع لسيطرة المقاومة. كما ذكرت مصادر أن هجوما مباغتا شنه مسلحو المقاومة على تجمع للحوثيين في منطقة الوهط أسفر عن سقوط 11 قتيلا وعدد من الجرحى.

معسكر العند

وبالتوازي، تستعد المقاومة في مناطق يافع وردفان لمعركة حاسمة للسيطرة على معسكر العند أحد اهم المعسكرات التي يسيطر عليها الانقلابيون ولقطع الإمداد الحوثي عن محافظتي عدن ولحج. وبدأت قيادات ميدانية في جبهة بلة العند بالتنسيق مع قيادات الحراك وزعماء القبائل بهدف استقطاب المقاتلين وجمع التبرعات لتعزيز الجبهة استعداداً لهجوم محتمل تشنه المقاومة على معسكر العند، وسط تعزيزات حوثية مضادة. وهاجمت المقاومة مواقع ميليشيات الحوثي بالقرب من مثلث العند وتمكنت من السيطرة على ستة مواقع مهمة بعد أن كبدت الميليشيات خسائر في الأرواح والعتاد.

ويعول أبناء الجنوب على معركة العند لحسم معركة عدن، كون المعسكر يعد من اهم المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون، ويعززون منها كافة الجبهات في عدن ولحج، بالإضافة إلى ان سيطرة المقاومة على »العند« يعني قطع الامدادات القادمة من محافظة تعز باتجاه عدن بشكل كلي. وأشارت مصادر إلى أن مواجهات عنيفة اندلعت في منطقة بلة المطلة على قاعدة العند الجوية بين المقاومة والحوثيين، حيث تمكنت المقاومة من استعادة موقعين في المنطقة، ما أسفر عن سقوط ثمانية قتلى وعدد من الجرحى في صفوف الحوثيين وصالح.

غارات التحالف

إلى ذلك، استهدف طيران التحالف العربي الحربي تجمعات وآليات عسكرية للحوثيين وقوات صالح في مناطق مختلفة. وأفادت مصادر ميدانية بسقوط 39 مسلحاً من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في غارة لقوات التحالف استهدفت تجمعا لهم في مزرعة السقاف القريبة من منطقة بئر أحمد شمال عدن. وشهدت منطقة حرض في محافظة حجة قصفاً لأهداف حوثية، في وقت شنت المقاتلات غارات على منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوف الانقلابيين في تلك المناطق.

 

المبعوث الأممي: نسعى إلى هدنة بأسرع وقت

أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد، أمس من صنعاء، سعيه إلى إقرار هدنة إنسانية بأسرع وقت.

ووصل المبعوث الأممي إلى صنعاء أمس في زيارة هي الثالثة له في مسعى جديد للتوصل إلى هدنة إنسانية خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر رمضان، ما يسمح بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين. وقال المبعوث الأممي: »نحن نكثف جهودنا من أجل التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة التي أصبحت اليوم كارثية بالنسبة الى الشعب اليمني«. وأضاف في تصريح مقتضب في مطار صنعاء: »نبحث في التوصل إلى هدنة إنسانية في أسرع وقت ممكن وتكثيف الجهود للتوصل إلى حل سلمي دائم ويسمح بالرجوع الى طاولة الحوار«. قائلاً إن برفقته فريقاً إنسانياً تابعاً للأمم المتحدة برئاسة المنسق الاقليمي للقضايا الإنسانية.

وبعد انتهاكات ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح للهدنة السابقة، التي لم تستمر أكثر من خمسة أيام، أعلن ولد الشيخ أحمد عن ضمانات للالتزام بالهدنة الجديدة في حال تم إقرارها. وأشارت مصادر إلى أن ولد الشيخ أحمد »يبدو أكثر تفاؤلاً هذه المرة في إقرار الهدنة خاصة بعد لقائه في مسقط بممثلين عن ميليشيات الحوثي لمناقشة المقترح وأساسيات الهدنة وآلية توزيع المساعدات الإنسانية«.

وأضافت أنه »يبدو أن ضغوطاً دولية وأممية تبذل للتوصل إلى الهدنة خلال ما تبقى من شهر رمضان وأثناء عيد الفطر، وإن كانت الحكومة اليمنية تشترط انسحاب الميليشيات من المدن والمحافظات قبل الموافقة على أي هدنة إنسانية، حيث طالبت واشنطن بهدنة تسمح بوصول المساعدات والأدوية«. وفشلت محادثات السلام في جنيف الشهر الماضي بين وفد الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين.

وأعلنت الأمم المتحدة الأربعاء الماضي الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الانسانية، وهي الأعلى، في اليمن حيث بات أكثر من 21,1 مليون يمني يمثلون 80 في المئة من السكان بحاجة الى مساعدة إنسانية، ويعاني 13 مليونا منهم من نقص غذائي و9,4 ملايين من شح المياه.

 

منع

أفاد شهود أن الانقلابيين منعوا المدنيين من الدخول والخروج عند مداخل عدن الثلاثة، كما صادروا مركبات وشاحنات محملة بالبضائع والخضروات حاولت الدخول إلى المدينة عن طريق التهريب وفي طرق صحراوية وعرة.

Email