عاصفة الحزم مستمرة حتى استقرار اليمن.. ولا بد من ارغام سفاح دمشق على الحل السلمي

الفيصل: لسنا دعاة حرب لكننا جاهزون لها

الفيصل خلال تبيانه ملامح السياسة السعودية أمام مجلس الشورى واس

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على أنّ عملية عاصفة الحزم مستمرة حتى يعود الاستقرار لليمن ويعود موحّداً، وشدّد قائلاً إنّ المملكة العربية السعودية وأعضاء التحالف العربي «لسنا دعاة حرب لكننا جاهزون لها».

وقال الأمير سعود، خلال كلمة له أمام مجلس الشورى، إنّ «أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المملكة والخليج والأمن القومي العربي»، مشيراً إلى أن عاصفة الحزم «ستستمر للدفاع عن الشرعية في اليمن حتى تحقق أهدافها وتعود البلاد موحدة». وأضاف أنّ «ميليشيا الحوثي والرئيس السابق (علي عبدالله صالح) بدعم إيران أبت إلا أن تعبث باليمن وتعيد خلط الأوراق وتسلب الإرادة اليمنية، وتنقلب على الشرعية الدستورية، وترفض كل الحلول السلمية تحت قوة السلاح المنهوب، في سياسة جرفت اليمن إلى فتن عظيمة وتنذر بمخاطر لا تحمد عقباها».

وشدّد الفيصل بالقول: «إننا لسنا دُعاة حرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها».

وأكد أنّ المملكة العربية السعودية «لم تدخر جهداً مع أشقائها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأطراف الدولية الفاعلة، في العمل المخلص الجاد بغية الوصول للحل السلمي لدحر المؤامرة على اليمن الشقيق، وحل مشاكله والعودة إلى مرحلة البناء والنماء بدلاً من سفك الدماء». وأضاف وزير الخارجية السعودي: «جاءت الاستغاثة من بلد جار وشعب مكلوم، وقيادة شرعية تستنجد وقف العبث بمقدرات اليمن وتروم الحفاظ على شرعيته ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية واستقلاله وسيادته.

ومن هذا المنطق حظي التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن، بمباركة واسعة وتأييد شامل من لدن أمتنا العربية والإسلامية والعالم».

سياسة وتقدير

وقال وزير الخارجية السعودي إن السياسة الخارجية لبلاده وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين «تحظى بتقدير دولي لما تتسم به من الاعتدال والاحترام المتبادل».

وفي ما يخص ملف العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قال الأمير الفيصل: «كنا نتوقع عن قيام الثورة الإيرانية التي سرتنا أن تطلق على نفسها الإسلامية، وتوقعنا أن تكون نصيراً لقضايانا العربية والإسلامية وعوناً لنا في خدمة الأمة الإسلامية، وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، إلا أننا فوجئنا بسياسة تصدير الثورة وزعزعة الأمن والسلم والتدخل السافر في شؤون دول المنطقة وإثارة الفتن والشقاق بين أبناء العقيدة الواحدة»، وتابع القول: «هذا التوجه أثار لدينا العديد من التساؤلات حول ماهية المصلحة التي ستجنيها إيران من تقسيم العالم العربي والإسلامي، ومحاولات الدفع بهما إلى الهاوية التي لا صعود منها».

وأضاف: «إننا اليوم لن ندين إيران أو نبرئها من الاتهامات الملقاة على عاتقها، ولكننا سنختبر نواياها، بأن نمد لها أيدينا كبلد جار مسلم لفتح صفحة جديدة، وإذا كان لنا أن نعتبر إيران بلد حضارة - ونحن نعتبرها وشعبها كذلك، فإن واجبها يحتم عليها أن تكون بانية حضارة ترتقي بالأمن والسلم في المنطقة لا تزعزعه.

كما أنها كبلد مسلم، فإن كتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم يفرض عليها خدمة قضايانا الإسلامية لا تشتيتها وتفريقها» وركّز طويلاً على أنّه «على إيران أن تدرك أن دعوة التضامن الإسلامي وجدت لتبقى، وستبقى بمشيئة الله تعالى. والأجدى لإيران أن تشارك في هذا التوجه بدلاً مما تسميه بتصدير الثورة».

مأساة سوريا

وتحدث الأمير سعود الفيصل عن الأزمة السورية فوصف الوضع بـ«المأساة التي تجاوزت كل المطامع السياسية ومراميها»، قائلاً إنّ مأساة سوريا وصمة عار في جبين كل متخاذل عن نصرة هذا الشعب المنكوب».

