ملتقى القبائل يوصي بدعم المؤسّسات ودحر الإرهاب

وزيرالإعلام الليبي لـ«البيان»:تحالف «الإخوان» ينهار

■ ملتقى زعماء القبائل الليبية يختتم أعماله في القاهرة | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوصى ملتقى القبائل الليبية في القاهرة بتقوية الجيش الوطني لمحاربة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار ودعم مؤسّسات الدولة ولم شمل الليبيين لبناء «ليبيا الغد»، فيما أكد وزير الإعلام الليبي عمر قويري في تصريحات لـ«البيان» أنّ البلاد على بعد أسابيع من إنهاء أزمتها على وقع انهيار تحالف «الإخوان» الإرهابية والمليشيات.

وتواصلت جلسات ملتقى القبائل الليبية في يومها الأخير بالقاهرة أمس، إذ عقدت ثلاث جلسات لصياغة البيان الختامي بحضور واسع لأربعمئة مشارك من داخل ليبيا من كبار زعماء وعواقل وأعيان القبائل.

وبدت المناقشات ساخنة وجدية على مدار أكثر من 12 جلسة في الأيام الأربعة الماضية في المسائل المتعلقة بسبل دعم مؤسّسات الدولة الليبية الشرعية، للتعامل مع أوضاع عدم الاستقرار.

كما ناقش الحضور أوضاع النازحين في الداخل في الغرب والجنوب والشرق الليبي وكذا المهجرين بالخارج.

التزام قبائل

واتفق الحاضرون على ضرورة التزام القبائل والمدن والمناطق الليبية برفع الغطاء الاجتماعي عن أي فرد من أبنائها يثبت تورّطه مع جماعة أو جهة لا تريد الاستقرار في ليبيا. وخلافاً للاجتماعات المكثفة الجارية للقبائل بأحد الفنادق بالقاهرة فقد توافد المئات من الشخصيات الليبية في محيط الاجتماع من مختلف بلدان العالم المقيمين فيها، لإدراكهم حجم وأهمية هذا الاجتماع غير المسبوق الذي يعد خطوة رئيسية ومحورية في الاتجاه السليم.

ثوابت وحلول

في السياق، أعلن زعيم قبلي ليبي أنّ الملتقى الثاني لزعماء القبائل الليبية الذي اختتم أعماله مساء أمس رفع عدة مطالب ونقاط محددة للمجتمع الدولي للمساهمة في حل الأزمة في بلاده. وقال رئيس المجلس الأعلى لقبائل الطوارق في ليبيا مولاي قديدي، إنّه «عقدت ثماني جلسات للحوار»، مشيراً إلى أنّه «خلال هذه الجلسات تمت مناقشة الثوابت الوطنية الليبية ودور القبائل في حل الأزمة وكذلك دور المجتمع الدولي».

توازن قرارات

ووصف قديدي قرارات الملتقى بأنّها تحمل نوعاً من التوازن بين جميع الآراء التي طرحت خلال الجلسات، مضيفاً: «مثل هذه الحوارات الكبيرة التي تهتم بقضايا وطن كل يدلو بدلوه، فهناك من يتحدث بحماس وآخرون تكون لهجتهم أقل حدة».

وحول ما أثير في بعض وسائل الإعلام من وقوع مشادات وانسحاب بعض ممثلي القبائل رد: «لم أسمع أن أحداً قد انسحب». وبشأن المشادات قال: «هي مسألة طبيعية خاصة في الجانب الاجتماعي الذي لا يلتزم بالحوار الأكاديمي». مضيفاً: «من يركز على مثل هذه المسائل هو من يريد التشويش على المؤتمر».

تفعيل قوّة

في الأثناء، شدّد وزير الإعلام الليبي عمر قويري، على أهمية تفعيل القوة العربية العسكرية المشتركة، وأن ليبيا ستكون جزءاً منها، مشيراً إلى أنّ «الإعلام هو السد المانع الأول ضد الإرهاب»، مطالباً بتبني قوة إعلامية مشتركة.

واعتبر قويري في تصريحات لـ«البيان» أنّ الأزمة ستنتهي خلال أسابيع، لافتاً إلى أنّ «هناك انهياراً في التحالف بين جماعة الإخوان الإرهابية والمجموعات المسلّحة والميليشيات الداعمة لها»، مبيناً أنّ الوضع مطمئن جداً، لاسيّما بعد تعيين الفريق أول خليفة حفتر قائداً عاماً للجيش. ولفت إلى أنّ «الجيش حرّر بنغازي وانتقل إلى تحرير مدينة درنة وعلى بعد 3 كيلومترات من طرابلس»، مشيراً إلى أنّ الميليشيات الآن تفاوض، مرجّحاً خروجها من العاصمة دون قتال.

دعم وفقر

على صعيد آخر، قرر المؤتمر الوطني العام الليبي المنتهية ولايته استبدال دعم السلع الأساسية والمحروقات بدعم نقدي مباشر لكل مواطن شهرياً قدره 50 ديناراً، بعد اعتماد الموازنة العامة البالغ قيمتها 43 مليار دينار مع عجز يناهز 18 مليار دينار. وقال المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته إن عملية تحويل الدعم السلعي إلى الدعم النقدي، هدفها وصول الدعم إلى المواطن الليبي مباشرة، مشيراً إلى أنّه «سيتم صرف البديل النقدي أولاً، وبعدها سيجري رفع الدعم عن أسعار السلع الأساسية والمحروقات بما يتماشى مع التكلفة الحقيقية على أن يتم تنفيذ الإجراء الجديد مباشرة بعد اعتماد الموازنة الجديدة أوائل رمضان القادم». في المقابل، أعلنت الحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عن البرلمان المنتخب والتي تتخذ من مدينة البيضاء، أنّها ستواصل دعم السلع الأساسية.

تحذيرات دولية

بدوره، حذّر البنك الدولي من التداعيات السلبية على الليبيين حال ألغت الحكومة الدعم على السلع والمحروقات، مؤكداً أن إلغاء الدعم سيرفع معدل الفقر ما بين 16.6 و21.7 في المئة. ودعا البنك الدولي من خلال دراسة أعدها عن الاقتصاد الليبي إلى ضرورة استبدال الدعم بالتحويلات النقدية مع الاحتفاظ بمعدل ثابت للفقر لا يزيد على تحويلات نقدية بقدر 175 دينارا ليبيا للفرد تكون كافيةً للحفاظ على معدل الفقر.

بين عهدين

يرى مراقبون أنّ المواطن الليبي لم يخسر خلال الأعوام الأربعة الماضية الأمن والاستقرار والسلم المجتمعي فقط وإنما خسر الرخاء الاقتصادي، لافتين إلى أنّه ووفق تقرير الأهداف التنموية في ليبيا الصادر 2010 من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لم يكن يوجد في المجتمع الليبي خلال فترة حكم القذافي أفراد يعانون من الفقر المدقع والجوع، وإنما كان السكان ذوو الدخل المحدود يحصلون على الحد الأدنى من الغذاء. وحدّد التقرير خط الفقر المدقع آنذاك في حدود 336 ديناراً شهرياً.

Email