تقارير البيان

تداعيات «عاصفة الحزم» على المواجهة العربية مع إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثارت عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، في اليمن، أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت هذه المواجهة العربية هي بداية لمواجهة عربية مباشرة وشاملة مع طهران، تكون اليمن هي المحطة الأولى لها، لتمتد بعد ذلك لملاحقة الوجود الإيراني في بلدان عربية، على رأسها سوريا والعراق ولبنان، أم أن التدخل العربي جاء لإنقاذ اليمن فقط من سيطرة الحوثيين، وأن الدول المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» ليست بصدد مواجهة أو حرب مع طهران؟

ويبدو أن سياسة الحرب بالوكالة تروق كثيراً للجانب الإيراني، بحسب مراقبين، حيث إن سياسية التمدد الإيراني في المنطقة العربية، لم تتم بطريقة مباشرة، وإنما من خلال خلق أدوات لها داخل الدول العربية، وهو ما تم بالفعل في سوريا والعراق وأخيراً في اليمن التي قررت دول عربية فيها درء هذا الخطر من خلال توجيه ضربات عسكرية للأداة الإيرانية هناك وهي القوات الحوثية.

وبرغم من ذلك فإن الشواهد تشير إلى أن الدول العربية لن تلاحق باقي الأدوات الإيرانية في باقي الدول العربية، على غرار ما تقوم به في اليمن، والشاهد على ذلك تصريحات لوزير الخارجية اليمني رياض ياسين، أكد فيها «أننا لسنا بصدد مواجهة أو حرب مع إيران، وأن التدخل جاء لإنقاذ اليمن، والعرب لم يتدخلوا في الأراضي الإيرانية، بالتالي على طهران ألا تتدخل».

مواجهة إيران

من جانبه، أكد المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة المصرية اللواء علاء عز الدين محمود أن الحرب التي تخوضها دول عربية في اليمن الآن ضد القوات الحوثية، لا تعتبر مواجهة مباشرة بين العرب وإيران، كما أنها لا تصل إلى وصفها بحرب بالوكالة.

وإنما ما يحدث هو دعم غير مباشر من إيران للحوثيين الذين تواجههم الدول العربية، مؤكداً أن إيران لن تحاول بأي حال من الأحوال تحويل المواجهة لمواجهة أو صراع ميداني مباشر، لا سيما أنها تحاول التأكيد للمجتمع الدولي أنها لا مصالح لها في المنطقة العربية، كما أنها تحاول أن تحرز تقدماً في ملفها النووي والمفاوضات السارية.

كما استبعد عز الدين، في تصريح لـ«البيان»، أن تصل المواجهة العربية للمد الإيراني في المنطقة لدول أخرى كسوريا والعراق أو لبنان، مؤكداً أن المواجهة المباشرة غير مرغوبة وليست في مصلحة العرب، لا سيما أن إيران تعد قوة إقليمية لا يستهان بها، موضحاً أن هذا لا يمنع أن تكون الدول العربية في حال تأهب للمواجهة المباشرة في حال تشكيل إيران لخطر مباشر على دول الخليج.

ورأى مراقبون أن إيران ليست بذلك الغباء السياسي، كي تستدرج العرب لمواجهة مباشرة، نظراً إلى أن الطموح الإيراني في التمدد في المنطقة ترفضه قوى دولية وإقليمية، ومن ثم قد تدعم الدول العربية في حربهم ضد إيران، وهو ما يجر المنطقة بكاملها إلى حرب لا تحمد عقباها، كما أن الدول العربية ليس في مصلحتها بأي حال من الأحوال أن تدخل في مثل هذه المواجهة في الوقت الحالي، وأن تكتفي بمحاصرة خطر الحوثيين في اليمن.

لا تدخّل

أكد مؤسس الفرقة 777 بالقوات المسلحة المصرية اللواء أحمد رجائي عطية أن امتداد المواجهة العربية لأدوات إيران في باقي الدول العربية على غرار ما تم في اليمن، أمر غير وارد في الوقت الحالي، نظراً إلى اختلاف الموقف داخل كل دولة من هذه الدول وبين الموقف في اليمن.

وأضاف عطية أن ما يحدث في اليمن كان انقضاضاً مسلحاً من قبل القوات الحوثية على السلطة الشرعية هناك، وهو الأمر الذي استدعى التدخل العربي العسكري هناك، بناء على طلب من هذه السلطة الشرعية، بينما تختلف الأوضاع في كل من سوريا ولبنان والعراق.

حيث لا تفاقم للأوضاع هناك، فتلك الأدوات الإيرانية داخل كل دولة ما زالت تتعامل من المنطلق السياسي، مؤكداً أنه في حال أن استوجبت الأمور التدخل فإن الدول العربية ستتدخل.

Email