العبادي التقى كي مون في بغداد

قتال شرس حول تكريت ومعارك نهائية في صلاح الدين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن التحالف الدولي أنه شن غارات جوية على تنظيم داعش في مناطق عدة بالعراق، وتعهّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعد لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بغداد، بتحرير محافظة صلاح الدين قريباً، فيما أعرب الأمين العام عن قلقه من انتهاكات ترتكبها ميليشيات موالية للحكومة العراقية، في وقت تجري معارك شرسة في محيط مدينة تكريت.

وقال العبادي في مؤتمر صحافي مشترك بعد انتهاء المباحثات مع كي مون: «إننا نخوض معارك نهائية في صلاح الدين والنصر أصبح باليد وقريباً نعلن الانتصار النهائي في هذه المحافظة، ونتبعها بالأنبار والموصل». وأضاف: «أبشر مواطنينا بأن المعارك تسير على قدم وساق وأن قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وأبناء العشائر سيهزمون داعش». وأوضح: «هناك تدفق للإرهابيين الأجانب إلى العراق ليقتلوا الأطفال والنساء، وعلى المجتمع الدولي التعاون وفق قرارات الأمم المتحدة وقف هذه الظاهرة والتصدي لتجار الحروب الذين يقومون بسرقة وتهريب النفط والآثار لتمويل عصابات داعش».

خطر الإرهاب

وتابع العبادي: «العراق يبني علاقات طيبة مع الجميع لكننا لا نحبذ التدخل العسكري في الشؤون الداخلية للدول وما يحصل في اليمن شأن داخلي، وموقفنا مع حل المشاكل بين اليمنيين عبر الحوار».

واستطرد: «العراق يتعرض لخطر الإرهاب ومن حق الحكومة اللجوء إلى المجتمع الدولي لمساعدتنا، ولكن دون قوات برية، وإنما بغطاء جوي لمساندة الجيش العراقي وهو الجيش الوحيد الذي يقاتل داعش على الأرض». وجدد العبادي تأكيد «التزام الحكومة بالمساواة بين المواطنين وإصدارها أوامر صارمة ضد أي إساءة لحقوق الإنسان، وسنحاسب داعش على جرائمها بحق العراقيين كما نحاسب على أي إساءة».

من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن دعم المنظمة الدولية للعراق. وقال: «أقدّر وأثمّن التزام الحكومة العراقية بوحدة الشعب العراقي وإدامة المصالحة الوطنية، ونحن مرتاحون للتقدم الذي تحرزه القوات العراقية في تكريت، متمنياً تحرير بقية المناطق وإنهاء معاناة النازحين وما ترتكبه داعش بحق الأقليات».

انتهاكات

وكان كي مون أعرب عن قلقه بشأن مزاعم انتهاكات ارتكبتها قوات ومقاتلون موالون للحكومة العراقية في قتالهم لتنظيم داعش. وأضاف في بيان بعد اجتماعه بالرئيس العراقي فؤاد معصوم في بغداد: «أنا قلق بشأن مزاعم عمليات إعدام خارج القانون وخطف وتدمير ممتلكات ارتكبها قوات ومقاتلون يحاربون مع القوات المسلحة العراقية».

وعبر عن قلقه بشأن معلومات تشير إلى «وقوع عمليات قتل واختطاف وتدمير للأملاك من قبل ميليشيات تقاتل إلى جانب القوات المسلحة العراقية». وأضاف أن «المدنيين الذين نجوا من وحشية داعش يجب ألا يخشوا من محرريهم». وأكد كي مون أنه يتوجب على العراق «وضع الفصائل المسلحة التي تدعم الحكومة تحت سيطرتها».

وعبر بان عن قلقه أيضاً بشأن عدم قدرة الحكومة العراقية ولا المجتمع الدولي على رعاية أكثر من 2.5 مليون عراقي نزحوا بسبب الصراع. وقال كي مون: «أدعو الحكومة العراقية والمجتمع الدولي إلى زيادة دعم المهجرين العراقيين والمساعدة على تخفيف معاناة كل الشعب العراقي».

بدوره، قال العبادي إنه أصدر أوامر مشددة للتصدي لارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لم يتسلم أي تقرير عن هذا النوع.

دعم العالم

وقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري بعد اللقاء مع كي مون: إن «العراق يحارب تنظيماً إرهابياً ينتمي عناصره إلى ما يقارب 62 دولة»، مشدداً على ضرورة أن «تقف دول العالم إلى جانب العراق كرد فعل إنساني لمواجهة الإرهاب المعولم». ودعا الأمم المتحدة لتقديم المزيد من الدعم الخدمي والإنساني لأكثر من مليونين ونصف المليون نازح الذين يعيشون ظروفاً صعبة.

