حاكم الفجيرة يترأس وفد الإمارات

القمة العربية تؤيد عاصفة الحزم والقوة المشتركة

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت أمس أعمال القمة العربية السادسة والعشرين في مدينة شرم الشيخ المصرية، التي يرأس وفد الدولة فيها صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، حيث صبت الكلمات والمواقف تجاه تأييد عمليات «عاصفة الحزم» التي ينفذها التحالف العربي ضد الانقلابيين الحوثيين في اليمن ودعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، وسط دعوات إلى تفعيل التضامن العربي ومساندة مقترح القوة المشتركة.

وانطلقت أمس أعمال القمة العربية السادسة والعشرين في مدينة شرم الشيخ المصرية التي يرأس وفد الدولة فيها صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة. كما يضم وفد الدولة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، والشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ومعالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، ومعالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الدولة، ومعالي محمد أحمد البواردي وكيل وزارة الدفاع، ومعالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى مصر، والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية.

وألقى أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رئيس القمة الخامسة والعشرين، كلمة أكد فيها «دعم الكويت ووقوفها التام مع الأشقاء في السعودية وبقية أشقائها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية في حقها في الدفاع عن نفسها بعد أن استنفدت الجهود كافة في محاولة لإيجاد حل للأزمة اليمنية وإقناع المليشيات الحوثية بالطرق السلمية».

وأوضح أن «ذلك جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتقديم المساندة الفورية عربيًا ودوليًا بما يحفظ اليمن وشعبه ويصون سيادته ووحدة أراضيه واستناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتضمنة إقراراً بحق الدول الطبيعي في الدفاع عن نفسها واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين». وأكد أن «الصراع في سوريا لن ينتهي إلا بحل سياسي يكفل لسوريا سيادتها ووحدتها ويعيد الاستقرار إلى ربوعها ويلبي مطالب شعبها المشروعة»، مستطرداً: «لن نهنأ بالأمن وننعم بالاستقرار طالما استمرت هذه القضية الفلسطينية من دون حل».

كلمة السيسي
وسلم أمير الكويت رئاسة القمة العربية إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي أكد في كلمته التي ارتكزت على أربع نقاط منها «خطورة العديد من القضايا التي تواجه الأمة العربية». ولفت إلى أن «انعقاد القمة تحت عنوان (التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي) يمثل تعبيراً عن إدراكنا لضرورة أن نتصدى لتلك القضايا من دون إبطاء».

وقال: «لقد رأينا كيف استغل هؤلاء وجود بعض أوجه القصور في عدد من الدول العربية في الوفاء باحتياجات مواطنيها فاستغلوا تطلعات المواطنين المشروعة لاختطاف الأوطان واستغلالها من أجل مآربهم». ونبه إلى أن «بعض الأطراف الخارجية تستغل الظروف التي تمر بها دول عربية للتدخل في شئونها أو لاستقطاب قسم من مواطنيها بما يهدد أمننا القومي بشكل لا يمكننا إغفال تبعاته على الهوية العربية»، مشدداً على «ضرورة التفكير في اتخاذ إجراءات عملية جماعية ذات مغزى ومضمون حقيقي تتسق مع أهدافنا في الحفاظ على الهوية العربية وصد محاولات التدخل الخارجي في شؤوننا».

وأفاد بأن ذلك الصد «درع لأوطاننا ولأهلنا وليس سيفاً مسلطاً على أحد إلا من يبادرنا بالعدوان»، مضيفاً: «نحتاج إلى التفكير بعمق في كيفية الاستعداد للتعامل مع تلك المستجدات من خلال تأسيس قوة عربية مشتركة دونما انتقاص من سيادة أي من الدول العربية وبما يتسق وأحكامِ ميثاقي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وفي إطار من الاحترام الكامل لقواعد القانون الدولي ودون أدنى تدخل في الشؤون الداخلية لأي طرف».

ولفت إلى أنه «ليس أشد تجسيداً للمدى الذي بلغته التحديات من الأوضاع في اليمن، حيث وصلت إلى حد النيل من أمننا المشترك. فما بين استقواء فئة بالسلاح لنقض شرعية التوافق والحوار وبين انتهازية حفنة أخرى طامعة للاستئثار باليمن وإقصاء باقي أبنائه، وبين تدخلات خارجية تستغل ما أصاب اليمن لنشر عدواها في الجسم العربي، فشلت مساعي استئناف الحوار، فكان محتماً أن يكون هناك تحرك عربي حازم بهدف الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه».

وشدد على أن «الوضع في ليبيا يزداد خطورة في ظل استفحال التنظيمات الإرهابية، مما يستلزم تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للحكومة الشرعية».

وأشار إلى أن مصر «تتعامل مع الأزمة السورية من زاويتين رئيسيتين. الأولى دعم تطلعات الشعب السوري لبناء دولة مدنية ديمقراطية، والثانية التصدي للتنظيمات الإرهابية والحيلولة دون انهيار مؤسسات الدولة السورية».

نبيل العربي
ثم ألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي كلمة حض فيها على «إعادة النظر في أداء الجامعة وبنيتها ومؤسساتها إن أردنا لها مواكبة التغييرات التي يشهدها العالم العربي اليوم»، مخاطباً الحضور بالقول: «أمامكم الثمرة الأولى لهذه العملية وهي مشروع الميثاق بصيغته المعدلة، ومشروع النظام الأساسي الجديد لمجلس السلم والأمن لاتخاذ القرار المناسب».

وأعرب عن الأمل في أن «تطلق عملية عاصفة الحزم مقاربة جديدة للتعامل العربي الجماعي الفعال مع التحديات الخطيرة التي تواجه الأمن القومي وسلامة واستقرار الدولة الوطنية العربية بمختلف مكوناتها، وأود أن أعرب عن التأييد التام لهذه المبادرة بعد فشل جميع الجهود التي بذلت من أجل وضع حد لتمادي الحوثيين».

Email