خلافات في معسكر الانقلابيين.. وولد سالم يدعو إلى إحياء المفاوضات

الحكومة اليمنية تنتقد حوار أميركا والحوثيين

■ مقاتل من المقاومة اليمنية يستعد لإطلاق قذيفة على مواقع الانقلابيين في مأرب | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتقدت الحكومة اليمنية الحوار بين الولايات المتحدة والحوثيين في سلطنة عمان باعتباره «لن يحقق الاستقرار في اليمن»، مؤكدة أن النتائج لا تعنيها وغير ملزمة لها، في وقت نفى الحوثيون أن تكون المحادثات في عُمان مع مسؤولين أميركيين وسط توتر بين جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح تزامناً مع بدء المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد جهوده في اليمن لإطلاق محادثات سياسية.

وأعلنت الحكومة اليمنية أن الحوار بين الولايات المتحدة والحوثيين في سلطنة عمان باعتباره لن يحقق الاستقرار في اليمن. وهذه أول مرة تعبر الحكومة اليمنية عن موقفها علناً من الحوار الذي يجري منذ حوالي أسبوع.

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، إن هذا الحوار لا يعني الحكومة اليمنية ونتائجه غير ملزمة لها.

ونقلت وسائل إعلام يمنية عن راجح قوله إن نتائج المفاوضات الأميركية مع الحوثيين وإيران لن تحقق الأمن والاستقرار في اليمن.

دعوة رسمية

وكان وفد حوثي برئاسة رئيس المجلس السياسي للحركة، صالح الصماد، توجه منذ أسبوع إلى مسقط بطائرة عمانية هبطت في مطار صنعاء بتنسيق مع قوات التحالف.

وقال بادي إن الحوثيين ذهبوا إلى مسقط «بدعوة رسمية أميركية لإجراء مباحثات مشتركة بخصوص الأحداث في اليمن.

وتؤكد تقارير أن مفاوضات الحوثيين بدأت مع الولايات المتحدة بمشاركة إيران وبرعاية عمانية. وأشار إلى أن الهدف هو التوصل لحل سياسي ينهي العمليات العسكرية.

في المقابل، أكد قيادي في جماعة الحوثي أن الوفد الذي يزور سلطنة عمان لم يجر أي مباحثات مع مسؤولين أميركيين.

وقال القيادي في تصريح صحافي لقناة «الميادين»: «لم نجر أي مباحثات مع الجانب الأميركي في مسقط». وأشار القيادي الذي لم تفصح القناة عن هويته، إلى أن وزارة الخارجية الروسية وجهت دعوة لجماعته، لزيارة موسكو للتشاور.

خلاف الحوثي وصالح

في الأثناء، هاجم القيادي البارز في جماعة الحوثي محمد علي العماد هجوماً عنيفاً على الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على خلفية المقابلة التلفزيونية التي بثتها قناة «الميادين» أول من أمس.

وقال العماد في منشور له على صفحته في موقع «الفيسبوك» بعنوان «صالح لم يتغير» أن صالح يحاول من خلال حوثيي عفاش خلخلة صفوف الجماعة وإفشالها من الداخل كما فعل مع الإصلاح سابقاً. وكتب العماد أنه من العيب أن يطلب صالح من أنصار الله بالانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها.

وأضاف بأنه يريد من ذلك، تحقيق مكاسب سياسية على حساب الدماء التي سقطت دفاعاً عن كل شبر سيطر عليه تنظيم القاعدة الذي ربّاه صالح.

وأضاف : «وليس العيب بأن يمثل اليمن في عمان أو أي دولة كانت باسم اليمنيين رجال تاريخهم مشرف لم ينهبوا مال الشعب ولم يقاتلوا من أجل الدفاع عن الكرسي أو حكم أولادهم ولم يشعلوا ستة حروب لابتزاز دول الإقليم وإرضاء الخارج ويصفوا حساباتهم مع خصومهم السياسيين في الداخل». وكان صالح انتقد في مقابلته المحادثات في عمان باعتبار أنه غير مدعو ولا علم له بها.

العودة إلى الحوار

في الأثناء، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد عقب وصوله إلى صنعاء مساء أول من أمس إن على جميع الأطراف اليمنية العودة إلى الحوار.

وفي تصريحات نقلها موقع «سبأ نيوز» قال ولد الشيخ: «يجب على جميع الأطراف اليمنية العودة إلى الحوار». وتابع: «ما زلنا مصممين ان ليس هناك حل كما قلنا في الماضي إلا حل سلمي ولازم لكل الأطراف اليمنية أن تأتي إلى الطاولة وجئت بهذا الصدد من أجل أن نتشاور مع كل الأطراف الموجودة هنا في صنعاء من أجل التحضير لهذا المؤتمر الذي مازالت الأمم المتحدة مصممة على ان تعقده في أقرب وقت ممكن».

وأعلن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين الأربعاء الماضي أن حكومة الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي لن تشارك في محادثات جنيف ما لم ينسحب المتمردون الحوثيون من مناطق سيطروا عليها، تطبيقاً لقرار الأمم المتحدة الرقم 2216.

المسار السياسي

أكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك أن الأمم المتحدة توصل الضغط على المسار السياسي لجلب الأطراف اليمنية المتنازعة إلى مائدة الحوار في جنيف في أقرب وقت دون شروط مسبقة، مشيراً إلى قيام المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد محادثات مكثفة في صنعاء وبعدها في الرياض ثم أوروبا. وشدد على أن الحل الوحيد في أزمة اليمن يجب أن يكون سلمياً وأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة.

Email