المعارضة تكمل سيطرتها على إدلب

نظام الأسد يفقد 75 % من أراضي سوريا

■ عناصر من قوات البيشمركة على طول طريق مدينة مبروكة | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تطورات ميدانية لافتة، ذكرت مصادر أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد يسيطر إلا على ربع أراضي سوريا، في وقت أكملت المعارضة سيطرتها على إدلب.

وفي حين أكدت مصادر أن 75 في المئة من الأراضي السورية باتت خارج سيطرة النظام السوري، ذكرت مصادر أخرى سيطرة المعارضة السورية على بلدة أريحا في محافظة إدلب، إذ شوهدت عشرات الآليات التابعة لقوات النظام السوري تنسحب من المدينة، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «سيطر جيش الفتح (جبهة والنصرة وفصائل أخرى في المعارضة المسلحة) بشكل كامل على مدينة أريحا، بعد هجوم خاطف انتهى بانسحاب كثيف لقوات النظام وحلفائه من حزب الله عبر الجهة الغربية للمدينة».

وأضاف عبد الرحمن: «كان الهجوم خاطفاً، ولم يستغرق إلا بضع ساعات. إن سقوط المدينة بهذه السرعة أمر مفاجئ ومستغرب. فقد تجمعت فيها كل القوات التي انسحبت خلال الاسابيع الاخيرة من مدينتي إدلب وجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة».

وتابع عبد الرحمن: «كان في المدينة أيضاً عناصر من حزب الله، لذلك كان المتوقع أن تكون المعركة قاسية»، مشيراً إلى أن «عشرات الآليات المحملة بالعناصر شوهدت تنسحب من المدينة في اتجاه بلدة محمبل الواقعة إلى جنوب غرب أريحا».

وكان الناشط إبراهيم الإدلبي قال في وقت سابق إن جيش الفتح هاجم المدينة من ثلاث جهات، الشرقية والجنوبية والشمالية. وتستند المدينة من الجهة الغربية إلى منطقة جبلية تشكّل امتداداً لريف محافظة حماة، وتسيطر عليها قوات النظام.

وكان جيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة، فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، وجند الأقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق، أعلن «بدء الزحف» نحو أريحا.

وبذلك، يكون النظام خسر أهم معاقله في محافظة إدلب (شمال غرب)، ولا يزال يحتفظ بمطار أبو الضهور العسكري الواقع على بعد أكثر من 20 كيلومتراً جنوب غرب أريحا، وقريتي الفوعة وكفرية، إضافة إلى بعض البلدات الصغيرة والحواجز العسكرية.

وأعلن جيش الفتح على أحد حساباته على موقع تويتر «تحرير أريحا». وجاء في التغريدة: «الله أكبر، تحررت أريحا (...)، بعد أن استعصت أربع سنوات ونيفاً، حررها الله في ? ساعات».

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية التي تغطي التطورات الأمنية على الأرض أن جيش الفتح «دمر خلال الساعات الأخيرة تسع آليات وعربات ومدافع وسيارات محملة بالذخائر، وغنم رشاشات ثقيلة ومستودعاً للذخيرة في قرية قرب أريحا».

بدوره، قال ائتلاف جيش الفتح الذي يضم جبهة النصرة، جناح تنظيم «القاعدة»، إنه استولى على أريحا الواقعة على الحدود التركية.

وذكر الائتلاف أنه اجتاح العديد من نقاط التفتيش التي تدافع عن المدينة. وقال الجيش السوري إن قتالاً عنيفاً يدور مع قوات النصرة التي تسللت إلى أريحا.

في غضون ذلك، وسّع الجيش الأميركي برنامج تدريب عناصر المعارضة السورية من دون إعطاء أي إيضاحات. وقال مسؤول أميركي، أمس، إن جيش بلاده بدأ بتدريب مقاتلين من المعارضة السورية في تركيا لمحاربة «داعش»، موسعاً بذلك برنامجاً انطلق بداية في الأردن قبل أسابيع.

ولم يقدم المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أي تفاصيل عن حجم المجموعة الأولى من المقاتلين الذين يخضعون للتدريب في تركيا أو متى بدأ التدريب، ورفضت وزارة الدفاع الأميركية التعقيب. وفي الأثناء، أضاف الاتحاد الأوروبي مسؤولاً عسكرياً سورياً رفيعاً إلى قائمة العقوبات الخاصة بالاتحاد، أمس، مع تمديده الإجراءات ضد مؤيدي الرئيس بشار الأسد لعام آخر.

وقررت حكومات الاتحاد الأوروبي مد العقوبات عاماً آخر، وإضافة شخص إلى القائمة، وهو مسؤول عسكري رفيع يتهمه الاتحاد بأنه «مسؤول عن القمع والعنف ضد السكان المدنيين في دمشق وريف دمشق».

بالتوازي، تعتزم ألمانيا العمل في الأمم المتحدة على التصدي لتدمير التراث الثقافي الذي يتم على يد «داعش»، وقالت وزيرة الدولة في وزارة الخارجية الألمانية ماريا بومر إن حجم الكارثة الإنسانية الحالية في سوريا يعد أمراً لا يمكن تحمله في ظل وفاة ما يزيد على 220 ألف شخص.

وأضافت بومر قبل توجهها إلى نيويورك أنه يتم أيضاً تدمير الذاكرة الثقافية الإنسانية يوماً بعد يوم، وقالت بومر إنه لا بد من التخوف من أن يتم تدمير موقع التراث العالمي التابع لليونسيكو في مدينة.

Email