مشاركتها في «عاصفة الحزم» مراعاة للأمن القومي العربي

خبراء مصريون يشيدون بدور الإمارات في اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلاقاً من تفكير قياداتها الاستراتيجي، وحسها القومي المراعي للأمن القومي العربي، ولاسيما أمن منطقة الخليج، تشارك دولة الإمارات في «عاصفة الحزم»، التي انطلقت أول من أمس، بقيادة المملكة العربية السعودية، لضرب مراكز الحوثيين المدعومين من قبل إيران في اليمن عقب تقدمهم الملحوظ طيلة الفترة الأخيرة، مما عزز المخاوف الأمنية في المنطقة.

وتأتي مشاركة دولة الإمارات انطلاقاً من تفكيرها الاستراتيجي واهتمامها بأمن واستقرار المنطقة وأمنها، ما يُسلط الضوء على دور الدولة الحاسم والحازم في القضايا التي تواجهها المنطقة.

وأشاد خبراء مصريون ومحللون، بتلك المواقف الإماراتية، واستخدام القوة في إطار عربي أو دولي لحل أزمات المنطقة، وفرض الأمن والسلام، ومواجهة الإرهاب الذي يواجه الدول العربية ويهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط.

آليات عمل

وقال أستاذ العلاقات الدولية ناجي الغطريفي، لـ«البيان»، إن التحركات التي تتبعها دولة الإمارات العربية، في المنطقة، والتي تضمنت تحركات عسكرية كان آخرها اشتراكها في الضربات الجوية العسكرية في اليمن التي وجهت ضد القواعد الحوثية تعد تطوراً في آليات تعامل الإمارات مع القضايا القومية العربية، مضيفاً أن الإمارات دولة ذات رؤية استراتيجية..

وقضيتها الأولى هي القومية العربية ووحدة الصف العربي، لمواجهة كافة الأخطار التي تحيط به، بداية من أطماع إسرائيل وحتى الأطماع الإيرانية والتي ظهرت جلياً في التدخل في اليمن والزج بالجماعات الحوثية هناك.

ورأى مراقبون، أن الإمارات تستخدم القوة العسكرية للحفاظ على أمنها القومي المهدد مثل باقي دول المنطقة في حال توغل وانتشار الجماعات المتطرفة، والحفاظ على أمن المنطقة، مؤكدين أن التوحد العربي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الطاحنة التي ضربت المنطقة بأسرها بعنف، وأدت إلى تدمير بعض من الدول مثل سوريا والعراق وليبيا.

وأكدوا، أن موقف الإمارات الداعم للتحركات العسكرية ضد تلك الجماعات منطقي جداً، فالجماعات الإرهابية لا تعرف لغة الحوار ولا الطرق الدبلوماسية، والحل الوحيد المتاح أمام الوطن العربي بأسره هو القضاء عليها وطردها من المناطق المسيطرة عليها.

دولة مسالمة

ولفت مساعد وزير خارجية مصر الأسبق السفير عادل الصفتي، إلى أن دولة الإمارات مشكورة لتدخلها ومبادراتها في التدخل لحل بعض المشكلات في دولة مثل الأزمة اليمنية، مؤكداً أن الإمارات عُرفت طوال تاريخها بأنها دولة مسالمة تهمها الدول العربية ..

وأمن تلك الدول واستقرارها، وظهر لدى القيادة السياسية لدولة الإمارات مؤخراً في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة، رأي بأن الأمور فاقت كل التوقعات وكل الخطوط الحمراء، وأصبحت المنطقة بأكملها محاصرة من قبل الجماعات المتطرفة الإرهابية التي انتشرت كالسرطان في الوطن العربي، مثل تنظيم داعش في سوريا والعراق وليبيا، والحوثيين في اليمن.

رسالة

رأى الخبير الأمني اللواء نبيل عبد الفتاح، أن تحركات دولة الإمارات العسكرية هي رسالة لكل من يتربص بأمن المنطقة العربية..

مشيراً إلى أن التزام الإمارات بالسلمية من قبل لم يكن يعني الاستكانة للتغيرات التي تطرأ على المنطقة ولتوغل جماعات ما يسمى «الإسلام السياسي» التي تعمل لحساب دول الغرب التي تهدف لتطبيق مخطط «سايكس بيكو» الجديد الهادف لتقسيم المنطقة العربية لدويلات صغيرة مفككة وغير مترابطة حتى يسهل السيطرة عليها ونهبها وضمان أمن إسرائيل..

بل كان ذلك الصمت العسكري هو احترام لسيادة تلك الدول على أراضيها، وحتى عندما اشتركت دولة الإمارات في الضربة العسكرية الموجهة لقواعد الحوثيين في اليمن، فكانت تلك المشاركة بعد خطاب من الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي بالتدخل العسكري العالمي لإنقاذ مواطني اليمن من القتل والتنكيل على أيدي تلك الجماعات.

Email