29 مليون سعودي يبايعون محمد بن نايف ومحمد بن سلمان اليوم

الفيصل: سعيت إلى حل الأزمات لتحقيق أمن العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعث وزير الخارجية السعودي السابق، الأمير سعود الفيصل، أمس، رسالة شكر إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، بمناسبة مغادرته منصبه رئيساً للدبلوماسية، أكد فيها سعيه ونظراءه العرب والدوليين إلى حل الأزمات لتحقيق أمن العالم طيلة عقود من مسيرته السياسية، في وقتٍ، يبدأ نحو 29 مليون سعودي، اعتباراً من اليوم الأحد، مبايعة ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.

وفي تصريح صدر أمس، قال الفيصل: «أحمد المولى عز وجل أن شرفني بخدمة بلد الحرمين الشريفين، وزيراً لخارجيتها، وعلى مدى أربعين عاماً، رافعاً أكف الضراعة إلى العلي القدير، أن يحتسبني من المجتهدين الذين إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطؤوا نالهم أجر الاجتهاد». وأضاف أن «أسمى آيات الشكر والامتنان والاحترام، تظل عاجزة عن التعبير عما يجول في خاطري لمضامين رسالة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وما غمرني به من كلمات، أحسبها تعبر عن كرم نفسه وأصالة معدنه، أكثر مما يستحقها شخصي المتواضع، وأكبر من جهد المقل الذي صاحب عملي وزيراً للخارجية».

وأردف: «ولا غرو، فقد علمنا الملك سلمان، الوفاء للوطن والمواطنين، ولكل من ساهم، ولو بجزء يسير في خدمة بلادنا العزيزة، وسوف أظل الخادم الأمين لهذا الوطن، ولخادم الحرمين الشريفين، في ما شرفني به من مهام، مستمداً العون من الله عز وجل، مستنيراً بالتوجيهات الكريمة للقيادة الرشيدة، أيدها الله بتوفيقه وسداده».

وتابع: «أتوجه أيضاً بالشكر والتقدير إلى وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة، على تصريحاتهم الكريمة، مشيداً في الوقت ذاته بالاحترام المتبادل الذي اتسمت به علاقتنا الشخصية، ومنوهاً بجهودنا المشتركة نحو بناء علاقات متميزة بين بلداننا، يسودها الود والاحترام وسعينا الدؤوب إلى حل المشكلات والأزمات الدولية، بغية تحقيق أمن العالم واستقراره ورفاه شعوبه وازدهارها».

واختتم بالقول: «ولا بد لي قبل أن اختتم، أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير والعرفان لكافة زملائي بوزارة الخارجية، الذين عاصرتهم منذ بداية عملي في الوزارة وحتى مغادرتي لها، وبذلوا الغالي والثمين، ولا يزالون، في خدمة الوطن ورفعته وتمثيله على النحو الذي يليق به، وأن أشد على أيديهم مصافحاً بعبارات، بارك الله فيكم وفي جهودكم، وكثر الله من أمثالكم».

أداء البيعة

إلى ذلك، يتوجه نحو 29 مليون سعودي، اعتباراً من اليوم الأحد، وعلى مدى ثلاثة أيام، إلى مقرات إمارات المناطق في مختلف أنحاء المملكة، وعددها 13 إمارة، إضافة إلى 118 محافظة ومئات المراكز الصغيرة، لأداء مراسم البيعة لولي العهد الجديد، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الجديد، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حيث يستقبل أمراء المناطق والمحافظون ورؤساء المراكز، جموع السعوديين.

ويعكس مشهد البيعة صورة من صور التلاحم بين الشعب وقيادته، تتجسد في الحب والاحترام والولاء والسمع والطاعة للقيادة من زعماء القبائل والأهالي والمسؤولين، مدنيين وعسكريين، في رسالة تعبير وتأكيد على متانة الجبهة الداخلية والاحترام والتقدير بين أبناء بيت الحكم من أبناء المؤسس وأحفاده، ورسالة اطمئنان للعالم باستقرار الداخل السعودي ومتانته، وتنوع قدراته القيادية في إدارة شؤون البلاد.

جيل جديد

ويرى محللون سياسيون، أن قرار الملك سلمان بن عبد العزيز، بتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، يعد أولى خطوات تمكين جيل الأحفاد من الحكم منذ تأسيس المملكة، على يد الملك عبد العزيز، حيث رأى خادم الحرمين في عضده الأمير محمد بن نايف، أحد أهم الوجوه في جيل الأحفاد المؤهل لهذه المسؤولية العظيمة. ولم يكن مفاجئاً للشعب صعوده ليكون أول ولي عهد من جيل الأحفاد، حيث كان عنصراً فاعلاً في السياسة السعودية، قاد خلالها العديد من الملفات الثقيلة بكل اقتدار، على رأسها ملف محاربة الإرهاب، وتجنيب السعودية الكثير من المخاطر، إضافة لقيادته وزارة الداخلية بمسؤولياتها الجسيمة.

