قرقاش: العملية حقّقت أهدافها والمرحلة تتطلّب أدوات جديدة

انتهاء «عاصفة الحزم» وبدء «إعادة الأمل»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية الذي ينفذ غارات جوية ضد المتمردين الحوثيين، أمس انتهاء عملية «عاصفة الحزم» مع زوال التهديد للمملكة والدول المجاورة، وبدء عملية «إعادة الأمل»، بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. ولم يستبعد العميد الركن احمد عسيري المتحدث باسم التحالف، احتمال تدخل التحالف لمنع تحركات المتمردين اليمنيين. كما اكد استمرار الطوق البحري، فيما شدّد معالي د. أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية على أنّ «عاصفة الحزم» حققت أهدافها وقوضت خطر ميليشيا الحوثيين وصالح، وأنّ المرحلة الجديدة تتطلب أدوات جديدة.

استهداف تحركات

وقال عسيري إن التحالف سيواصل استهداف تحركات ميليشيات جماعة الحوثي. وأضاف في إحاطته اليومية التي يقدمها من الرياض «سوف تستمر قيادة التحالف في منع الميليشيات الحوثية من التحرك والقيام بأي عمليات داخل اليمن.

وأضاف التحالف في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية السعودية ان دول التحالف واستجابة منها للرئيس عبد ربه منصور هادي تعلن عن انتهاء عملية «عاصفة الحزم» وبدء عملية إعادة الأمل.

وأوضح بيان التحالف انه سيتم من خلال عملية «إعادة الأمل» العمل على سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216)، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، واستمرار حماية المدنيين، واستمرار مكافحة الإرهاب، والاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني، والتصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معها ومنع وصول الأسلحة جواً وبحراً إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم علي عبدالله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين.

تقويض خطر

في السياق، أكّد معالي د. أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنّ «الانتقال من عملية «عاصفة الحزم» إلى عملية «إعادة الأمل» مؤشر لنجاح المرحلة الأولى من تحقيق الأهداف الإستراتيجية، مشيراً إلى أنّ «نجاح عاصفة الحزم واضح بامتياز».

وأشار معالي د. أنور قرقاش في تغريدة على موقع «تويتر» إلى أنّ «عاصفة الحزم حققت أهدافها وقوضت خطر ميليشيا الحوثيين وصالح، وأنّ المرحلة الجديدة تتطلب أدوات جديدة عبر عملية «إعادة الأمل» بشقيها الأمني والإنساني»، لافتاً إلى أنّ «تغير التكتيك العسكري مؤّشر ايجابي لديناميكية ونجاح عاصفة الحزم، التحالف الخليجي يبرز نضوجاً ومرونة عبر الانتقال من مرحلة لأخرى وحسب المتطلبات».

وأبان أنّ «التحوّل من العاصفة إلى إعادة الأمل تطور مبشر لحملة مباركة تتمتع بدعم إقليمي ودولي وتنتشل المنطقة من مرحلة غلب عليها اليأس والتدخل في شؤوننا». وأضاف معالي د. أنور قرقاش: «تحقيق الأهداف الإستراتيجية بوصلتنا، إزالة الخطر الإيراني عن السعودية والخليج وعودة الاستقرار إلى اليمن عبر بوابة الشرعية والمسار السياسي».

أمر ملكي

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمر امس بمشاركة الحرس الوطني السعودي، في العمليات لمواجهة التهديدات الموجهة إلى السعودية، وفي ضوء الهجمات التي تتعرض لها المنطقة الجنوبية، الأمر الذي يستدعي التعبئة العامة.

وقالت وزارة الدفاع السعودية في بيان منفصل صدر أمس إن القوات المسلحة في المملكة شاركت بكل كفاءة واقتدار، وساهمت في «فرض السيطرة الجوية لمنع أي اعتداء ضد المملكة ودول المنطقة».

إزالة التهديد

وقالت الوزارة إن الطلعات الجوية لدول التحالف تمكنت بنجاح من إزالة التهديد على أمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة من خلال تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق (علي عبدالله صالح) من قواعد ومعسكرات الجيش اليمني.

وقال الناطق باسم عملية «عاصفة الحزم»، العقيد أحمد عسيري، إن القوات المشاركة تمكنت من شن 2300 طلعة جوية على أهداف تابعة للحوثيين وقوات الجيش الموالية لها والتابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وأكد عسيري أن العمليات تمكنت من إنهاء خطر الصواريخ الباليستية، وتدمير عربات الانطلاق بالكامل، إضافة إلى القضاء على أكثر من 80 في المائة من مخازن الذخيرة التي سلبها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والحوثيون من الجيش اليمني الشرعي. وأضاف عسيري ان قوات التحالف أخمدت وسائل الدفاع الجوية بنسبة 98 في المائة من إمكانات الحوثيين.

