تقارير البيان

«إخوان» الأردن.. جماعتان بمراقبيْن

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأردن، أصبح هناك جماعتان لجماعة الإخوان؛ الأولى تلك التي يقودها المراقب العام همام سعيد، والأخرى يقودها المراقب العام السابق للجماعة عبدالمجيد ذنيبات عضو مجلس الأعيان لعدة دورات وأحد أكثر الشخصيات الإخوانية قرباً من الدولة.

يأتي هذا التطور بعد أن نجح الذنيبات في الحصول على ترخيص من وزارة التنمية الاجتماعية لتأسيس جمعية باسم جماعة الإخوان وهو التحرك الذي أثار أزمة غير مسبوقة بين أوساط الجماعة.

الذنيبات وخلفة مجموعة المبادرة الوطنية للبناء التي تعرف بمبادرة زمزم نجحوا أخيراً في إقناع الدولة بإمكانية ترخيص جمعية لهم تحت اسم جمعية الإخوان مرخصة من قبل وزارة التنمية الاجتماعية، بينما حصلت جماعة الإخوان الأم على ترخيصها العام 1947 من رئاسة الوزراء وجرى تجديده العام 1956.

ومنذ تحرك المراقب العام السابق الأسبق للجماعة رفضاً للقيادة الحالية للتنظيم وتعصف في الجماعة أزمات متلاحقة يخشى معها الإخوان أن تسفر عن حل جماعتهم الأم.

منعطف تاريخي

وتقف الجماعة اليوم على مفترق طرق تاريخي في انتظار منعطف مناسب. المنعطف جاء عندما طلب المراقب العام الأسبق للجماعة عبدالمجيد الذنيبات من الحكومة إعادة ترخيص الجماعة وفصلها عن مكتب الإرشاد، وتعيين إدارة مؤقتة لها يكون هو أو مجموعته أعضاءها.

المفارقات في طلب المراقب العام السابق كثير، ومنها أن الذنيبات، وهو عضو مجلس الأعيان الأردني سابق «جناح الملك» هو نفسه عضوا في مكتب الإرشاد، إضافة إلى كونه لم يعد قيادياً في الجماعة التي يسيطر عليها اليوم ما يسمى بتيار الصقور، وبالتالي كما يقول محامون لا يحق له تمثيل الجماعة رسميا، كونه غير مخول بذلك، لكن هذا لا يهم.

وتعاني الجماعة منذ عقد من الزمان من انشقاقات حادة لم يعد لها من اسمها نصيب. فالإخوان في الأردن أقرب لأن يكونوا إخواناً متنازعين، يشتم بعضهم بعضاً على وسائل الإعلام، وهو ما أراح الدولة منهم في الشارع خاصة في فترة ما يسمى بـ«الربيع العربي».

وفي الوقت الذي تذهب فيه التقديرات إلى اقتراب تفكيك جماعة الإخوان الأردنيين التزمت الدولة الأردنية بشتى أجهزتها الصمت، حتى أمس عندما التقى رئيس الوزراء عبدالله النسور وفداً من الإخوان وقال لهم إن كيانهم باق.

يشير الخبير في الصراعات الدولية عدنان برية إلى عمليات الاستقطاب الحادة داخل الجماعة، ويقول تجري عمليات الاستقطاب وسط إلغاء أعضاء الإخوان لبعضهم البعض، مشيراً إلى أن الكثير من الإخوان يحملون مسؤوليات المآلات التي وصلت إليها الجماعة من انهيار قريب إلى القيادة التي دأبت على التعامل مع الملفات الساخنة بتأجيل البت فيها، حتى تفاقم الأمر عليها.

ويضيف برية: «الإخوان المتنازعون إلى انهيار»، هذا هو المعنى الذي يفهمه الكثير من المراقبين، الذين يحذرون في المقابل من أن من شأن تفكيك الجماعة أن يلقي في أحضان التيارات السلفية الجهادية المتشددة عناصر الإخوان التي في معظمها من الشباب.

وتعمل الجماعة في الساحة الأردنية قبل تأسيس الدولة نفسها، وقد لقيت رعاية ملكية منذ 80 عاماً، لكن التطورات التي أعقبت «الربيع العربي» دفعت صانع القرار الأردني إلى التنبه من أن الجماعة هي الحلقة الوحيدة القادرة على قيادة الشارع، مما جعلها في قلب رؤيته الاستراتيجية المقبلة.

Email