العبادي يزور المدينة ويوجه بإعادة النازحين

القوات العراقية تلاحق فلول «داعش» في تكريت

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 بدأت القوات العراقية أمس، مطاردة فلول متطرفي تنظيم داعش الإرهابي بين الأنقاض المنتشرة في شوارع مدينة تكريت، بعد تحريرها من سيطرته، وسط حذر من العبوات المفخخة، التي تركوها خلفهم، في وقت زار رئيس الوزراء حيدر العبادي المدينة، داعياً إلى سرعة إعادة الأسر النازحة للمدينة، بينما تلقى التنظيم ضربات أسفرت عن قتلى وخسائر في صفوفه. وشهدت مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، احتفالات بعد إزالة راية داعش السوداء ورفع العلم العراقي بدلاً عنها، بعد عملية عسكرية كبيرة.

ورغم ذلك، مازال مصير مئات المتطرفين مجهولاً ويعتقد أنه مازال هناك من يتحصن منهم داخل المدينة تكريت.

ملاحقة

وقال وزير الداخلية العراقي سالم الغبان، إن قوات الأمن العراقية مازالت تحارب جيوب المسلحين وتتوقع أن تنجز هذه المهمة، وتستعيد السيطرة على المدينة بالكامل «في الساعات المقبلة».

وأضاف الوزير، إن هدف قوات الأمن العراقية والقوات المتحالفة معها الآن هو تحرير كامل تكريت وإعادة الأوضاع الطبيعية إليها في أسرع وقت ممكن.

وأكد الغبان للصحافيين على الخطوط الأمامية في تكريت أنه «لم تتبق إلا القليل من جيوب المقاومة، وسنزف البشرى خلال ساعات قليلة بأن هذه الجيوب قد صفيت».

وأوضح الوزير العراقي أن الحكومة المركزية ستساعد سكان المدينة النازحين في العودة إليها، وإن وحدة عسكرية متخصصة ستمشط المدينة بحثا عن الألغام والمتفجرات. وأردف: «بعد تمشيط المدينة وتنظيفها من المتفجرات والألغام والسيارات المفخخة، سنعيد فتح مراكز الشرطة لإعادة الحياة الطبيعية إلى تكريت، كما سنشكل لجانا تشرف على إعادة السكان النازحين».

وأكد الوزير أن «داعش قد دحرت بشكل كامل». وقال إن المنطقة التي مازال مسلحو داعش يتحصنون فيها هي حي القادسية شمالي تكريت.

من جهته، اعترف كريم النوري القيادي البارز في منظمة بدر أحد ابرز الفصائل التي تقاتل في تكريت، بأن تكريت لم تطهر تماماً. وقال النوري إن «العديد من المباني مفخخة والقناصة مازالوا موجودين» في حي القادسية في شمالي تكريت.

ونقلت مشاهد مصورة لقطات لمقاتلين يحتفلون وهم يقطعون راية سوداء وسط دمار تعرضت له المدينة.

وقال بهاء عبد الله نصيف أحد عناصر الشرطة: «نحن وسط مدينة تكريت وتم تحرير جميع المباني الإدارية».

ولم يعلن عن عدد الإرهابيين الذين قتلوا أو أصيبوا أو اعتقلوا خلال المواجهات، كما لم تعلن المصادر الحكومية عن عدد الضحايا منذ بدء المواجهات في الثاني من مارس. وبدأ آلاف النازحين من أهالي محافظة صلاح الدين، حيث تقع تكريت، خلال الأيام الماضية بالعودة من بغداد إلى مناطق في صلاح الدين، التي تم تحريرها.

لكن حجم الدمار الذي لحق بمدينة تكريت بسبب العبوات الناسفة التي فجرت فيها، قد يؤخر عودة الأهالي إليها.

وانتشرت عجلات مدرعة تضررت خلال الهجوم، في الجانب الغربي من مدينة تكريت، حيث سمعت أصوات طائرات مقاتلة تحوم في سماء المدينة.

وقال رسول العبادي من كتائب الإمام علي: «قبل نحو ربع ساعة كنا نشتبك بالرصاص في شمالي تكريت».

وأضاف أن «الدواعش يحاولون التقدم باتجاه جامعة تكريت» شمال المدينة. وتابع: «لم يبق أكثر من ثلاثين منهم في منطقة القادسية».

العبادي في تكريت

في هذه الأثناء، زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مدينة تكريت، حسبما أعلنت قناة العراقية شبه الرسمية. وأكدت القناة أن «تكريت حررت بأيادي العراقيين».

ونقل موقع «السومرية نيوز» عن العبادي القول، إنه سيتم الاتفاق مع الحكومة المحلية بصلاح الدين على الإسراع بإعادة الأسر النازحة إلى المدينة وباقي المناطق المحررة، مشيرا إلى وجود خطة مستقبلية لإعادة إعمار المحافظات المحررة. ودعا العبادي مجلس محافظة صلاح الدين إلى عقد جلسته المقبلة في تكريت، ووجه قيادة شرطة المحافظة بتسلم الملف الأمني للمدينة.

ضربات وقتلى

في غضون ذلك، أعلنت قيادة العمليات العسكرية المشتركة في العراق عن مقتل العشرات من عناصر داعش، وتدمير مستودعات ومواقع تابعة لهم في الأنبار وصلاح الدين والموصل. وذكر بيان لقيادة العمليات أن «جهاز مكافحة الإرهاب تصدى لهجوم من قبل عناصر داعش على قرية المالحة، جنوبي بيجي، ما أسفر عن مقتل عدد كبير من عناصر التنظيم».

وأضاف أن «قيادة عمليات دجلة نفذت عملية أمنية في منطقة آبار النفط، أسفرت عن إلقاء القبض على خمسة مطلوبين، وقتل عدد من عناصر داعش وتفكيك عبوتين ناسفتين». ولفت البيان إلى «أن طائرات القوة الجوية وجهت ضربة إلى مستودعين وسقيفة كبيرة كانت تستخدم من عناصر تنظيم الدولة لتصنيع العبوات وتخزين الأسلحة في قضاء تلعفر غربي الموصل».

كما قالت مصادر أمنية ومحلية إن «طيران الجيش العراقي بالتنسيق مع استخبارات قيادة عمليات الأنبار قصف مقار لداعش في منطقة التأميم وسط الرمادي وزنكورة شمال غرب المدينة أسفرت عن مقتل 25 إرهابياً» مشيرة إلى أنه تمت محاصرة مسلحين للتنظيم في منطقة البوجليب شمالي الرمادي تمهيداً لاقتحامها. ولفتت إلى أن «31 إرهابياً من داعش قتلوا نتيجة قصف جوي لطيران الجيش العراقي والتحالف الدولي استهدف قريتي البعيجي والمالحة جنوب قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين».

انفجار

قتل شخص وأصيب أربعة آخرون أمس، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة شمالي العاصمة العراقية بغداد. وأوضح مصدر أمني أن عبوة ناسفة انفجرت، مستهدفة دورية للشرطة لدى مرورها في ناحية المشاهدة التابعة لقضاء الطارمية شمال بغداد، ما أسفر عن مقتل أحد عناصرها وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة وإلحاق أضرار مادية بالدورية.

Email