وفي ما يلي بيان قيادة دول تحالف «عاصفة الحزم»:

تؤكد دول التحالف على تأييدها لقرار مجلس الأمن 2216 وحرصها على حماية الشعب اليمني ومكتسباته.

وإيضاحا لما سبق وأن أعلنت عنه دول التحالف عن انطلاق عملية عاصفة الحزم في بيانها الصادر بتاريخ 6 جمادى الآخرة 1436هـ الموافق 26 مارس 2015 وذلك استجابة لطلب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية ورداً على اعتداءات ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح على الشعب اليمني ومكتسباته وشرعيته وتهديدها لأمن وسلامة دول المنطقة، تعلن دول التحالف أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية قد تلقى رسالة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية المؤرخة في 20/ 4/ 2015 والمتضمنة التوجه باسم الشعب اليمني بتقديم بالغ الشكر والتقدير والعرفان للمملكة العربية السعودية ولجميع الأشقاء في التحالف الداعم للشرعية ـ تحالف عملية عاصفة الحزم ـ عن الاستجابة الفورية لمناشدة فخامته بالتدخل العسكري في اليمن لحماية الشعب اليمني من الأعمال العدوانية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معهم ودعمهم داخلياً وخارجياً.

موقف تاريخي

وأوضحت الرسالة أن تاريخ اليمن والأمة العربية سوف يسجل بمداد من ذهب ذلك الموقف التاريخي الصارم الذي أعاد للشعب اليمني الأمل في مستقبله حيث حققت عملية عاصفة الحزم ولله الحمد أهدافها المتمثلة في الآتي:

1 ـ الاستجابة لطلب فخامته في رسالته المؤرخة في 24 مارس 2015 والتي جاءت استنادا إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك وذلك بالتصدي للعدوان الذي تعرضت له اليمن وشعبها من قبل ميليشيات الحوثي والقوات التابعة لحليفها علي عبدالله صالح والمدعومة من قوى خارجية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعله قاعدة لنفوذها على المنطقة مما أصبح يهدد المنطقة بأسرها والأمن والسلم الدوليين.

2 ـ حماية الشرعية في اليمن وردع الهجوم على بقية المناطق اليمنية.

3- إزالة التهديد على أمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة

خاصة الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح من القواعد العسكرية للجيش وقامت باستخدامها أو هددت باستخدامها ضد أبناء الشعب اليمني.

4 ـ العمل على مكافحة خطر التنظيمات الإرهابية

5 ـ التهيئة لاستئناف العملية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها

التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل

تتويج انتصار

كما أضاف فخامته أنه تم تتويج هذا الانتصار ولله الحمد بصدور قرار مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع رقم 2216 الذي جاء ليفرض واقعاً جديداً ويقطع الطريق على كل العابثين باليمن والموقدين للفتن فيه وسيكون المرتكز الأساسي في السعي لمستقبل جديد لليمن وعليه فإن فخامته يتطلع إلى بدء عملية «إعادة الأمل» للشعب اليمني بحيث يتم خلالها إن شاء الله العمل على تحقيق الأهداف المرجوة منها.

واختتم فخامته رسالته بما يلي:

وإننا لعلى ثقة بحول الله أن جهودنا المشتركة مع دول التحالف والمجتمع الدولي ستأخذ بيد اليمن إلى مرحلة جديدة يطوي فيها الشعب اليمني الأحداث الأليمة التي عصفت به وتنتصر فيه ـ بإذن الله - إرادته الحرة في رسم مستقبله بعيدا عن الإكراه والإذعان وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح الذي سعت إليه الميليشيات الحوثية ومن تحالف معها ودعمها. سائلين الله جل جلاله أن يعيد للشعب اليمني أمنه واستقراره.

وتقبلوا خالص التقدير والاحترام.

عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية

«إعادة الأمل»

وحيث تمّ بتوفيق من الله إنجاز أهداف «عاصفة الحزم» المشار إليها في رسالة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وفق الخطط الموضوعة وفي وقت قياسي منذ بدء العمليات والتي شملت تحييد معظم القدرات العسكرية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية وكانت تشكل تهديدا لليمن وللدول المجاورة والمنطقة، إضافة إلى السيطرة على الأجواء والمياه الإقليمية لمنع وصول الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية والمحافظة على السلطة الشرعية وتأمينها وتهيئة البيئة المناسبة لممارسة مهامها ومساندة الموقف الإنساني داخل اليمن والمساعدة في إخلاء الرعايا الأجانب وتسهيل مهمة الكوادر الطبية التطوعية وتقديم الإغاثة العاجلة لمختلف المناطق خاصة تلك التي تشهد اشتباكات مسلحة، فإن دول التحالف واستجابة منها لطلب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي المشار إليه في رسالته المؤرخة في 20 /4 /2015 تعلن عن انتهاء عملية «عاصفة الحزم» مع نهاية هذا اليوم وبدء عملية «إعادة الأمل» والتي سيتم خلالها العمل على تحقيق الأهداف التالية:

