الانقلابيون يتكبدون خسائر فادحة بالضالع وأبين ويتراجعون في شبوة

التحالف يحبط هجوماً على عدن والمقاومة تلاحق الحوثيين

دبابة للمقاومة اليمنية تقصف موقعاً للانقلابيين على خط الاشتباك في عدن - رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

شنت طائرات التحالف العربي أعنف الغارات على مواقع الانقلابيين في محافظة عدن لمنعهم من استغلال توقف «عاصفة الحزم» في تهديد حياة السكان، حيث تم خلال الضربات تدمير 14 دبابة وإيقاف الهجوم المباغت الذي شنه الحوثيون على المدينة..

فيما طالبتهم المقاومة اليمنية بالاستسلام وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الذي انتهت مهلة تنفيذه منتصف ليلة أمس من دون تنفيذها، في وقت قتل أكثر من 45 متمرداً على الشرعية في قصف للتحالف على الضالع وأبين وتقهقر الانقلابيون في مدينة نصاب بشبوة وسط واقع جديد بدأ يرتسم عبر استعادة المقاومة اليمنية زمام المبادرة بعد محاولات مستميتة من الحوثيين الانتقال إلى الهجوم فور توقف «عاصفة الحزم».

وتواصلت غارات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية مستهدفة معسكرات ومقرات تابعة للمتمردين الحوثيين في عدد من المحافظات قبيل ساعات من انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي لتنفيذ قراره الصادر بخصوص اليمن، وفي مقدمتها انسحاب الحوثيين من المدن، وهو ما رفضه الانقلابيون مؤكدين استمرارهم في الانقلاب.

ونفذت طائرات التحالف أوسع عملية قصف استهدفت أكثر من سبعة مواقع للقوات الموالية للحوثيين بعدد من المديريات في عدن وأحبطت حملة هجومية كبيرة شنها المتمردون. وقال شهود لـ«البيان» إن طائرات التحالف قصفت مواقع لقوات موالية للحوثيين بكريتر وخور مكسر والمعلا ودار سعد والعريش والطريق الواصلة إلى لحج ومناطق شمال عدن بالقرب من بير أحمد.

واستهدفت غارات أوكار المتمردين بملعب الحبيشي ومنزل الرئيس الأسبق علي البيض. وسمع سكان المدينة انفجاراً قوياً في جزيرة العمال التي يتمركز فيها الحوثيون منذ دخولهم إلى بعض أحياء عدن..

كما استهدفت غارات أخرى مناطق اللحوم والمدينة الخضراء وفندق وعقبة كريتر. كما سبق هذه الضربات ضربة قوية استهدفت مبنى البحث الجنائي الذي كان تحت سيطرة جماعة الحوثي وتم تفجير 14 دبابة كانت هناك.

تقهقر في شبوة

في شبوة، ذكرت مصادر قبلية أن قوات الحوثيين والرئيس السابق انسحبت من مدينة نصاب إثر مواجهات مع المقاومة الشعبية. وأضافت أن قوات الحوثيين..

وصالح وجدت مقاومة شرسة ما جعلها تتراجع إلى مداخل المدينة بعد مقتل ما يزيد على 47 متمرداً نتيجة الاشتباكات. وذكرت المقاومة أنها كبدت الحوثيين خسائر فادحة في الآليات والمعدات وأنها احتفلت بما حققته من نصر رغم قلة الإمكانيات التي لدى المقاومة.

الضالع وأبين

في السياق، قتل أكثر من 45 حوثياً في غارات لطائرات التحالف العربي استهدفت مواقعهم في محافظتي الضالع وأبين في حين قتل العشرات. وقالت مصادر قبلية إن غارات نفذت على مواقع للواء 33 التابع للرئيس المخلوع، حيث دمرت المعسكر، كما نفذت غارات أخرى على منطقة لودر في محافظة أبين وقتلت 13 على الأقل.

وقال شهود إن انفجارات قوية هزت مقر اللواء 130 دفاع جوي في الحديدة، الذي يعد من أقوى معسكرات الدفاعات الجوية في اليمن.

جبهة مأرب

وفي محافظة مأرب التي تشهد قتالًا هو الأعنف منذ بدء الحرب بين الحوثيين وقوات الرئيس السابق والمقاومة الشعبية وقوات الجيش المؤيدة للشرعية قتل العشرات في جبهات صرواح ومجزر بينهم قيادات في الجانبين.

وبعد هروب قوات الجيش من معسكر اللواء 132 المؤيدة للشرعية أمر المحافظ بتفويض المهام الأمنية والعسكرية في المحافظة إلى المقاومة التي خاضت مواجهات عنيفة مع الحوثيين وقوات الرئيس السابق الذين حاولوا التقدم صوب عاصمة المحافظة بعد أيام من الانتكاسات التي واجهوها.

المصادر ذكرت أن المدير العام لمديرية الوادي عبدالله جردان واثنين من مرافقيه كانوا من بين قتل المواجهات العنيفة التي تدور حالياً في منطقة الحمراء المشارفة على مدينة مأرب.

دعوة للاستسلام

من جهة أخرى، قال أركان قيادة المنطقة العسكرية الرابعة المرتبطة في عدن اللواء سيف الضالعي إن رجال المقاومة وكافة أبناء الجنوب الأحرار يدافعون عن أرضهم وعرضهم وشرفهم، بكل عزيمة وإصرار، وأنهم لم ولن يسمحوا لبقايا مليشيا الحوثيين والقوات الموالية لحليفهم المخلوع صالح بالبقاء مهما كلفهم ذلك من ثمن.

