التحالف الدولي يقصف أهدافاً لـ»داعش«

القوات العراقية تحرر منطقة شرقي الرمادي

■ القوات الأمنية العراقية تدافع عن مقراتها ضد هجمات المتطرفين خلال العاصفة الرملية شرقي الرمادي | إي. بي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أول مؤشر على تدارك الانتكاسة التي وجهها الجيش العراقي في محافظة الأنبار، شنت القوات العراقية أمس مسنودة بمجموعات الحشد الشعبي أول هجوم لها على مواقع سيطرة تنظيم داعش وتمكنت من تحرير منطقة شرقي الرمادي. وبالتزامن أعلن الجيش الأميركي أمس أن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 22 ضربة جوية استهدفت تنظيم داعش، في حين توالت الأنباء عن سقوط قتلى في صفوف التنظيم وبين المدنيين.

وأعلن مجلس محافظة الأنبار أن القوات الأمنية العراقية تمكنت من تحرير منطقة حصيبة الشرقية من تنظيم داعش شرقي الرمادي مركز محافظة الأنبار (118 كم غرب بغداد).

وقال عضو مجلس المحافظة عذال الفهداوي إن قوة مشتركة من القوات الأمنية ومتطوعي الحشد الشعبي وأبناء العشائر نفذوا عملية أمنية كبيرة لتحرير منطقة حصيبة غربي الخالدية التي تخضع تحت سيطر داعش منذ اليومين الماضيين.

وأشار إلى أن القطعات الأمنية تمكنت من تحرير حصيبة وقامت برفع العلم العراقي فوق المباني والمؤسسات الرسمية بدلاً من علم داعش، مضيفاً القوات الأمنية توجهت إلى منطقة جويبة شرقي الرمادي لتحريرها أيضاً من سيطرة داعش.

وأفادت مصادر أمنية عراقية بأن اشتباكات مسلحة اندلعت بين القوات العراقية وعناصر تنظيم داعش غربي مدينة الخالدية التابعة لمحافظة الأنبار (118 كيلومتراً غربي بغداد).

وقالت المصادر إن معارك عنيفة اندلعت بين القوات الأمنية والعشائر من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى في منطقة الشيخ مسعود غربي الخالدية شرق الرمادي.

وأشارت إلى أن عناصر داعش حاولوا اقتحام مدينة الخالدية من جهة الغرب، لكن القوات الأمنية المدعومة بالعشائر وقفت بوجه تقدم التنظيم وان أسلحة متوسطة ومختلفة استخدمت خلال المعارك بين الطرفين.

وفي السياق، قال شاهد عيان ومسؤول محلي إن قافلة تقل مقاتلي فصائل شيعية وقوات من الجيش العراقي خرجت من قاعدة قرب مدينة الرمادي بغرب البلاد متجهة صوب مناطق واقعة تحت سيطرة مقاتلي تنظيم تنظيم داعش.

وقال عذال عبيد عضو مجلس محافظة الأنبار إن مئات المقاتلين الذين وصلوا إلى قاعدة الحبانية الجوية الأسبوع الماضي بعد سيطرة التنظيم المتشدد على الرمادي موجودون في الخالدية ويقتربون من بلدتي الصديقية والمضيق الواقعتين في مناطق متنازع عليها قرب الرمادي. وفي الوقت نفسه يتقدم مسلحو تنظيم داعش باتجاه الفلوجة في محاولة للسيطرة على مزيد من الأراضي في محافظة الأنبار ما سيجعلهم أقرب إلى العاصمة العراقية بغداد الواقعة على بعد نحو 80 كيلومتراً إلى الشرق.

22 ضربة جوية

إلى ذلك، قال الجيش الأميركي إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 22 ضربة جوية ضد أهداف لتنظيم داعش في العراق منذ الجمعة، بينها أربع ضربات قرب مدينة الرمادي التي سيطر عليها التنظيم المتشدد الأسبوع الماضي.

وذكر بيان لقوة المهام المشتركة أن قوات التحالف هاجمت أيضاً خمسة مواقع للتنظيم في سوريا بين يوم أول من أمس وأمس.

واستهدفت الضربات قرب الرمادي وحدات تكتيكية وعربات مدرعة وموقعاً قتالياً في أراض يسيطر عليها مسلحو التنظيم.

واستهدفت بقية الضربات بقيادة الولايات المتحدة في العراق مواقع قرب مدن الأسد وبيجي والفلوجة وحديثة وكركوك ومخمور والموصل وسنجار وتلعفر. وأصيبت وحدات تكتيكية تابعة للتنظيم المتشدد ومركبات ومواقع قتالية وأسلحة آلية ثقيلة ومبان.

وقالت قوة المهام المشتركة إن الضربات الجوية قرب مدن الحسكة ودير الزور وكوباني وتدمر في سوريا دمرت مواقع قتالية ودبابة وستة أنظمة مدفعية مضادة للطائرات.

قتلى وضحايا

أعلن مصدر طبي مسؤول أمس مقتل 30 مدنياً وإصابة 63 آخرين في قصف لطيران التحالف غربي الموصل (400 كيلومتر شمالي بغداد). وقال مسؤول في قسم إعلام دائرة صحة نينوى د.مهدي الرفاعي إن «التحالف الدولي سبب ارتفاعاً كبيراً في صفوف القتلى المدنيين العزل جراء القصف العشوائي على المنازل السكنية التابعة للمدنيين في مناطق النجار والرفاعي والصحة التي تقع غربي الموصل». وتابع الرفاعي أن «حصيلة الضحايا بلغت 30 قتيلاً والمصابين 63 بينهم نساء وأطفال، في حصيلة نهائية جراء القصف الجوي على المنازل السكنية».

