فرنسا شاركت في غارات ركّزت على مجمع القصور الرئاسية

التحالف يدك مواقع «داعش» في تكريت

عسكريون عراقيون يهيّئون طائرة سوخوي مع بدء القصف الجوي على «داعش» في تكريت - رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

 بدأت طائرات التحالف وسلاح الجو العراقي أمس، أول ضرباتها ضد تنظيم داعش في مدينة تكريت، حيث يتحصن مقاتلو التنظيم منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وذلك في إطار عملية أطلقتها السلطات العراقية لاستعادة المدينة، في حين أعلن مسؤول أميركي أن قوات الحشد الشعبي المدعوم من إيران انسحبت من العملية.

وشن طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أول ضربات له على أهداف للتنظيم في تكريت. وأعلن مسؤول محلي في محافظة صلاح الدين فجر أمس، ان مقاتلات أميركية قصفت أهدافا لتنظيم داعش في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، لأول مرة منذ انطلاق عملية استعادة محافظة صلاح من سيطرة التنظيم مطلع الشهر الحالي.

وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة صلاح الدين جاسم الجبارة، في تصريح صحافي، إن «العمليات شملت قصفاً جوياً من طائرات التحالف المساند للعراق لمراكز تجمع عناصر داعش وخصوصاً في منطقة القصور الرئاسية التي تقع في الجهة الشرقية لمدينة تكريت على ضفة نهر دجلة». وأضاف ان «الغارات الجوية شملت أيضاً قصف مستودعات للذخيرة وعدد من العجلات التي يستقلها عناصر داعش والتي تحمل أسلحة رشاشة ثقيلة ودمّرت عدداً منها».

وجاءت هذه الغارة بعد ساعات من تصريح للرئيس فؤاد معصوم، قال فيه إن من المتوقع أن ينفّذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية قريباً ضد مواقع داعش في تكريت، بعد أن بدأ عمليات استطلاع جوي. وقال معصوم، إنه منذ مساء الثلاثاء الماضي، بدأ الدعم الجوي وعمليات الاستطلاع فوق تكريت. وأضاف ان التحالف يبدأ أولاً بمهام استطلاع، ويعد التقارير الجوية وبعد ذلك تبدأ العمليات.

القصور الرئاسية

وقال العميد تحسين إبراهيم صادق الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية إن القوات الجوية العراقية وطائرات التحالف شنت غارات جوية استهدفت القصور الرئاسية التي يتخذ قادة ومجموعات «داعش» منها مناطق تمركز لهم. وأضاف أن الطائرات العراقية نفذت الطلعة الرابعة لها منذ الساعات الأولى من الصباح.

وقال قادة عسكريون مشاركون في مركز عمليات تكريت إن الضربات الجوية لطائرات التحالف والعراق استهدفت أجزاء من مجمع القصور الرئاسية الذي يستخدمه المتشددون لتخزين السلاح والذخيرة.

وقال مسؤول محلي اسمه عارف الدليمي هاتفياً من منطقة قرب تكريت إن بوسعه مشاهدة أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من موقع القصور نتيجة للضربات الجوية.

وقال مسؤولون إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تقدم بطلب للحصول على دعم الولايات المتحدة، بعد أن كانت القوات العراقية تحصل على دعم عسكري واستشاري من إيران فقط، ولم تتمكن من إحراز تقدم في تكريت.

انسحاب «الحشد»

وأكد قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال لويد اوستن خلال جلسة في مجلس الشيوخ أن قوات الحشد الشعبي انسحبت من الهجوم على مدينة تكريت.

وقال اوستن إن «الميليشيات الشيعية انسحبت من منطقة» تكريت وأن نحو أربعة آلاف عنصر من القوات الخاصة والشرطة العراقية يشاركون الآن في العملية الجارية لاستعادة المدينة.

وأعلنت قيادة «سرايا السلام» التابعة للتيار الصدري، انسحابها من القتال ضد «داعش»، بسبب «التدخل الأميركي». وأكد الإعلام العسكري للسرايا في بيان له أمس، أنها باشرت برفع التجميد، والتنسيق مع الحكومة من أجل البدء بتحرير أرض العراق، لاسيما الموصل، «الا اننا فوجئنا بطلب الحكومة مشاركة القوات الأميركية في عمليات التحرير». ووصف بيان السرايا مشاركة التحالف الدولي، بأنها تهدف لحماية «داعش» من جهة، ومصادرة الانتصارات التي حققها أبناء العراق من جهة أخرى.

وقال مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للتحالف الجنرال المتقاعد جون آلن إن جهود التحالف تضعف قدرات تنظيم داعش بشدة. وقال في الجلسة «نحن نضعف قدراته بوضوح». وأضاف ان «داعش» فقد أكثر من ربع الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، لكنه قال إن الموقف في سوريا «أكثر تعقيدا».

وأعطى الرئيس الأميركي باراك أوباما موافقته لشن الغارات شرط أن تضطلع القوات العراقية بدور أكبر في الهجوم بدلاً من الميليشيات التي تدرّبها وتسلّحها ايران.

واعلن الكولونيل ستيفن وارن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) «أؤكد أن حكومة العراق طلبت مساعدة من الائتلاف الدولي في العمليات في تكريت». وأضاف ان «العمليات جارية».

