الحوار مع إيران بشأن الجزر المحتلة لم يتوقف يوماً

النعيمي: »التعاون الخليجي« وصل مرحلة الإشباع

ت + ت - الحجم الطبيعي

شدّد وزير الخارجية الإماراتي السابق راشد بن عبدالله النعيمي على أنّ »الحوار مع إيران بشأن الجزر المحتلّة لم يتوقّف يوماً«، لافتاً إلى أنّ »القضيّة تثار في كل لقاءات مسؤولي البلدين، إلّا أنّ رفض طهران الاعتراف باحتلالها الجزر الثلاث، كان يؤدّي إلى وقوع صدام سياسي في كل المحافل الدولية، لاسيّما في الأمم المتحدة«.

وأكّد النعيمي أنّ »مؤسّس دولة الإمارات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد أراد مشاركة إخوانه القادة الخليجيين تجربة التعاون، جنباً إلى جنب مع المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي كان يريد تعاوناً اقتصادياً باعتبار أنّ الكويت كانت تمر بطفرة وكان أمامها من التحدّيات ما لا يمكنها مواجهتها منفردة، فيما سلطنة عمان ترغب في تعاون أمني«، لافتاً إلى أن التعاون الخليجي وصل مرحلة الإشباع.

وأبان وزير الخارجية الإماراتي السابق في إفاداته لبرنامج »الذاكرة السياسية« على قناة العربية، أنّ »الكل شارك في وضع أسس مجلس التعاون بدءاً من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد والمغفور له بإن الله الشيخ جابر الأحمد الصباح..

والسعودية التي كانت حاضنة دول المجلس ولها بصمتها الواضحة في تأسيس وتثبيت »التعاون«، لافتاً إلى أنّ »أولويات المجلس آنذاك التعاون في مجالي الأمن والاقتصاد، إذ وقعت اتفاقية اقتصادية بعد ساعات من توقيع ميثاق مجلس التعاون بما مهّد لتطويرها فيما بعد باتفاقات أخرى«.

إشباع

وأوضح النعيمي أنّ »التعاون بين دول الخليج وصل مرحلة الإشباع والعمل الآن جارٍ من أجل الاتحاد، مشيراً إلى أنّ لجان المجلس حالياً منشغلة بتأسيس الاتحاد«..

مبيّناً أنّ »اليمن يحتاج إلى دعم في الرعاية وتشكيل المؤسّسات والتعليم قبل البحث في أمر ضمّه إلى التعاون«. وبخصوص دمج اليمن في دول مجلس التعاون أوضح النعيمي أن اليمن يحتاج إلى دعم في الرعاية وتشكيل المؤسّسات والتعليم قبل البحث في ضمه إلى مجلس التعاون.

مبدأ خفي

وتطرّق الوزير الإماراتي السابق في إفاداته إلى الثورة الإيرانية 1979، مبيّناً أنّ »الإمارات تعاملت معها بروح الأخوة وحسن الجوار«، مبيّناً أنّ »الدولة أخذت مبدأ الحيطة والحذر اللازمين، عند شعورها أنّ الإيرانيين بدؤوا انتهاج طريق تصدير الثورة والتدخّل في الشؤون الداخلية لدول الجوار«، مضيفاً: »وعندما بدأنا حواراً معهم شعرنا بأنّ قضيّة تصدير الثورة مبدأ مخفي يعملون سرّاً على تنفيذه«.

وبشأن الحرب بين العراق وإيران 1980-1988، قال النعيمي إنّ »الإيرانيين كانوا يعتقدون قدرتهم على التغيير وتصدير الثورة، بينما العراقيون لا يقبلون آنذاك مبدأ الأخذ والعطاء، الأمر الذي أدى إلى وقوع مناوشات غير عقلانية بين الطرفين على حدودهما، لافتاً إلى أنّ »طهران كانت تؤمن بأنّ مدها الثوري يجب أن يبدأ من العراق استناداً إلى معطيات الأماكن المقدسة الموجودة فيه ومكوّنات شعبه«.

وأضاف الوزير الأسبق أنّ »العراقيين كان لديهم يقين بفشل الثورة الإيرانية وهشاشتها، مستندين إلى حل الجيش »جيش الشاه«، ما يعني أنّ الفرصة مواتية للقضاء على الثورة«، مردفاً: »كلا الطرفين لم يكن لديه تقييم واقعي لقوّة الآخر«.

