عسيري لقادة التمرد: الأوضاع لن تعود كما كانت عليه قبل الغارات

«عاصفة الحزم» تدمر معقل الحوثيين في تعز

دخان كثيف يغطي موقع القصر الجمهوري في تعز بعد قصفه من التحالف - رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصفت طائرات «عاصفة الحزم» أمس، المعقل الرئيسي لقوات الحوثيين في تعز المتمثل في القصر الجمهوري، حيث باتت معركة تعز هي الأكثر سخونة مع سقوط عشرات القتلى من الانقلابيين خلال مواجهات مع جنود اللواء 35 الموالي للشرعية..

كما امتدت غارات التحالف إلى عدن وأبين وصنعاء وصعدة، في وقت أكد التحالف العربي أن طائراته نفذت 100 طلعة جوية منذ أول من أمس، مشدداً أن على قادة التمرد الاقتناع أن الأوضاع لن تعود كما كانت عليه قبل العاصفة.

وأكد الناطق باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري، أن الضربات الجوية لقوات التحالف خلال الـ24 ساعة الماضية بلغت 100 طلعة جوية كانت مركزة ومحددة باستهداف مواقع وتحركات الميليشيات الحوثية في عدد من مدن اليمن.

وأبان خلال الإيجاز الصحافي الذي عقد بقاعدة الرياض الجوية أن الميليشيات الحوثية أصبحت من فترة في وضع دفاعي فقط ولم تعد تمارس عمليات عسكرية منظمة وعملها الآن تخريبي، مستهدفين بذلك المواطنين اليمنيين والأماكن العامة..

مؤكداً أن نتائج عمل العمليات الجوية لقوات التحالف يتصاعد وفي علاقة طردية إيجابية بين عملها ونتائجها، مشيراً إلى استمرار عمليات الضربات الجوية لقوات التحالف حتى تحقق نتائجها كاملة، مشدداً على أن على قادة التمرد أن يعوا أن الأوضاع لن تعود كما كانت عليه قبل العاصفة.

وقال عسيري إنه تم إجبار طائرة إغاثية على الهبوط في مدينة جازان السعودية بعد تحديها الحظر، مشدداً على أنه يجب التقيد بإجراءات إدخال مساعدات الإغاثة والإخلاء.

وأضاف أن عمليات صعدة مستمرة لإجهاض محاولات ميليشيات الحوثي الانتشار على الحدود، وتم تنفيذ عملية ضد الحوثيين في زنجبار بالتنسيق مع المقاومة، وأخرى في تعز بدعم من الألوية المؤيدة للشرعية، وأيضاً تم استهداف مواقع تجمعات ومخازن الميليشيات شمال اليمن. ولفت إلى أن الحكومة اليمنية تتواصل مع شيوخ القبائل، وقوات التحالف تناشدهم بالالتحاق بالشرعية وترك الانقلابيين.

غارات تعز

واستهدف طيران «عاصفة الحزم» القصر الجمهوري في محافظة تعز جنوب غربي اليمن. وقالت مصادر محلية إن الطيران شن عدة غارات على القصر الجمهوري في شارع القصر، والذي تتمركز به قوات موالية لجماعة الحوثيين، وقوات من الحرس الجمهوري، الموالي للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

وأكدت المصادر أن المحافظة تشهد توتراً أمنياً كبيراً في ظل استمرار المواجهات المسلحة ما بين قوات اللواء 35 الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، والقوات الموالية للحوثيين.

عشرات الجثث

وذكر شهود أن هناك عشرات الجثث لقتلى الحوثيين ملقاة في الشوارع، بالتحديد في منطقة بير باشا، وشارع جمال، مؤكدين عدم مقدرة أحد على رفعها نتيجة استمرار الاشتباكات التي تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأشارت المصادر إلى أن اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة في محيط مقر قوات الأمن الخاصة التي تتمركز بها القوات الموالية لجماعة الحوثيين..

إضافة إلى محيط المطار القديم، وميدان المرور، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة. وأوضحت المصادر أن تعزيزات قبلية من عدة قرى تابعة للمحافظة وصلت إلى المدينة للقتال إلى جانب قوات اللواء 35، ضد الحوثيين، مؤكدين أن جنود اللواء 35 ما زالوا يتصدون لمحاولة هجوم الحوثيين.

انتشار المقاومة

في السياق، انتشر مسلحون يتبعون المقاومة الشعبية بشكل مكثف في عدة أحياء بمدينة تعز وقاموا بقطع عدة شوارع من بينها شارع جمال عبد الناصر وشارع المغتربين وشوارع فرعية في أحياء التحرير الأعلى والتحرير الأسفل بالمدينة، بالإضافة إلى انتشارهم بأحياء أخرى.

وأضافت المصادر أن هؤلاء المسلحين الذين يحملون الأسلحة الرشاشة حذروا المواطنين من إيواء الحوثيين أو التستر عليهم وأكدوا أنهم سيواجهون مسلحي الحوثي بالسلاح.

نشر دبابات

وقالت مصادر محلية إن القوات الموالية للرئيس السابق والحوثي نشرت الدبابات في منطقة مستشفى الثورة وجولة الروضة وحارة كلابة، حيث تقوم هذه الدبابات بقصف وقذائف الهاون حي الروضة الذي يعد المعقل الرئيسي للمقاومة الشعبية بقيادة الشيخ القبلي حمود المخلافي.