وصرح مقدم في القوات العراقية الخاصة أن «قوات الائتلاف الدولي قصفت أربع مناطق في وسط مدينة تكريت». وقال إن الغارات الجوية أصابت منطقة محيطة بمجمع أحد القصور وبالقرب من مستشفى تكريت.

أهداف محدّدة

وأشار مسؤولون أميركيون إلى ان المقاتلات تقصف أهدافاً «محددة مسبقاً»، مؤكدين أن نطاق العملية «ليس ضخماً بل يشبه غارات أخرى فوق العراق وسوريا».

وأعلن اللفتنانت جنرال جيمس تيري المشرف على القيادة المكلفة الجهود الحربية الأميركية ان «هذه الغارات تهدف الى تدمير مواقع لتنظيم داعش بدقة وتفادي سقوط ضحايا أبرياء من العراقيين وتجنّب إلحاق أضرار بالبنى التحتية، وذلك من شأنه تعزيز قدرة القوات العراقية تحت القيادة العراقية على المناورة والانتصار».

في المقابل، تقوم ايران بدور كبير في العملية من خلال تقديم مدفعية ونشر استشاريين للميليشيات العراقية المشاركة في العملية. وأعلن مسؤول دفاعي أميركي «الآن بدأت فعلاً العملية لاستعادة تكريت».

وأعلن ناطق باسم رئاسة اركان الجيوش الفرنسية أن فرنسا شنّت مساء الأربعاء للمرة الأولى ضربة جوية في منطقة تكريت. وقال الناطق «وجهنا ضربة في إطار مهمة التحالف في منطقة تكريت»، موضحاً إنها المرة الأولى منذ الهجوم العراقي على تكريت. ولم يحدد المسؤول الطائرات الفرنسية التي نفذت الضربة أو الأهداف التي أصيبت.

معركة سياسية

دافع رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم عن الحشد الشعبي الذي يقاتل مع القوات الحكومية ضد «داعش». وقال الحكيم «إن الحشد الشعبي وهو يخوض معاركه المصيرية فإنه مُستهدف ليس فقط من الإرهابيين وانما من قبل من لا يمتلكون الصورة الواضحة ولا يعرفون الحقيقة عن الدور الفعّال الذي يقوم به هؤلاء الأبطال في تثبيت ركائز الدولة العراقية الوليدة»، حسب تعبيره.

وأضاف «اننا نجد أنفسنا ملزمين في الدفاع عن الحشد الشعبي وخوض معركته السياسية مثلما هو يخوض معركتنا العسكرية مع الإرهاب». بغداد ـ د.ب.أ

إحباط هجمات للتنظيم الإرهابي في الموصل

 أفادت مصادر في قوات البيشمركة الكردية أمس بأن قوات البيشمركة، بمساندة من قوات التحالف الدولي، أحبطت هجمات متكررة لعناصر تنظيم «داعش» في مناطق متفرقة في مدينة الموصل (400 كم شمال بغداد).

وقالت المصادر إن قوات البيشمركة، بمساندة من قوات التحالف الدولي، أحبطت هجمات متكررة لتنظيم داعش، شملت مناطق متفرقة بمدينة الموصل، الأول فجر أمس من محور ناحية بعشيقة لاستهداف المقر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان ومقرات التدريب والتطوع لتحرير نينوى.

وأضافت أن قوات البيشمركة تصدت لعناصر التنظيم في الحال، باستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وبإسناد من قبل طائرات التحالف الدولي، ما اسفر عن قتل العشرات من التنظيم، وأجبرهم على الانسحاب. وأوضحت أن قوات البيشمركة أحبطت هجوماً ثانياً نفذه التنظيم، استخدمت فيه قذائف الهاون على قرية اسكي موصل شمال غربي الموصل التي تقع تحت سيطرة قوات البيشمركة.

وأشارت إلى أن قوات البيشمركة الكردية أحبطت هجوماً ثالثاً لعناصر داعش في قرى السلطان عبد الله وقرية تل ريم، وردت قوات البيشمركة على عناصر التنظيم باستخدام أسلحة ثقيلة وصواريخ أجبرتهم على الانسحاب في الحال باتجاه ناحية القيارة.

وأفاد مصدر آخر في قوات البيشمركة بأن العشرات من عناصر «داعش» سقطوا بين قتيل وجريح بقصف لطيران التحالف الدولي في مناطق الناوران والشلالات وخورساباد في مدينة الموصل.

يذكر أن قوات البيشمركة استعادت السيطرة على مناطق واسعة متاخمة لإقليم كردستان في الموصل، في حين ما زالت مناطق أخرى خاضعة لسيطرة «داعش».

من جهة أخرى، قتل وأصيب ما لا يقل عن 53 عنصراً من «داعش» نتيجة هجمات القوات العراقية بدعم من الحشد الشعبي في 3 محافظات عراقية. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان لها عن تنفيذ طيران الجيش 44 طلعة جوية في مناطق بيجي، والكرمة، والموصل، والحبانية. وأسفرت العملية عن مقتل 46 من مسلحي التنظيم وتدمير موقع لهم وعربتين، إضافة إلى تدمير موقع هاون ودوشكة ومبنيين.

Email