ودعا الضالعي الحوثيين وصالح إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي، والمباشرة فوراً بتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وتسليم أنفسهم، ولهم وجه الأمان بعد ذلك، ما لم لا يلومون إلا أنفسهم بعد اليوم.

وأضاف: «بعد إعلان وقف إطلاق النار أعطينا التوجيهات إلى كافة مناطق المقاومة الجنوبية، لتنفيذ القرار الأممي حرفياً، والتزم كافة شباب المقاومة الجنوبية المتواجدين بخطوط المواجهة، بتنفيذ القرار الدولي ابتداء من أطراف خور العميرة حتى لحج والشيخ عثمان والمنصورة وخور مكسر وبقية المناطق ومحافظات الجنوب.

إلا أن القوات الغازية حاولت استغلال وقف إطلاق النار واستمرت بعدوانها والقصف بكافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، على الشباب والمدنيين في مناطق المقاومة الجنوبية، وقنص العشرات من الأبرياء».

وتلقت طائرات التحالف معلومات بوجود مخطط لصالح والحوثيين بادخال الف مقاتل من قوات الحرس والحوثيين الى عدن مع كافة معداتهم العسكرية، وعلى اثرها قامت طائرات التحالف بتوجيه ضربات استباقية أفشلت هذا المخطط.

هروب

إلى ذلك، كشفت مصادر خاصة بأن قيادات بارزة في صفوف جماعة الحوثي كانت تقود المعارك في محافظتي عدن ولحج اختفت منذ مساء أمس وذلك قبل ساعات من انتهاء الفترة التي حددها مجلس الأمن لمسلحي الحوثي وصالح للانسحاب من المدن والمناطق التي سيطروا عليها.

وأوضحت المصادر بأن خلافات شديدة نشبت بين قيادات حوثية بارزة تدير العمليات القتالية بلحج وعدن بعد انسحاب قياديين بارزين من أتباع صالح كانا يشاركان في إدارة العملية القتالية إثر تلقيهما توجيهات تطالبهما بالانسحاب من جبهات القتال والعودة إلى صنعاء فوراً، وهو الأمر الذي اعتبرته القيادات الموالية للحوثي تآمراً عليها ما دفعها هي الأخرى إلى الانسحاب والتواري عن الأنظار.

ذكرت تقارير أن الحوثيين يسلبون الوقود من السكان في عدن وتعز لتسيير آلياتهم العسكرية، بعد أن قطعت المقاومة الشعبية والتحالف طرق الإمدادات في عدن.

تحولت المدن اليمنية إلى مدن أشباح نتيجة انعدام الوقود، وتعطلت الحركة في معظم المدن اليمنية، وعلى الأخص في عدن وتعز والضالع التي شهدت مواجهات ساخنة في الأيام الماضية. وتوقف خط الإمداد بين تعز وعدن تماماً، وتحاول ميليشيات صالح والحوثي فتح خط آخر عبر منطقة المسيمير، لكن جبهة المقاومة الشعبية تتصدى لها.

 مناورة من صالح مع انتهاء مهلة مجلس الأمن

انتهت المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي لتنفيذ القرار الذي أصدره حول اليمن من دون أي التزام من جانب الحوثيين الذين أعلنوا أن الشرعية الدولية لا تعنيهم وواصلوا هجماتهم على المدنيين في عدد من المحافظات، إلا أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أظهر مرونة ودعا الحوثيين إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن والانسحاب من عدن مقابل وقف غارات التحالف..

وفي مناورة إضافية دعا صالح المقاومة اليمنية الموالية للشرعية الى الانسحاب من جميع المحافظات وتسليمها للجيش والامن، مطالباً أيضاً ببدء حوار يمني سعودي تحت رعاية أممية في جنيف متجاهلا الرئيس هادي وشرعيته.

وجاء في بيان صالح الذي اعتبر مناورة جديده منه: «أدعو الى كل أبناء الشعب للتصالح والتسامح والعودة الى حوار يمني يمني ووقف الاقتتال والعودة الى الحوار في المحافظات..

وان يطلق جميع الأسراء والمختطفين». وأضاف: «ادعوا كل الأطراف دون استثناء حتى الخصوم السياسيين الذين خاصموني منذ العام 2011 الى الحوار والتسامح وانا سأتجاوز واتسامح عن الجميع من اجل صيانة الدم اليمني الذي ازهق وسال بدون وجه حق وبدون أي سبب» .

ووجه صالح دعوة خاصة الحوثيين للقبول بقرارات مجلس الامن وتنفيذها مقابل وقف هجمات قوات التحالف لقوى. وأردف: «كما ادعوهم وجميع المليشيات وتنظيم القاعدة والمسلحين التابعين للرئيس هادي الى الانسحاب من جميع المحافظات وخصوصا محافظة عدن وتسليمها للجيش والامن تحت امرة السلطات المحلية في كل المحافظات».

ويرجح مراقبون أن صالح أرد إظهار أنه ليس طرفا في الحرب ودعا لحوار يمني سعودي تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف، متجاهلا الرئيس هادي وشرعيته.

Email