عشائر تكريت تعهّدت تعويض انسحاب «الحشد»

التحالف الدولي يقصف 15 هدفاً في العراق وسوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت قوة المهام المشتركة في بيان صحافي إن أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قصفوا أهدافاً في العراق وسوريا الليلة قبل الماضية في إطار حملتهم على تنظيم داعش.

وقصفت القوات 14 هدفاً في العراق وهدفاً في سوريا بما في ذلك مواقع يسيطر عليها المتشددون قرب مدن الموصل وتكريت والفلوجة، وأكّدت عشائر صلاح الدين استعدادها لملء الفراغ الذي خلفه انسحاب ميليشيات الحشد الشعبي، في وقت كشفت مصادر عسكرية، تفاصيل عن معارك منطقة شرق الكرمة، شمال بغداد، التي كان يفترض أن تكون تمهيدية للهجوم على الفلوجة.

ملء الفراغ

في الأثناء، أكّدت عشائر صلاح الدين استعدادها لملء الفراغ الذي خلفه انسحاب ميليشيات الحشد الشعبي، بعد ضغوط داخلية وخارجية، من محيط تكريت، داعية الحكومة إلى تسليحها والاعتماد عليها بإسناد القوات الأمنيّة.

ونقل مراسلون ميدانيون عن عضو مجلس عشائر المحافظة الشيخ عبد الخالق الجبوري، انّ «توجّه الحكومة بطلب الدعم من التحالف الدولي لحسم معركة تكريت، هو تصرّف مطابق لمقتضيات المعركة»، مبينا أنّ «الحكومة كانت مخطئة عندما اعتمدت على إيران وعلى الميليشيات غير النظاميّة في معركة تكريت، في وقت أهملت به الجيش العراقي وأبناء عشائر المحافظة».

وأضاف، انّ «أبناء المحافظة لم يقبلوا أبدا بدخول الحرس الثوري الإيراني والميليشيات، لكن لم تكن بيدهم أيّ حيلة إزاء ذلك»، مؤكّداً أنّنا «استبشرنا خيرا بانسحاب الحرس الثوري والميليشيات».

وأكّد الجبوري «استعداد عشائر المحافظة لملء أيّ فراغ وأيّ نقص في صفوف القوات الأمنية»، مبينا أنّ «العشائر مستعدّة من اليوم بإعداد آلاف المقاتلين لإسناد المعركة».

وأضاف انّ «المقاتلين جاهزون وهم مدربون ولديهم الخبرة الكافية بالقتال، ولا يريدون شيئا سوى تحرير مناطقهم والعمل تحت قيادة القوّات الأمنيّة النظاميّة»، داعياً رئيس الوزراء إلى «توفير السلاح اللازم لأبناء العشائر ودمجهم في ساحة المعركة».

إلى ذلك، كشفت مصادر عسكرية، تفاصيل عن معارك منطقة شرق الكرمة، شمال بغداد، التي كان يفترض أن تكون تمهيدية للهجوم على الفلوجة، والتي انطلقت في الخامس من الشهر الحالي، تزامنا مع الحملة الواسعة على تكريت، حيث بدأت العملية العسكرية في مناطق شرق ناحية الكرمة بمحافظة الأنبار، التي تضم مناطق الشورتان- النصيف- اللهيب- العبيد- البو علوان-الأسعدان – الكناطر.

وذكرت المصادر أن الحملة بدأت مع حلول الساعات الأولى من الفجر، بإمرة قوة تابعة الى قيادة عمليات بغداد، وقوة مشتركة من اللواء الرابع والعشرين في الجيش العراقي، وقوة من الفرقتين الحادية عشرة والسابعة عشرة من الجيش، وقوة من الفوج الثالث اللواء الثالث والثلاثين بالفرقة الثامنة، اضافة الى قوة من الشرطة الاتحادية، وقوات الحشد الشعبي، لطرد «داعش» من تلك المناطق.

وبحسب مصدر في وزارة الدفاع العراقية، فإن «القوات الأمنية تمكنّت في بداية الحملة من التقدم بشكل ملحوظ، إلا أن نقص الدعم اللوجستي وعدم وصول التعزيزات الكافية، وما رافقها من انسحاب لسلاح الجو العراقي، إضافة الى وقف القصف المدفعي من مقر اللواء الرابع والعشرين، حالت دون تحقيق اهداف الحملة».

وأضاف ان «القطعات العسكرية تقدمت باتجاه مناطق شرق ناحية الكرمة، لكنها اصبحت في مرمى نيران داعش من الأسلحة المتوسطة، إضافة الى القناصين، رافقها تفجير العبوات الناسفة والمنازل المفخّخة، ما أدى الى فقدان الكثير من منتسبي قواتنا الأمنية وأبناء الحشد، حيث سقط العشرات بين قتيل وجريح، ما تسبب في انسحاب قطعاتنا الأمنية الى مواقعها السابقة التي اعتبرت نقطة الصفر بالنسبة للقيادات العسكرية».

الاتفاق والتنفيذ

وتابع أن «العملية العسكرية كانت بإشراف مباشر وتخطيط للإيجاز العسكري من قبل قائد عمليات بغداد الفريق عبد الأمير الشمري»، لافتا الى ان «الخطة التي نفذت على ارض المعركة لم تكن ذاتها التي اقرت في الايجاز المتفق عليه، الذي تضمن بدء القصف الجوي والمدفعي قبل التنفيذ بأربع ساعات على الاقل، ليتسنى لقواتنا الأمنية دك اوكار داعش قبل عملية التطهير».

