قصة خبرية

منفذ مذبحة ثكنة بوشوشة .. فشل عاطفي ينتهي في بركة دماء

■ أقارب أحد الضحايا في موقع الحادث | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

اهتزت تونس أول من أمس لخبر مقتل ثمانية عسكريين من بينهم ضابط برتبة عقيد وإصابة عشرة آخرين عندما فتح جندي غاضب النار على طابور الشرف أثناء أداء تحية العلم صباحا في قاعدة بوشوشة العسكرية في تونس العاصمة.

وبعد الحديث عن هجوم إرهابي جديد، تبيّن أن الجريمة كانت بدافع شخصي ولا علاقة لها بالجماعات المتشددة، فالقاتل اسمه مهدي الجميعي، 38 عاماً، وهو من منطقة بئر الزيتون بطبربة من ولاية منوبة إحدى ولايات إقليم العاصمة، كان معروفا عنه هدوءه وسلوكه الاجتماعي المتزن قبل أن يمر بصدمات عدة في حياته غيّرت مسار سلوكه المهني بما جعله عرضة للعقاب.

وقالت مصادر مطلعة لـ«البيان» ان القاتل تم تبنيه وهو في سن الرضاعة من قبل زوجين لا ينجبان ، ومنذ خمسة أعوام تزوج من إحدى زميلاته في الجيش التونسي وأنجبت منه طفلة تبلغ حاليا الثالثة من عمرها.

طلاق وانفصال

وأشارت المصادر إلى أن مهدي فقد والديه بالتبني تباعا، كما عرفت علاقته بزوجته خلافات حادة، غير أن الحادثة التي قلبت حياته رأسا على عقب هي إعلامه بطلاقه من زوجته دون أن يكون على علم بوجود قضية طلاق وهو ما يعني وجود مخالفة واضحة لقانون الأحوال الشخصية التونسية الأمر الذي دفع به للاعتقاد بأن زوجته استقوت عليه بعلاقات لم يحدد مستواها وطبيعتها.

كما حكمت المحكمة لزوجته بنفقة لم يستطع دفعها إلا ببيع سيارته التي كان اشتراها بعد حصوله على قرض مصرفي، ومما زاد في تشنجه أنه لم يستطع منذ عامين رؤية ابنته.

كما تعرّض مهدي إلى عقوبات عسكرية، واتهمه رؤساؤه بالخلل السلوكي حيث منعوه من حمل السلاح ووجهوه للعمل في جهة غير ذات طبيعة عسكرية.

الفشل العاطفي

ويرى المحللون النفسيون أن فقدان السند الأسري والفشل العاطفي والعقاب في مواقع العمل وسحب سلاحه منه كانت وراء اتجاهه لما يعتقد أنه محاولة منه لرد الاعتبار رغم أنه يدرك أن مصيره سيكون القتل.

وبذلك انتهت رحلة مهدي الجميعي مع الحياة تاركا وراءه سكنا بلا صاحب وابنة بلا أب وتساؤلات عدة تبحث عن أجوبة مقنعة.

Email