1 ـ سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل

2 ـ استمرار حماية المدنيين

3 ـ استمرار مكافحة الإرهاب

4 ـ الاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية

5 ـ التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معها وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج

6 ـ إيجاد تعاون دولي من خلال البناء على الجهود المستمرة للحلفاء لمنع وصول الأسلحة جواً وبحراً إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم علي عبدالله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين

تثمين أمر

وفي هذا الخصوص تثمن دول التحالف صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأمم المتحدة

وتود دول التحالف تأكيد حرصها على استعادة الشعب اليمني العزيز لأمنه واستقراره بعيدا عن الهيمنة والتدخلات الخارجية الهادفة إلى إثارة الفتنة والطائفية وليتمكن من بلوغ ما يصبو إليه من آمال وطموحات وليعود اليمن لممارسة دوره الطبيعي في محيطة العربي بإذن الله.

إمكانات هائلة

شدد العميد الركن أحمد عسيري الناطق باسم «عاصفة الحزم» على أن السعودية تمتلك إمكانات عسكرية هائلة، وأن قواتها المسلحة على مستوى عالٍ من المهارة القتالية. وقال في تصريح صحافي مخاطباً مواطنيه لا تتفاجأوا، فلدينا قوة ربما لم يرها المواطن والعالم من قبل.

الولايات المتحدة تراقب السفن الإيرانية المتجهة إلى اليمن

 

أكد مسؤولون أميركيون أن حاملة الطائرات التي أعلنت الولايات المتحدة عن إرسالها إلى المياه الواقعة قبالة السواحل اليمنية ستتولى مهمة مراقبة السفن الإيرانية التي يشتبه في ضلوعها بتهريب الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين، لكنهم استبعدوا أن تقوم واشنطن بمهمة اعتراض تلك السفن.

وأعلن مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة تراقب قافلة من السفن الإيرانية يشتبه بتوجهها إلى اليمن. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن القافلة التي تعتبرها واشنطن مشبوهة تتألف من تسع سفن بينها سفينتا دورية من طراز عسكري، مؤكداً ان وجهتها لم تعرف بعد. ونقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن الخطوة تهدف أيضاً إلى طمأنة حلفاء واشنطن في المنطقة في ظل التخوف من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة.

وقال الناطق باسم الأسطول الأميركي الخامس كيفن ستيفان: «نراقب عن كثب كل النشاطات البحرية في بحر العرب وخليج عدن، لكننا لن نكشف عدد أو نوع السفن التي نراقبها ولن نقدم تكهنات حول وجهتها المحتملة أو حمولتها».

نقل معدات

بدوره قال مسؤول آخر في الوزارة: «نشتبه في أن هذه السفن الإيرانية تنقل أسلحة ومعدات عسكرية. إذا تم تسليمها إلى اليمن فإن من شأن هذا الأمر أن يؤدي إلى المزيد من زعزعة الاستقرار». إلا انه اكد انه من السابق لأوانه التكهن بشأن إمكان أن تقوم السفن العسكرية الأميركية في المنطقة باعتراض السفن الإيرانية وتفتيشها.

ونفى الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية ستيفن وارن المعلومات التي تحدثت عن أن القطع الأميركية المنتشرة في المنطقة مهمتها اعتراض السفن الإيرانية، وقال إن هذا ليس صحيحاً. ولمحت مصادر أميركية عدة إلى انه إذا كانت هناك ضرورة لاعتراض السفن الإيرانية فإن هذه المهمة تقع بالدرجة الأولى على عاتق دول المنطقة.

تأمين الطرق البحرية

وقال مسؤول عسكري أميركي: «كل ما نقوم به حتى الآن هو تأمين الطرق البحرية» قبالة سواحل اليمن، مضيفاً: «نحن لسنا جزءاً من مهمة فرض حظر بحري» على اليمن. وبحسب مسؤول أميركي آخر فإن قافلة السفن الإيرانية عبرت مضيق هرمز وهي في طريقها نحو الغرب ما يعني ان وجهتها المحتملة هي اليمن حيث ينشط المتمردون الحوثيون.

وكان سلاح البحرية الأميركي اعلن في وقت سابق أول من أمس انه أمر حاملة طائرات وبارجة اميركيتين بالتمركز قرب اليمن لضمان ان تبقى الطرق البحرية الحيوية في المنطقة مفتوحة وآمنة. وفي الإجمال أصبح هناك تسع سفن عسكرية أميركية قرب اليمن.

Email