بعد معارك ضارية مع «النصرة» وفصائل حليفة

نظام الأسد يفقد إدلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 فقد النظام السوري، في سياق الضربات التي بات يتلقّاها في الآونة الأخيرة، مدينة إدلب (شمال غربي سوريا). وسيطرت جبهة النصرة وحلفاؤها، عصر أمس، بالكامل على إدلب الاستراتيجية والحدودية مع تركيا لتكون ثاني مدينة تخرج عن سيطرة النظام السوري بعد مدينة الرقة (شمال) معقل تنظيم داعش.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ جبهة النصرة سيطرت على معظم أحياء ادلب مع تراجع قوات النظام في أعقاب قتال شوارع عنيف. وأفاد بأنّ النصرة وبقية الفصائل تمكنت من السيطرة خلال الأيام الأربعة الماضية على ما لا يقل عن 24 حاجزاً ونقطة عسكرية، بالإضافة إلى السيطرة على معظم أحياء المدينة.

ولفت إلى أن هذه الاشتباكات تزامنت مع قصف عنيف بين الطرفين، في محاولة من قوات النظام استعادة المناطق التي تمكن مقاتلو النصرة والفصائل الإسلامية من السيطرة عليها، كما أسفرت الاشتباكات عن مقتل العشرات من المقاتلين بينهم قياديون عسكريون وقادة، إضافة لمقتل العشرات من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضباط.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن جبهة النصرة مدعومة من أحرار الشام وعدة فصائل إسلامية سيطرت عصر أمس على المباني الحكومية والأمنية بعدما سيطرت ليل الجمعة السبت على معظم أحياء إدلب لتكمل سيطرتها على المدينة.

كما أعلنت الجبهة على حسابها في موقع تويتر عن تحرير المدينة، حيث اضطرت القوات السورية النظامية الى التراجع أمام تقدم مقاتلي المعارضة. وبثت صوراً على موقعها تظهر مقاتليها أمام مبنى المحافظة ومجلس المدينة والسجن البلدي ومخفر للشرطة في المدينة.

اسباب

ويعود سبب السيطرة السريعة على المدينة، بحسب مدير المرصد، بأنه على رغم قيام النظام بشن 150 غارة على المدينة خلال الأيام الخمسة الماضية، فإنّ «2000 مقاتل قاموا بشن هجومهم من جميع الأطراف على متن 40 حاملة جنود». كما يبدو، من جهة أخرى، ان النظام استبق الهزيمة حيث بدأ، منذ أسبوعين، بنقل المكاتب الإدارية لمدينة إدلب الى مدينة جسر الشغور.

صورة الاسد

وأظهر شريط فيديو عدداً من المقاتلين في شارع وهم يمزقون ويدوسون على صورة للرئيس بشار الأسد. وتزامنت سيطرة النصرة على هذه المدينة بعد معارك استمرت خمسة أيام مع إعراب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمام القمة العربية في شرم الشيخ عن «الخزي إزاء فشل» المجتمع الدولي «في العمل بحزم لوقف المذبحة» في سوريا.

كما يأتي في وقت تستعد موسكو لاستضافة مفاوضات جديدة في أول أبريل بين ممثلين للنظام السوري وقسم من المعارضة من دون أمل كبير بتحقيق أي اختراق سياسي.

وتعد مدينة إدلب، التي يناهز عدد سكانها الـ 200 الق نسمة قبل اندلاع النزاع السوري قبل أربعة أعوام، لكنه تضخم جدا بسبب تدفق النازحين من مناطق اخرى إليها ثاني مركز محافظة يخرج عن سيطرة قوات النظام بعد مدينة الرقة التي خرجت عن سيطرتها قبل أكثر من عامين.

وهي قريبة من الطريق السريع الاستراتيجي الرئيسي بين العاصمة دمشق ومدينة حلب، كما أنها قريبة من محافظة اللاذقية الساحلية معقل الرئيس بشار الأسد. وبسيطرتها على هذه المدينة أصبحت جبهة النصرة تسيطر على معظم محافظة إدلب الحدودية مع تركيا باستثناء جسر الشغور وأريحا التي لا تزال، بالإضافة الى مطار أبو الضهور العسكري وقواعد عسكرية أخرى، في يد قوات النظام.

دولة

يقول خبراء ان الجبهة، وهي ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، تسعى الى إقامة كيان خاص بها مواز لـ«دولة» داعش في شمال وشرق سوريا وشمال وغرب العراق.

Email