عبدالله بن زايد يشارك في اجتماع وزراء خارجية «التعاون» مع كيري في الرياض

الفيصل: أمن الخليج في منع إيران من «النووي»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي عقد في الرياض أمس حيث بحث وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع كيري ملفات وأحداث المنطقة وعلى رأسها الملف النووي الإيراني واليمن وسوريا ومحاربة الإرهاب والقضية الفلسطينية.

وعبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لنظيره الأميركي عن قلق دول المجلس من تدخل إيران في سوريا ولبنان واليمن والعراق، موضحاً أن إيران تستولي على العراق ومشجعة للإرهاب، وأن أمن الخليج يبدأ بالحيلولة دون حصول إيران على النووي، مبدياً في الوقت ذاته ارتياحه من التطمينات الأميركية بمنع طهران من ذلك، حيث أكد كيري أن واشنطن لا تسعى إلى «مقايضة كبيرة» مع طهران، وبخصوص اليمن أيد الفيصل نقل الحوار إلى الرياض، كما حض على دعم المعارضة السورية المعتدلة لمحاربة كل من النظام السوري والتنظيمات الإرهابية، داعياً إلى مواجهة تنظيم داعش الإرهابي على الأرض.

وعقد وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعاً مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض، حيث تم التباحث في مجمل ملفات المنطقة، وأطلع كيري الوزراء الستة على نتائج المباحثات التي أجراها مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف بشأن ملف طهران النووي.

وأكد الأمير سعود الفيصل ونظيره الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي مشترك عقب المحادثات تطابق وجهات النظر حول مجمل القضايا وضرورة مواصل الحوار المشترك لمعالجتها.

وقبل المؤتمر الصحافي عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اجتماعاً مع كيري ناقشا خلاله عدداً من الأمور المهمة وخصوصاً ما يتعلق بالملف النووي الإيراني. وأكد الفيصل أن المباحثات كانت «بناءة واتسمت بالعمق والشفافية وتطرقت إلى مجمل القضايا في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من المستجدات الإقليمية والدولية».

التدخل الإيراني

وأكد أن الوزراء بحثوا الملف النووي الإيراني مع كيري، وأن «السعودية تؤكد دعمها لجهود الدول الكبرى بالمحادثات مع إيران»، مشيراً إلى أن «كيري كان واضحاً بالتأكيد على ضرورة عدم امتلاك إيران أسلحة نووية»، موضحاً: «عبرنا لكيري عن قلقنا من تدخل إيران في سوريا ولبنان واليمن والعراق»، محذراً من أن «إيران تستولي على العراق ومشجعة للإرهاب»، وأوضح: «تكريت مثال ساطع على ما يقلقنا. إيران في طريقها لوضع يدها على البلاد».

وقال وزير الخارجية السعودي إن «أمن الخليج يبدأ بالحيلولة دون حصول إيران على النووي». وشدد على ضرورة عدم تحول البرنامج النووي إلى «برنامج عسكري يهدد المنطقة والعالم.. مع ضمان حق إيران وكل دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير ومتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها».

ولفت في هذا الصدد إلى أن المجتمع الدولي يهدف إلى منع إيران من تصنيع سلاح نووي لكن ذلك لا يعني تجاهل القضايا الأخرى. وأضاف أن ما تقوم به إيران من أعمال وأنشطة «تهدد الأمن والاستقرار لدول المنطقة»، مشيراً إلى تدخل إيران في العراق وسوريا ولبنان والبحرين وأخيراً اليمن.

وأعرب عن أمله بأن تفضي هذه الجهود التي يقودها المجتمع إلى أن تصبح إيران جزءاً من حل الأزمات في المنطقة «لا جزء من المشكلة»، مؤكداً أن «إيران دولة جارة لا أحد يضمر لها العداء لكنها إذا استمرت في تدخلها في الشؤون الداخلية ستضع نفسها ضد المصلحة العربية والقيم العالمية»، معرباً عن أمله أن تستمع إيران للعقلاء وتترك التدخل في الشؤون العربية قبل أن يستفحل العداء.

محاربة الإرهاب

ولفت إلى أن اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي ناقش «جهود التحالف الدولي القائم لمحاربة الإرهاب وتنظيم داعش على وجه الخصوص»، مشيراً إلى أن المملكة إذ تؤكد أهمية هذا التحالف لمحاربة تنظيم داعش في العراق وسوريا، فإنها في الوقت ذاته ترى بأهمية توفير السبل العسكرية اللازمة لمواجهة هذا التحدي «على الأرض»، وأن تكتسي هذه الحملة منظوراً استراتيجياً شاملاً يحارب الإرهاب أينما وجد.

الوضع في اليمن

وأضاف: «فيما يتعلق باليمن.. فكما تلمسون هناك اتفاق دولي تام بالرفض المطلق للانقلاب الحوثي على الشرعية، ومحاولات فرض الواقع بالقوة ورفض كل ما يترتب على هذا الانقلاب من إجراءات، بما في ذلك ما يسمى الإعلان الدستوري للمليشيات الحوثية، حيث عبر المجتمع الدولي عن دعمه الكامل للحكومة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي..

وهذا الأمر عكسته بشكل واضح البيانات الصادرة عن كل من مجلس التعاون، وجامعة الدول العربية، ومجلس الأمن الدولي»، معلناً في الوقت ذاته موافقة السعودية على دعوة الرئيس اليمني لنقل الحوار إلى الرياض.

سوريا وفلسطين

بالنسبة للأزمة السورية داعا الفيصل إلى «تكثيف الجهود لتشجيع ودعم المعارضة المعتدلة بكل ما تحتاجه من عتاد وتدريب لمواجهة إرهاب الأسد والتنظيمات الإرهابية». وحول القضية الفلسطينية أعرب الأمير سعود الفيصل عن الأمل بأن تفضي الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام إلى تحقيق السلام العادل والدائم لحل النزاع وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية، معتبراً هذه الجهود بأنها لا تؤتي ثمارها نتيجة للتعنت الإسرائيلي والاستمرار في بناء المستوطنات وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.

رؤى كيري

في الأثناء، طمأن جون كيري دول الخليج بأن واشنطن لا تسعى «لمقايضة كبيرة» مع إيران، وقال إن الاتفاق النووي مع طهران سيخدم مصالحهم. وقال كيري: «حتى ونحن نخوض هذه المناقشات مع إيران بشأن برنامجها النووي فلن نغفل عن تحركات أخرى لإيران تزعزع الاستقرار في مناطق مثل سوريا ولبنان والعراق وشبه الجزيرة العربية وخصوصاً اليمن».

وتابع: «دعوني أؤكد.. نحن لا نسعى لمقايضة كبيرة. لا شيء سيتغير في اليوم التالي للاتفاق - إن توصلنا إليه - فيما يتعلق بكل القضايا الأخرى التي تمثل تحدياً لنا في هذه المنطقة»، مؤكداً حرص بلاده على معالجة كل القضايا مع إيران وليس الملف النووي فحسب وإنما أيضاً «دعمها للإرهاب ونشاطها في المنطقة».

Email