ووصفت القرارات التاريخية التي أصدرها الملك سلمان بن عبد العزيز، بأنها بمثابة استقرار للسعودية، التي تعتبر ركيزة أساسية في المنظومة الدولية، وصمام أمان للعالمين العربي والإسلامي، مسجلة نجاحاً بكل المقاييس، يعكس رؤية ثاقبة، ويعيد قراءة المستقبل بهذا الترتيب المتجانس بين جيلين في مؤسسة الحكم.

ثقة ونجاحات

ويؤكد محللون سياسيون أن تصعيد الأمير محمد بن سلمان لمسؤوليات الحكم، وتعيينه ولياً لولي العهد، بتأييد وثقة كبيرة، نتاج النجاحات العديدة التي أثبتها في المهام التي أنيطت به، وقدراته وكفاءاته التي برزت واضحة للعيان، وكان آخرها قيادته لعاصفة الحزم بكل اقتدار ونجاح. كما أن تعيينه في هذا المنصب الجديد يخلق مقاربة جديدة بين الملفين الأمني والعسكري، في ظل التحديات التي تمر بها المملكة والمنطقة ككل.

إضاءة

تأتي بيعة السعوديين لولي العهد ولولي ولي العهد، بموجب النظام السياسي في المملكة، والذي يستمد بدوره هذا النهج من الشرع. والبيعة في الإسلام، هي عبارة عن ميثاق الولاء للنظام السياسي الإسلامي، والالتزام بجماعة المسلمين والطاعة لإمامهم، وهي العهد على الطاعة، كأن المبايع يعاهد على أن يسلم له النظر في نفسه، في ما يكلفه به من الأمر على المنشط والمكره.

خادم الحرمين يبحث والسيسي ملفات المنطقة

التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في الرياض أمس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي وصل المملكة في زيارة خاطفة دامت عدة ساعات، بحث خلالها ملفات المنطقة وسبل تعزيز العلاقات، في حين يصل العاهل المغربي الملك محمد السادس العاصمة السعودية اليوم الأحد للقاء خادم الحرمين، الذي سيلتقي بدوره كذلك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الثلاثاء ويوقع وإياه خريطة طريق للتعاون المشترك.

واستقبل خادم الحرمين في قصر العوجا بالدرعية أمس السيسي والوفد المرافق. وأطلع خادم الحرمين الرئيس المصري على ما يضمه قصر العوجا من صور تاريخية للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ومدينة الرياض قديماً، بالإضافة إلى السيوف وبعض الأدوات التراثية. وهنأ السيسي خادم الحرمين باختيار ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. كما جرى تبادل الأحاديث الودية، واستعراض العلاقات الثنائية، إضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية. وأقام خادم الحرمين مأدبة غداء تكريماً للرئيس المصري والوفد المرافق.

بدوره، قال السفير المصري في الرياض عفيفي عبد الوهاب إن زيارة السيسي تأتي للمزيد من التنسيق والتشاور بين البلدين في عدد من القضايا ، خاصة ما يدور في اليمن والعراق وليبيا إضافة إلى تطوير العلاقات بين البلدين.

وأوضح أن السيسي تطرق خلال لقائه خادم الحرمين إلى الأوضاع في المنطقة خاصة في اليمن وانتهاء »عاصفة الحزم« وبداية »إعادة الأمل«.

وضم الوفد المرافق للرئيس المصري وزير الخارجية سامح شكري ورئيس جهاز الاستخبارات العامة اللواء خالد فوزي ومدير مكتب السيسي اللواء عباس كامل.

ملك المغرب

وفي سياق متصل، يصل إلى الرياض اليوم الأحد العاهل المغربي الملك محمد السادس في زيارة إلى المملكة تدوم يومين يجري خلالها لقاءات مع عدد من المسؤولين في مقدمتهم الملك سلمان بن عبد العزيز. ومن المقرر ان يبحث الجانبان العديد من المواضيع بينها الوضع في اليمن ومدى النجاحات التي حققتها قوات التحالف العربي التي تشارك فيها المغرب ضد الحوثيين. وكان من المقرر أن يقوم الملك محمد السادس بزيارة إلى المملكة الأربعاء الماضي إلا أن التغييرات التي حدثت في السعودية بتعيين محمد بن نايف ولياً للعهد ومحمد بن سلمان ولياً لولي العهد أجلت الزيارة.

زيارة هولاند

إلى ذلك، يتوجه الرئيس الفرنسي إلى الرياض الثلاثاء حيث سيلتقي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وسيكون هولاند أول رئيس غربي تستقبله الرياض بعد حركة التغييرات الواسعة في هرم القيادة السعودية.

وكشفت مصادر في قصر الاليزيه عن التوقيع على اعلان مشترك سعودي فرنسي حول »خريطة طريق« سياسية واقتصادية واستراتيجية وعسكرية بمناسبة الزيارة.

ومن المتوقع ان يلتقي هولاند رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، وسيحضر قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي.

Email