وتابع المصدر «فوجئنا بتوجيهات من القيادات الميدانية بعدم رفع إحصاءات دقيقة للخسائر البشرية في صفوف قواتنا»، مشيرا الى ان «طيران التحالف الدولي الذي شارك في المعركة قصف مقرات تابعة لقطعاتنا الأمنية بذريعة الخطأ، ما أدى الى تدمير أحد المقرات العسكرية التابعة للفوج الأول (اللواء الرابع والعشرين الفرقة السادسة جيش عراقي)».

وأبدى المصدر استغرابه من «عدم وصول التعزيزات العسكرية اللازمة ما تسبب في عدم دخول الجهد الهندسي الى ساحة المعركة للقيام بدوره في تفكيك العبوات الناسفة داخل المنازل وعلى الطرقات».

ودعا المصدر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي الى «زيارة جبهات القتال شرق ناحية الكرمة وتوجيه القيادات العسكرية بإقامة ابراج مراقبة، وانشاء سواتر ترابية وخنادق، وتوفير اسلحة القنص بعيدة المدى وعناصر متدربة على استخدامها وابقاء عدد من العجلات المدرعة ضمن المناطق التي حررت مؤخرا (الشورتان والعبادي والأسعدان) للحيلولة دون استحواذ داعش عليها مرة أخرى».

11

أفادت مصادر أمنية عراقية أمس بأن 11 عراقياً قتلوا وأصيب 12 آخرون في حوادث عنف متفرقة شهدتها مناطق تابعة لمدينة بعقوبة (57 كم شمال شرقي بغداد). وقالت المصادر إن عبوة ناسفة موضوعة بجانب الطريق في قرية (حد مكسر) التابعة لناحية العبارة شمالي بعقوبة انفجرت وتسببت بمقتل 3 مدنيين وإصابة خمسة آخرين بجروح.

وأشارت المصادر إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة سبعة آخرين في انفجار عبوتين ناسفتين في حي الزراعة شمالي بعقوبة. ولفتت إلى مقتل 3 مدنيين جراء إطلاق نار من مسلحين في المقدادية وناحية بهرز جنوبي بعقوبة. بعقوبة ــ د.ب.أ

لندن: «داعش» يبيع آثار العراق وسوريا لتمويل الإرهاب

 

 

قال تقرير للحكومة البريطانية إن «تنظيم داعش يهرب القطع الأثرية التاريخية من سوريا والعراق من أجل رفع إيراداته المالية»، مشدداً على أهمية «تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة التدمير الكبير الذي يقوم به داعش ضد التراث في البلدين عبر تدميره أو تهريبه وبيعه في الأسواق».

وذكر التقرير أن فريق آثار مشتركاً من بريطانيا والعراق ينقب عن الآثار في بلدة عمرها 4000 سنة في محافظة ذي قار جنوب العراق بالقرب من مدينة «أور» الشهيرة، ليقوم بعد ذلك بتسجيل وتسليم هذه الآثار إلى السلطات العراقية لعرضها في المتحف الوطني العراقي، لضمان الحفاظ على الموروث الثقافي العراقي.

وفي هذا السياق، قامت نائب السفير والقائم بالأعمال في سفارة المملكة المتحدة لدى العراق بليندا لويس بزيارة الفريق البريطاني-العراقي، وقالت «إن هذا المشروع يتناقض تماماً مع الأفعال الوحشية التي يقوم بها تنظيم داعش في شمال العراق، لقد اطلعنا على تقارير تشير إلى تدمير تنظيم داعش الإرهابي المواقع التاريخية في نمرود والحضر بالإضافة إلى تدميرهم

الآثار النفيسة في الموصل. إن المملكة المتحدة تدين وبأشد العبارات التدمير المتعمد للإرث الثقافي العراقي».

إضافة للنفط

وقال: «رغم إننا نعتقد أن معظم إيرادات داعش المالية تأتي من تهريب النفط والابتزاز فمن مسؤوليتنا أن نضمن أننا نستخدم جميع التدابير المتاحة لمنع داعش من الحصول على هذه الإيرادات والتمويل لتقييدهم من تنفيذ حملتهم الوحشية».

وقال إدوين سموأل الناطق باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «في سوريا تضررت مواقع مصنّفة على لائحة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، بما في ذلك مدينة حلب القديمة، كل أطراف الصراع عليها مسؤولية حماية هذه المواقع ذات الأهمية الثقافية، ونظام الأسد على وجه الخصوص تسبب في أضرار كبيرة خلال الضربات الجوية والمدفعية والبراميل.

وفي العراق قام داعش بتفجير الكنيسة الخضراء وهي واحدة من أقدم الكنائس المسيحية في الشرق الأوسط، ومسجد النبي يونس أيضاً».

وتابع: «هذا التدمير الوحشي يؤثر بشكل كبير على التنوع في الشرق الأوسط، فهو يقوّض التراث الثقافي الغني والتاريخ والشعور بالانتماء لكل الأديان والطوائف في سوريا والعراق». واستشهد التقرير بحكم الأزهر الشريف على ما يقوم به داعش من تدمير وتهريب للآثار واعتباره منافياً لتعاليم الدين الإسلامي.

Email