وبعدما أضاف أنّ «المملكة تقف قيادةً وشعباً خلف كل جهد في سبيل إحياء الضمير العربي والدولي لوضع حدٍ للكارثة الإنسانية في سوريا».. رأى الفيصل أن حل الأزمة السورية «يقوم على مبادئ إعلان جنيف 1 والسعي لتحقيق التوازن العسكري على الأرض لإرغام سفاح دمشق على الاستجابة للحل السلمي».

عاصمة العروبة الجريحة

وفي الشأن العراقي قال الفيصل: «عندما نتحدث عن بغداد فنحن نتحدث عن عاصمة العروبة الجريحة التي قاست الأمرين على أيدي زمرة من أبنائها مدفوعين من أطراف خارجية»، مضيفاً «استبشرنا خيراً بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وإعلان تصميمها على إعادة بناء العراق على أسس وطنية وبمساهمة جميع العراقيين». وأكد أن «توجه الحكومة العراقية الجديدة حظي بتأييدنا وانعكس على السعي نحو تطوير العلاقة والشروع في إعادة فتح سفارة المملكة في بغداد».

وبيّن الأمير سعود الفيصل أن المملكة العربية السعودية تدعو لـ«توسيع مهام التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي مع الاستمرار في دعوتها نحو توسيع هذا التحالف ليصبح بمثابة الشرطة الدولية لمحاربة كافة التنظيمات الإرهابية دون استثناء وفي أي مكان وجدت. أخذاً في الاعتبار أن المواجهة الفكرية للإرهاب لا تقل أهمية عن مواجهته أمنياً».

فلسطين المحور

وجدد الأمير سعود الفيصل التأكيد على أن القضية الفلسطينية المحور الأساسي لسياسة المملكة الخارجية، ويرتكز موقف المملكة تجاهها «على السعي لتحقيق السلام العادل والدائم والشامل، الذي يشكل صلب مبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة وتبنتها جامعة الدول العربية رغم جسامة التحديات».

ثوابت

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن سياسة بلاده الخارجية «مبنية على ثوابت أهمها: الانسجام مع مبادئ الشريعة الإسلامية، والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وخدمة الأمن والسلم الدوليين، مع الالتزام بقواعد القانون الدولي والمعاهدات والمواثيق الدولية واحترامها، وبناء علاقات ودية تخدم المصالح المشتركة مع دول العالم، تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وذلك في إطار خدمة مصالح الوطن وحمايته والحفاظ على سلامة أراضيه واستقراره ونمائه، ورعاية مصالح المواطنين، وإعلاء شأن المملكة ومكانتها في العالم».

ولفت الفيصل النظر إلى أن «السياسة الخارجية للمملكة تحرص دائماً على العمل الجماعي الفعال، في مختلف أطرها الخليجية والعربية والإسلامية والدولية. وتسعى بجدية إلى تطوير آليات العمل المشترك، سواء من خلال الدعوة إلى الاتحاد الخليجي الذي يمكن دول مجلس التعاون من مواجهة التحديات والتغيرات الإقليمية والعالمية. وتقوية شوكتهم في الدفاع عن مصالحهم ومصالح أشقائها في العالم العربي والإسلامي. ناهيك عن المساهمة في إصلاح جامعة الدول العربية، وتعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي، والدعوة إلى تطوير هياكل الأمم المتحدة وإصلاح مجلس الأمن».

ايران: لدينا مقترح ونسعى للتواصل مع السعودية

أعلنت إيران أنها تسعى إلى التواصل مع السعودية لتقديم مقترح لحل الأزمة في اليمن. وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان: إن إيران لديها مقترح لحل الأزمة في اليمن وتحاول التواصل مع المملكة العربية السعودية من أجل التعاون في هذا الشأن.

وأوضح رداً على سؤال عما إذا كانت طهران تتواصل مع الرياض من أجل حل الأزمة في اليمن: «نحن نحاول». وحول ما إذا كان لدى بلاده خطة لحل الأزمة قال: «لدينا مقترح» لذلك. ودعا عبداللهيان في تصريحات للصحافيين كل الأطراف اليمنية إلى الهدوء والعودة للحوار. وتابع: «نوصي كل الأطراف المتناحرة للعودة للهدوء السلمي»، مضيفاً أن طهران «تبذل كل جهودها ومساعيها لاستتباب الأمن والهدوء في اليمن».

وأكد عبداللهيان أن طهران والرياض «قادرتان على التعاون للتوصل إلى تسوية في اليمن». طهران ــ الوكالات

رفض

أكد مساعد الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري، أن بلاده لن تسمح بتفتيش صناعاتها الدفاعية والعسكرية. وقال جزائري في تصريح صحافي: «على الجميع أن يعلم أننا لن نسمح بتفتيش صناعات البلاد الدفاعية والعسكرية». طهران ــ د.ب.أ

Email