موقف داعم

وكشف النعيمي عن أنّ الإمارات تحركت بالتنسيق مع أشقائها الخليجيين لوقف الحرب بين العراق وإيران، موضحاً أنّ »موقف الإمارات كان مع موقف جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي الداعم لبغداد«.

مضيفاً: »عرضنا على إيران وقف إطلاق النار في 1983 بعدما زرنا طهران ووقفنا على إحدى المقابر التي تضم مئات آلاف القتلى الإيرانيين جراء الحرب، كما زرنا بغداد وحاولنا بحث سبل إطلاق النار غير أنّ الطرفين كانا مصرين على سياستهما العدائية وعدم الاستجابة، وكل طرف يطالب الطرف الآخر ببدء تنفيذ وقف إطلاق النار«.

تجرّع سم

ولفت وزير الخارجية الإماراتي السابق، إلى أنّ »طرفي الحرب لم يكن لديهما استعداد للسلام ما أدى إلى استمرار النزاع ثماني سنوات، حتى تدخّل مجلس الأمن الدولي وسلّم كلا الطرفين قرار وقف إطلاق النار اللذين قبلا به على مضض«، مردفاً:» الخميني قال: كأني اتجرّع السم، والعراقيون بقوا على عدائهم ليس لإيران بل لدول الخليج والعالم«..

مضيفاً إنّ »القرار الأممي كان يتضمّن بنداً عن أمن الخليج«. وحول إرهاصات حرب الخليج الثانية، نوّه النعيمي بأنّ »الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان يريد من دول الخليج الوقوف في صفّه كلياً عبر قطع العلاقات مع إيران، والخليجيون لم يكن باستطاعتهم خوض حربه«.

الشهيد سيف غباش ترعرع على حب العرب

قال وزير الخارجية السابق راشد عبدالله النعيمي إنّ الشهيد سيف سعيد غباش وزير الدولة للشؤون الخارجية، والذي قتل في العام 1977 في مطار أبوظبي أثناء محاولة لاغتيال وزير الخارجية السوري عبدالحليم خدّام، ترعرع على حب العرب، وأعطى الكثير لمصلحة القضية الفلسطينية والأمة العربية، مشيراً إلى أنّ »اغتياله كان خسارة كبيرة لشعب الإمارات«.

ولفت النعيمي إلى أنّ »مرتكبي الجريمة برروا فعلتهم بأنّ الشهيد غباش قتل عن طريق الخطأ، وأنّ المقصود كان وزير الخارجية السوري عبدالحليم خدّام«، مبيّناً أنّ »الفاعلين كثيرون آنذاك لم يكن جهة واحدة فقط، إذ كانت الأوراق مخلوطة بعضها عربي وبعضها فلسطيني وبعضها مأجور، مردفاً:

»أبو نضال في ذاك الوقت كان من ضمن هذه المجموعة التي كانت تتبنّى مثل هذه الأشياء يأتون تحت ظل القضية الفلسطينية والمقاومة وتتبناهم بعض أجهزة المخابرات تدعمهم وتدربهم وتسخرهم لخدمة مصالحها«.

وكشف النعيمي أنّه »وفي ذاك الوقت كانت هناك خلافات سورية عراقية أو خلافات في الإطار الفلسطيني توحي بأنّ هذا التبرير والتفسير ممكن«، مميطاً اللثام عن تعرّض عدد من المسؤولين لمحاولات الاغتيال وأنّ بعضهم أصيب وتأثّر بعضهم أصيب في روما بطلقين ناريين، مضيفاً: »تعرّضنا في ذاك الوقت ونحن لسنا طرفاً لا في خلاف عربي ولا في خلاف فلسطيني والهدف الابتزاز والتخويف«.

وبشأن أسس السياسة الخارجية حينها، أكّد النعيمي أنّ »المغفور له بإذن الله الشيخ زايد كان واعياً وذا رؤية مستقبلية وصاحب قيم ومبادئ للسياسة الخارجية تؤسّس لعمل سلمي قائم على التعاون«، مردفاً: »كنا نرى أنفسنا كباراً ونتعامل مع الدولة بندية لأنّ لدينا ثقة في أنفسنا وعملنا وفي شعبنا وفي مكانتنا«. وأضاف: »الآن لنا في كل بقعة على الأرض عمل طيب وسمعة طيّبة. مؤسّسو الاتحاد قاموا بزرع بذرة الخير لتثمر في الداخل والخارج«.

Email