تشكيلة يمينية متطرفة من وزراء متشددين تهدد مستقبل التسوية الغامض

حكومة نتانياهو الجديدة تدفن حل الدولتين

مسنة فلسطينية ترفع علم بلادها أمام شرطة الاحتلال المتمركزين خارج باب العمود في القدس | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

على وقع تجميد مفاوضات التسوية مع الفلسطينيين، وإطلاق العنان للاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وبعد أسابيع من المشاورات المضنية لتشكيل ائتلافه، بدأ بنيامين نتانياهو ولايته الرابعة رئيسا للحكومة الإسرائيلية، التي يغلب عليها الطابع اليميني المتطرف، والتي تضم متطرفين من المستوطنات، فضلاً عن يهود متشددين ومعارضين لمبدأ الدولة الفلسطينية.

وخلال أول اجتماع للحكومة الجديدة، قال نتانياهو إن إدارته «ستواصل العمل للتوصل إلى حل دبلوماسي (للنزاع مع الفلسطينيين) مع الحفاظ على المصالح الحيوية وأمن مواطني إسرائيل»، دون التطرق إلى «حل الدولتين» الذي تدعو إليه الأمم المتحدة والولايات المتحدة والجامعة العربية، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي.

حكومة حرب

الرئيس الأميركي باراك أوباما، وكعادته، أبقى تصريحاته فضفاضة في هذا الملف، ولكنها تصب كما الحال دوما في مصلحة إسرائيل. وفي تعبير عن قناعته بمدى تشدد تلك الحكومة، قال أوباما: «ما زلت أؤمن بأن حل الدولتين مهم للغاية.. أعلم ان الحكومة التي تشكلت تضم بعض الذين لا يؤمنون بالضرورة بهذه الفرضية، ولكنها تبقى فرضيتي».

فلسطينياً، ورغم إبقاء الرئيس محمود عباس دوما الباب مفتوحا أمام المفاوضات، وصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات حكومة نتانياهو بأنها «حكومة حرب». وقال ان نتانياهو «يتولى مهمة دفن حل الدولتين».

المبادرة الفرنسية

ومع تسريبات أوروبية وفلسطينية بأن فرنسا قد تستأنف جهودها خلال الصيف من اجل الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي ينهي النزاع، ووسط استمرار الدعوات العربية والدولية لتحريك عملية التسوية، والتي كان آخرها دعوة مشتركة من ألمانيا والأردن، كشفت مصادر قريبة من الملف أن واشنطن طلبت من باريس تجميد جهودها في مجلس الأمن لتحريك عملية السلام، بانتظار معرفة مصير المفاوضات بين مجموعة «5+1» وإيران بشأن ملف طهران النووي، بحجة صعوبة السير بملفين «ثقيلين».

تطرف رسمي

ورغم حساسية ملف التسوية مع الفلسطينيين، ومع كثير من التحديات الدبلوماسية المتزايدة التي تواجه حكومة الاحتلال الجديدة، لم يعيّن نتانياهو وزيرا للخارجية، وأبقى الحقيبة في عهدته، كما أوكل إلى تسيبي هوتوفلي، من الجناح اليميني المتطرف في حزبه الليكود، منصب نائبة لوزير الخارجية، في خطوة لم تلقَ ترحيبا دوليا، وتعكس مدى تشدد حكومته، هذا إلى جانب تعيينه وزيرة للقضاء من اليمين المتطرف واجهت انتقادات لتصريحاتها حول الفلسطينيين.

وعلّقت صحيفة «واشنطن بوست» على الأمر، قائلة: «لا يمكننا سوى ان نتخيل البرقيات الدبلوماسية المرسلة من الولايات المتحدة ونيوزيلندا وبريطانيا وإسبانيا الى بلادهم حول الحكومة الجديدة: حكومة يمين متطرف مع وزارة خارجية تديرها هوتوفلي، المؤيدة لحل الدولة الواحدة، والمقربة جدا من مجتمع المستوطنات».

غياب رؤية

إسرائيلياً، انتقدت بعض الأوساط ومنها صحيفة هآرتس تركيبة الحكومة الجديدة، حيث كتبت الصحيفة اليسارية في مقال لها أن «حكومة نتانياهو الرابعة مجردة من الرؤية ومن أي رسائل إيجابية جديدة. نتمنى ألا يطول ذلك كثيرا».

ومع تأمل تشكيلة الحكومة اليمينية الجديدة، ومع المعرفة المسبقة بأيديولوجية نتانياهو المتعصبة، ومع تراخي المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية، في ظل دعم أميركي علني ولا محدود لتل أبيب، فإن ملف التسوية بات معلقاً لأجل غير مسمى، أو ربما نُسف بشكل ضمني، كما أن حل الدولتين دفن في طيات تشدد غلاة التطرف في إسرائيل، والذي بات بإمكانهم جعل أفكارهم ومواقفهم العنصرية أمراً موقعاً بحكم مناصبهم الجديدة.

ملاك سلام

بعد أيام من إعلان الفاتيكان عن صياغة معاهدة تعترف رسميا بدولة فلسطين، وصف البابا فرانسيس خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخير بأنه «ملاك سلام».

ومنح البابا فرنسيس الرئيس الفلسطيني وساماً يمثل ملاك سلام، وقال لعباس إنه يعتقد أنه «ملاك سلام». وعبّر الجانبان عن الأمل في استئناف الاتصالات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين قريباً.

Email