وساند طيران التحالف المقاومة الشعبية وقصف المواقع العسكرية التابعة للحرس الجمهوري والموالية لصالح والحوثيين، ومعسكر قوات الأمن الخاصة وموقع الكتيبة 22. وتعيش المدينة حالة من الرعب في ظل استمرار المواجهات المسلحة، حيث خلت معظم الشوارع من الحركة وأغلقت المحال التجارية أبوابها كما أغلقت الطرق المؤدية إلى مقر قيادة اللواء 35 والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

باب المندب

وشنت طائرات التحالف سلسلة من الغارات الليلية على قافلة للتمرد كانت متوجهة نحو القطاع القريب من مضيق باب المندب الاستراتيجي. وأوضح المسؤول المحلي عبد ربه المحولي، أن 20 متمرداً على الأقل قتلوا في هذه الغارات الجوية التي دمرت دبابتين قتاليتين وأربع مدرعات لنقل التعزيزات.

وأضاف المحولي أن خمسة متمردين آخرين اسروا من قبل اللجان الشعبية خلال معارك عنيفة سبقت تدخل الطيران، كما قال المحولي. وذكر أن القافلة التي تعرضت للهجوم انطلقت من قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، لايصال تعزيزات من التمرد نحو باب المندب على خليج عدن والبحر الاحمر، وأيضاً نحو حي في عدن، حيث تقع مصفاة للنفط.

غارات صنعاء وصعدة

إلى ذلك، قال شهود في صنعاء إن طائرات «عاصفة الحزم» استهدفت معسكر دار الحيد المطل على شارع خولان ومنطقة حمراء علب، كما استهدف القصف مخازن الأسلحة في معسكر الحفا بعدة ضربات وسمع دوي انفجارات ضخمة كما استهدفت الغارات معسكرات الوية الصواريخ في منطقتي فج عطان وعصر واستهدفت أيضاً معسكر القوات الخاصة في منطقة الصباحة.

واستهدفت الغارات أيضاً مركز محافظة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون وكلية الدفاع الجوي في صنعاء ومركز كبير للحوثيين في أرحب ومعسكر الصمع.

تكثيف الغارات

في غضون ذلك، ذكرت مصادر سياسية أن تكثيف قوات غاراتها على مواقع قوات الرئيس السابق والحوثيين في كل مناطق اليمن بهدف الإسراع في تدمير هذه القوات وتعزيز قدرات المقاومة وقوات الجيش الموالية للشرعية حتى لا يطول أمد الأزمة الإنسانية التي يعيشها السكان بسبب توقف محطات الكهرباء عن العمل لنفاد الوقود وغياب المواد الغذائية.

ووفقاً لهذه المصادر فإن الأسبوع المقبل سيكون فاصلاً في تحديد مسار الوضع في البلاد لأن نجاح الاتصالات السياسية مرتبط بتطورات الوضع في عدن فإذا تمكنت المقاومة من دحر الحوثيين أو قبل هؤلاء بالتراجع والانسحاب منها فإن المفاوضات ستنطلق مباشرة، أما إذا استمر القتال في عدن فإن ذلك سيطيل أمد الحرب مع وضع خطة إغاثة ضخمة تشرف عليها الأمم المتحدة لإيصال الأغذية والأدوية والوقود للمدنيين.

«القاعدة» يستولي على معسكر يضم أسلحة ثقيلة

استولى تنظيم القاعدة على معسكر هام تابع للجيش اليمني في مدينة المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، وصادر أسلحة ثقيلة كانت داخله.

وقال المسؤول في المحافظة إن مقاتلي «القاعدة» سيطروا الجمعة على معسكر اللواء 27 وعلى أسلحة ثقيلة بينها دبابات ومدافع، مؤكدا أن المتطرفين باتوا يسيطرون على مجمل المكلا، وذلك غداة سيطرتهم على مطارها.

وأكد سكان في المدينة سقوط المعسكر، الذي اكد المسؤول المحلي نفسه انه تم من دون مواجهات. ويقع معسكر اللواء 27 شرق مدينة المكلا، وكان الموقع الأخير في المدينة الذي لم يسقط بعد بأيدي تنظيم القاعدة.

وقبل سقوطه كانت الوحدات الموجودة فيه تدين بالولاء للرئيس عبدربه منصور هادي. وهاجم مسلحو «القاعدة» مدينة المكلا في الثاني من الشهر الجاري وسيطروا خلال أقل من 24 ساعة على ابرز أحيائها وأطلقوا سراح نحو 300 شخص كانوا في سجونها بينهم أحد قادتهم.

قطاع المسيلة

من جهته، قال القيادي في حلف قبائل حضرموت احمد بامعس: «سيطرنا على قطاع مسيلة النفطي الواقع في بلدتي غين بنيامين وساه» في محافظة حضرموت، مضيفا: «نؤمن الأمن في القطاع وتمت السيطرة عليه من دون أي مواجهة بعد التفاوض مع الكتائب التي كانت مكلفة بحماية القطاع».

وأضاف بامعس: «قمنا بالسيطرة على هذه المنشآت بسبب الفوضى التي تعيشها البلاد وخوفاً من السيطرة عليها من قبل مسلحي القاعدة أو جماعة الحوثي». وأضاف ان الجنود الذين كانوا في موقع المسيلة «سلموا السلاح الثقيل والمتوسط وسمح لهم بالمغادرة بسلاحهم الشخصي بعد تأمين الطرقات لهم».

حلف «القاعدة»

إلا أن مصدرا قبليا في المنطقة نفسها أوضح ان «عناصر من القاعدة من منطقة الشحر هم من بين عناصر القبائل الذين يسيطرون» على قطاع مسيلة النفطي. وتأتي السيطرة على قطاع مسيلة النفطي بعد أيام من سيطرة قبائل على ميناء بلحاف الذي يصدر منه الغاز الطبيعي في محافظة شبوة.

Email