مساعدة النازحين

وأوضح: «نتطلع إلى أن تقوم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بمساعدة الآلاف من النازحين وتعويضهم عما أصابهم من ضرر، وأن العراق بجيشه وشرطته ومتطوعيه من مختلف المكونات يقاتل الإرهاب نيابة عن العالم، وعلى المجتمع الدولي الاستمرار بدعم مهمة تدريب وتسليح القوات المسلحة للظروف التي تمر بها المنطقة».

في الأثناء، قالت قوة المهام المشتركة في بيان: إن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة نفذت سبع ضربات جوية في العراق ضد تنظيم داعش منذ صباح الأحد. وأضافت أن الضربات الجوية نفذت قرب الموصل وسنجار وتلعفر وتكريت، واستهدفت وحدتين لمقاتلي «داعش» وموقعاً قتالياً وعدداً من المباني وأهدافاً أخرى.

معركة تكريت

يأتي هذا فيما تواصل قوات الأمن قتال «داعش» في ضواحي مدينة تكريت. وتصاعدت، أمس، سحب من الدخان من أماكن انفجارات وتردّد دوي أصوات أعيرة نارية غداة تحذير مسؤولين محلّيين من أن معركة استعادة تكريت لن تكون سريعة.

ولا تزال المعركة تمضي ببطء. وقال أحد الضباط إن 17 على الأقل من القوات قُتلوا في الاشتباكات وأُصيب مئة آخرون حول تكريت منذ الخميس.

وأحبط مقاتلو «داعش» الأحد محاولة للتسلل إلى المدينة من الجنوب. وقال مسؤول، إنهم استخدموا صواريخ مضادة للدبابات في تدمير جرافة استخدمتها القوات لفتح ممر في الطرق المملوءة بالشراك الخداعية. وقال مسؤول أمني، إن مقاتلي «داعش» نصبوا كميناً للقوات العراقية والميليشيات قرب الدجيل، أول من أمس، وقتلوا ستة متطوعين وأصابوا 14 آخرين. واستمرت الاشتباكات في الريف حول الدجيل التي تبعد 54 كيلومتراً فقط عن بغداد واستخدم فيها التنظيم مهاجمين انتحاريين اثنين، وبنادق آلية مثبتة على شاحنات.

وفي بغداد قُتل سبعة أشخاص على الأقل في ثلاثة تفجيرات، بينما قتل جندي في انفجار قنبلة استهدفت قافلة في الطارمية شمالي العاصمة.

رسالة دعم

قال رئيس البرلمان العراقي سليم عبدالله الجبوري إن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للعراق في هذا التوقيت، تمثل رسالة دعم للعراق، والوقوف إلى جانب خياراته السياسية ونموذجه الديمقراطي من أجل البدء بنهضة جديدة.

وأضاف إن «للأمم المتحدة موقفاً ثابتاً في مؤازرة الشعب العراقي في محنته الداخلية والخارجية والاستجابة لمطالبه الملحة، وأن الشعب العراقي يشعر بالعرفان لكل الأصدقاء في المجتمع الدولي لمساندته ودعمه، ولاسيما الموقف الداعم للعراق في معركة اجتثاث الإرهاب من أرضه».

مقتل جنديين إيرانيين في العراق وواشنطن تنفي مسؤوليتها

 

قتل عنصران من الحرس الثوري الإيراني كانا منتشرين في العراق كمستشارين في الحرب ضد تنظيم داعش، بضربة من طائرة أميركية من دون طيار، كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية.

وقالت الوكالة التي أشارت الى دفنهما في إيران، إن الرجلين قتلا في 23 مارس بضربة من طائرة من دون طيار خلال عملية ضد تنظيم داعش في تكريت بشمال العراق. وتقول الولايات المتحدة إنها تدخلت في معركة تكريت بعدما حصلت على ضمانات من بغداد بأن القوات الحكومية ستلعب الدور الأساسي في الهجوم. ونفى البنتاغون أي ضلوع في الغارات في 23 مارس.

ضربات

وقال أومار فيلاريل الناطق باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط إن «قوات التحالف بدأت الضربات قرب تكريت في 25 مارس بعد يومين على هذا الحادث الذي تم التداول به، ولم تتم أية ضربة في تكريت أو قربها في 23 مارس». وأضاف «بالإضافة الى ذلك، ليس لدينا أية معلومات تؤكد هذه المزاعم بأن ضربات التحالف أدت إلى مقتل عناصر» من الحرس الثوري. ونشرت مواقع أخبار إيرانية على الإنترنت صوراً للرجلين وهما يرتديان بزات عسكرية وعرفت عنهما على أنهما علي يزدني وهادي جعفري.

تضارب

ونفت طهران على الدوام تواجد قواتها في العراق، لكنها أقرت بأنها أرسلت أسلحة ومستشارين عسكريين. وأشارت وسائل إعلام إيرانية الى مقتل عدة عناصر من الجيش وبينهم برتبة ضباط في العراق وسوريا.

Email