وأبدى الآلاف من أهالي مدينة الموصل استياءهم جراء القصف العشوائي لقوات التحالف الدولي ضد المدنيين العزل على خلفية قصف معاقل تنظيم داعش وسبب عشرات القتلى والمصابين، في الوقت الذي يعاني فيه كافة المواطنين الموصلين من شح كبير في الأدوية في دائرة صحة نينوى ومخازنها منذ سقوط الموصل بيد التنظيم داعش منتصف العام الماضي. وأعلنت الشرطة العراقية مقتل 33 شخصاً بينهم عناصر بتنظيم داعش، وإصابة 12 مدنياً في حوادث متفرقة بمدينة بعقوبة (57 كيلومتراً شمالي شرقي بغداد).

وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن قوة من الجيش مدعومة بمتطوعي الحشد الشعبي وطيران الجيش العراقي شنت عملية أمنية على منطقة جبال حمرين شمال شرقي بعقوبة وتمكنت خلالها من قتل 16 مسلحاً من تنظيم داعش، بينهم القيادي أبومصعب النعيمي.

وأشارت إلى مقتل ستة مدنيين وإصابة 12 آخرين في انفجار عبوة ناسفة في منطقة الحديد شمال غربي بعقوبة، لافتة إلى اقتحام مسلحين مجهولين قرية زاغنية الكبيرة التابعة لناحية العبارة شمال شرقي بعقوبة وقاموا باحتجاز 11 مدنياً في إحدى الساحات وأعدموهم.

عشيرة »البو فهد« تنسحب من قتال التنظيم الإرهابي

لم يتضح بعد ما إذا كان قرار عشيرة البو فهد الانسحاب من المعركة ضد تنظيم داعش، ناتجاً عن اتفاق هدنة مع التنظيم، أم هو قرار أحادي الجانب، وهذا يعني «الاستسلام» في نظر المراقبين، الذين لاحظوا وجود اتفاقات سابقة لتحييد بعض العشائر، وهو ما قد ينطبق على عشيرة البو فهد، التي بقيت تقاتل تنظيم داعش بشراسة، حتى بعد سقوط الرمادي، وحتى يوم الجمعة الفائت، لا سيما وأن عشيرة البو فهد الموالية للحكومة، تتحدث منذ مدة عن «خيانات» تعرضت لها في جبهة الرمادي من قبل القوات الأمنية، أدت إلى دخول المسلحين إلى مناطق نفوذهم قرب الخالدية، حسب الشيخ رافع الفهداوي، الذي برز ضمن التشكيلات العشائرية التي تقاتل المتطرفين منذ سنوات.

خيبة أمل

الأحداث المتسارعة دعت العشيرة إلى اتخاذ موقف «محايد»، وأكد زعماء من البو فهد التي صمدت أمام المحاولات المتكررة من تنظيم داعش لاقتحام المدينة لأكثر من عام ونصف العام أن «مقاتليها قد انسحبوا ولن يقاتلوا»، بعد انسحاب قطعات جديدة من القوات الأمنية، في شرق الرمادي، «دون أمر واضح»، وتركتها وحيدة بمواجهة الموت، وهو الأمر الذي تكرر بعد الأحد الماضي، عشية سقوط الرمادي. وبحسب المراقبين، فإن قبيلة البو فهد وجدت نفسها وحدها المعركة، إضافة إلى حدوث خلاف واسع مع القوات الأمنية التي تقول عنها البو فهد إنها «تتعمد الانسحاب من المعارك».

خيانة

وبرغم الإحباط الذي شعرت به، إلا إن عشيرة البو فهد نشرت الأسبوع الماضي 3 آلاف مقاتل في شرق الرمادي، ونظمت استعراضاً عسكرياً للتابعين لها بسيارات مدنية حاملين أسلحة شخصية، حيث يقولون إن الحكومة لم تدعمهم بأي قطعة سلاح. لكن تلك القوة «انسحبت»، بحسب شيخ العشيرة رافع عبد الكريم الفهداوي، الذي أعلن أن «عشيرته لن تقاتل بعد اليوم»، لأنها تعرضت إلى خيانة، وتخلت عنها القوات الأمنية فجأة، وتركتها تواجه مصيرها منفردة، عندما انسحبت من معارك شرق الرمادي، وخاصة معركة حصيبة الشرقية، يوم الخميس الماضي.

صمود

يشير الشيخ رافع الفهداوي إلى أن عشيرته صمدت لعام وسبعة شهور أمام محاولات تنظيم داعش المستمرة لاحتلال الرمادي، وأعطت قوافل من الشهداء، ولم يسمح لها بأن تدرب أو تحصل على سلاح أو حتى طعام، كما قدمت الرمادي 3 آلاف متطوع ضمن فوجين باسم (قوة الشهيد أحمد صداك الدليمي) ليكونوا ضمن الشرطة، لكن الحكومة لم تزجهم في دورات تدريب، ولم تسلحهم، ولم تعطهم رواتب، ومرت تسعة شهور دون أن تصدر أوامر تعيينهم، حتى تبخر الفوج، فلم يتبق منه سوى 11 شخصاً، وفقاً لمسؤولين محليين في الأنبار.

Email